سميرة سعيد: أزمة في الساحة الغنائية بعد رحيل كبار الملحنين

TT

اعترفت الفنانة سميرة سعيد اخيرا بأنه توجد في حياتها الشخصية والفنية «مطبات» كثيرة كان بوسعها ان تتجاوزها لو كانت تملك وقت حدوثها خبرة كافية، وتحدثت لــ«الشرق الاوسط» عن أهم هذه المطبات.

* لو عادت بك دورة الحياة الى مرحلة البدايات الاولى في حياتك الفنية والشخصية فهل كنت تحبين ان تمشي نفس مشوارك؟

ـ نعم ولكن مع بعض التعديلات، يعني انا تعرضت في حياتي الفنية والشخصية لبعض المطبات، عندما اجلس الآن مع نفسي وافكر فيها اجد انه ما كان لها لزوم، ولهذا السبب قلت لك انه لو عادت بي دورة الحياة لما وقعت فيها.

* وهل تعتقدين انه يمكن فعلا تحاشي هذه «المطبات» وكيف؟

ـ نعم والحمد لله انا معظم خطواتي الفنية والشخصية كانت مدروسة وبعناية كبيرة جدا، وهذا ما اتاح لي الفرصة في ان انال ما وصلت اليه الآن من نجاح غنائي متميز جدا، وبالتأكيد دراستي لخطواتي سواء الشخصية أو الفنية افادتني كثيرا مع الخبرة في تجاوز مطبات كثيرة كان من الصعب علي تجاوزها لو لم اقم بهذه الدراسة ولو لم تكن لدي الخبرة الحالية في مواجهة الازمات الحياتية والفنية.

أكثر المطبات خطورة

* وخطواتك الفنية المدروسة التي ترين انها انقذتك من كثير من «المطبات» ما هو، من وجهة نظرك، اكثر شيء يميزها؟

ـ يميزها اولا انها جاءت متتابعة فكان التسلسل الذي مضت فيه خطواتي هذه مسلسلا طبيعيا ومتميزا ومتجددا والخطوات نفسها كانت واضحة ومنذ ان اتيت من المغرب الى مصر والى الآن فأنا مستمرة في خطواتي المدروسة واستفيد بما اصبح لدي من خبرة وتمرس بالحياة والفن في تجاوز نفسي، وتجاوز ما وصلت اليه حاليا، من اجل تحقيق المزيد من النجاحات الفنية القوية.

* وما هو اكثر «مطب» يمكن ان تخافي منه؟

ـ المرض لا قدر الله.

* ولماذا؟

ـ لان ربنا سبحانه وتعالى اعطاني اشياء كثيرة في الحياة تستحق فعلا ان اعيش بصحة جيدة من اجلها، وتكون لدي القوة لاجتهد اكثر واكثر في ما افعله.

* وما هي اول هذه الاشياء برأيك؟

ـ ابني «شادي»، فأنا اريد ان اواصل اهتمامي به، وبرعايته، ولو كانت في يدي الدنيا كلها لاعطيتها له.

* وثاني هذه الاشياء؟

ـ جمهوري الحبيب، لانه اعطاني الكثير ومن اجله اشعر بأنني يجب ان اجتهد وادقق في اختياراتي الفنية حتى احافظ على حبه وثقته الكبيرة في من ناحية وحتى اوصل اليه رسالتي الفنية، واقدم اليه كل جديد يمكنني التوصل اليه من الناحية الاخرى، فالجمهور أول من يقابلني في الحفلات، أو في أي مكان اذهب اليه يقول لي ما هو الجديد ويسألني عن الاحداث والاكثر حداثة في الغناء، ويعتبر معظم اغنيات البوماتي السابقة «موضة» قديمة ويريد ان يسمع الجديد، كل هذا يحتاج مني الى مزيد من الصبر والقوة والصحة حتى استطيع ان اواصل عطائي واسعد جمهوري، فالمسألة اصبحت تحتاج الى صحة قوية جدا ولهذا قلت لك الصحة اخطر «مطب» يمكن ان اخاف منه.

السن لا يهمني

* وما دمنا نتحدث عن المطبات الا ترين ان غناءك الحانا لشباب صغير جدا في التلحين يمكن ان يكون «مطبا» خطيرا يهدد فنك خاصة انك نجمة «سوبر ستار» في الغناء على مستوى العالم العربي؟

ـ اعرف ما تقصده من وراء سؤالك فأنت بلا شك تقصد الملحن الشاب «خالد عزت» الذي قدمت من الحانه اغنية في اخر البوماتي الغنائية، ولكني أرى ان ذلك ليس مطبا اطلاقا ولي وجهة نظر في ذلك، اولا خالد عزت وان كان مازال في السابعة عشرة فقط من عمره وهو طالب لايزال في كلية التربية الموسيقية، الا انه يبشر بموهبة كبيرة في عالم التلحين والغناء، وانا عندما اغني له فهذا لانه قدم لي لحنا تتوافر فيه المواصفات الفنية التي اضعها في اعتباري عند اختيار أي لحن جديد اقدمه سواء من جيل الشبان أو من جيل الكبار في التلحين.

* وهذه المواصفات الفنية ماهي؟

ـ اهم شيء في اللحن الذي اغنيه ان تكون جمله الموسيقية جديدة وفي غاية الاناقة والسلاسة وبحيث يشعر من يسمعه ولاول لحظة انه امام لحن جديد.

* ألا تشعرين بأنك تعرضت لمطب فني بعد ان رحل جيل الكبار في التلحين خاصة انك غنيت لهم في البدايات؟

ـ رحيل الكبار، أو دعني اسميهم عمالقة التلحين، ليس «مطبا» فقط، ولكنه ازمة حقيقية مازلنا جميعا نعاني منها ومن اثار غيابهم على الساحة وانا غنيت للكبار، ومنهم الموسيقار الراحل بليغ حمدي والموسيقار الراحل محمد الموجي وكذلك الراحل الموسيقار سيد مكاوي.

* هل تشعرين بانك كنت ستقعين في «مطب» اخر لو كنت تغنين لهم الآن، أم انهم برأيك وإن كانوا من جيل الاصالة الفنية فإنه كان بوسعهم ان يقدموا لك الجديد لمقدرتهم على تطوير انفسهم فنيا؟

ـ الموسيقار سيد مكاوي هو الذي كان له اسلوبه المتفرد في التلحين اما بقية الملحنين امثال الموجي وبليغ فهما كانا يبحثان عن الجديد وبصفة يومية في الحانهما وهذا طبعا وحتى لا يفهمني احد بطريقة خاطئة لا يقلل من قيمة موسيقى سيد مكاوي لان له اسلوبه المتفرد كما قلت، فهو صاحب اسلوب متميز جدا في الحانه بحيث يشعر المستمع ومن اول لحظة انه يسمع لحن سيد مكاوي وليس غيره.

وللعلم ما زال عندنا من جيل العمالقة الموسيقار كمال الطويل اطال الله عمره، ولو كان لايزال يلحن الى الان لقدم لنا الجديد جدا في الموسيقى، ولأعطى للموزعين الموسيقيين الشبان افكارا فنية جديدة خاصة انه ومنذ حتى بدايته الفنية كان حريصا على تقديم كل ما هو جيد ومبتكر في الموسيقى.

اللهاث وراء الجديد

* ما هو «المطب» المستمر الذي يمكن ان يوقعك فيه جمهورك؟

ـ المطالبة وبشكل دائم ومستمر بالجديد في الغناء مع كل حفلة اقدمها، وهو ما جعلني اقول لك وفي البداية ان كل البوم صدر واتى بعده البوم جديد اجد الجمهور يريد ان يسمع مني اغاني الالبوم الجديد ويعتبر اغاني البوماتي السابقة موضة قديمة، ولكن هذا «المطب» المستمر مفيد جدا لي لانه يدفعني للبحث عن المزيد من الجديد ويدفعني كذلك الى وضع ما هو جديد في اعتباري عند تقديم أي البوم فهو مأزق وباختصار مفيد جدا من اجل الاجتهاد الدائم في الفن.

* وحياتك الشخصية الا توجد فيها «مطبات»؟

ـ أنا وأن كنت لا احب ان اتحدث عن نفسي ومن الناحية الشخصية كثيرا الا ان حياة كل انسان لابد وان يكون فيها اكثر من «مطب» فهذه طبيعة الحياة. والخروج من المآزق و«المطبات» يعتمد على الذكاء، سواء الذكاء الشخصي أو الذكاء الاجتماعي، أو الذكاء الفني، بالاضافة الى الخبرة في مواجهة الازمات الطارئة، سواء في الحياة العادية أو الحياة الفنية، والمهم في رأيي ان يواصل الانسان حياته بنجاح متزايد لان اهم شيء في النهاية هو النتيجة التي وصل بها الواحد منا الى ما هو فيه من نجاح وكذلك الطريقة التي وصل بها.

* وما هو اكبر مطب وقعت فيه خلال حياتك الفنية؟

ـ لعل احتجابي عن الجمهور ولفترة، لم تكن والحمد لله طويلة قبل عودتي الاخيرة اليه، من اكثر «المطبات» احراجا لي من الناحية الفنية لاني انا عن نفسي كنت اعرف السبب اما الجمهور فلم يكن يعرف أي شيء بالاضافة الى انني كنت خائفة من الا يرقى ما اقدمه اليه الى مستوى ما قدمته له من قبل ونال اعجابه، ولهذا اخذت ادقق في اختياراتي لتكون عودتي اليه جديدة فعلا، والحمد لله تقبل مني الجمهور ما قدمته وبنجاح متزايد وانا حاليا احاول وبقدر ما استطيع تقديم اغنيات جديدة اكثر حتى اعوض الجمهور عن الغياب في الماضي وإن كان غيابا لم يكن طويلا مثلما ذكرت لك.

حكاية مأزق «مارينا»

* وما هو اخر مطب تعرضت له فنيا؟

ـ انا اخترت في البومي الاخير الذي اصدرته منذ فترة قصيرة عشر اغنيات وهذه الاغنيات اخترتها من اربع عشرة اغنية، والاغاني كلها في الحقيقة كانت جميلة، واحلى من بعضها البعض، ومع ذلك كنت محكومة باختيار عشر اغنيات فقط، ومن هنا اضطررت للاكتفاء بهذا العدد من الاغاني.

* والاغاني الاربع الاخرى؟

ـ وضعتها في درجي!

* وماذا سيكون مصيرها؟

ـ طبعا مؤلفوها وملحنوها تضايقوا كثيرا لعدم اختياري لها ولانهم يريدون لاعمالهم الجديدة ان ترى النور وفي اقرب وقت، وانا احتفظ عندي بالعديد من الاغاني الجميلة، ودائما اعشم نفسي بإنزالها في الالبوم الاحدث، ولكن ذلك في العادة لا يحدث.

* ولماذا؟

ـ لاني اكون متحمسة جدا لهذه الاغاني، ولكن ما أن ابدأ في الاعداد للألبوم الجديد حتى اجد «المود» عندي تغير فلا تعود هذه الاغاني في نفس موقعها السابق، وهذا لانني اظل دائما ابحث عن الجديد والاجدد منه وهكذا.

* ومطب «مارينا» هل مازلت تتذكرينه؟

ـ هذا ايضا مطب اخر لم اكن انا شخصيا السبب فيه على الاطلاق، فأنا في حفل مارينا فوجئت بوجود عالم «نوبل» الدكتور احمد زويل فأردت الترحيب به والتنويه عن وجوده في الحفل، لأن مجرد وجوده فيه تشريف كبير لي وللفن، ولكني وبعد الترحيب اللائق به فوجئا في بعض الصحف كلاما منشورا بدا لي غريبا جدا فقد ارادوا الوقيعة بيني وبينه والسيدة حرمه، بالرغم من انني لم اقابله اطلاقا لا قبل الحفل ولا بعده!