لبانة قنطار: الإعلام العربي لم يخدم الغناء الأوبرالي

المغنية السورية الوحيدة التي حققت المركز الخامس عالميا في مسابقة الملكة اليزابيث للغناء

TT

فازت اخيرا المغنية الاوبرالية السورية لبانة قنطار، بالمرتبة الخامسة عالميا في مسابقة الملكة اليزابيث للغناء الاوبرالي في بلجيكا وبحضور العائلة الملكية البلجيكية، وهذا الفوز الجديد لهذه المغنية سمح لها بالغناء في كل بلدان العالم واعتبارها من اوائل المغنين في مجال الغناء الاوبرالي العالمي.

حول هذا الفوز ونمط الغناء الذي تؤديه وبعض القضايا الفنية الاخرى تحدثت المغنية السورية العالمية لبانة قنطار لـ «الشرق الأوسط» قائلة:

* لنتحدث بداية عن فوزك بمسابقة الملكة اليزابيث للغناء الاوبرالي في بلجيكا؟

ـ كان ذلك عندما شجعتني استاذتي الهولندية ميا بيسلينغ حيث كنت في منحة دراسية في هولندا، وهي من اهم الاساتذة في اوروبا، حيث رأت ان مستوى ادائي كمغنية يؤهلني للمنافسة في المسابقات الدولية واقترحت اسمي لمسابقة الملكة اليزابيث في بروكسل ببلجيكا، التي تعتبر المسابقة الاولى في العالم من حيث الاهمية، ويشارك فيها افضل مغني الاوبرا في العالم، وقد شارك في لجنة تحكيم المسابقة خيرة مغني الاوبرا العالميين امثال: مارسينا اوروبا، خوسي فان دام، جون ساورلاندو، كما شارك في المسابقة 155متسابقا ومتسابقة، ومرت المسابقة بثلاث تصفيات حيث لم يبق في المرحلة الاخيرة الا 12 متسابقا، وتم اختيار الفائزين الستة من هؤلاء الـ 12 وكان ترتيبي الخامسة ضمن الاوائل. واود ان اقول لك انني كنت العربية الوحيدة المشاركة في هذه المسابقة وهذه اول مرة تشارك فيها مغنية عربية بتاريخ هذه المسابقة بدوراتها المختلفة.

* وماذا عن المراحل التي مررت بها مع الغناء الاوبرالي واختيارك لهذا الفن الصعب؟

ـ منذ صغري ومن ايام طفولتي كنت احب الغناء، وبعد ان كبرت ومع افتتاح قسم الغناء الاوبرالي في المعهد العالي للموسيقى بدمشق احببت ان يكون حبي للغناء وممارسته مترافقا مع دراسة اكاديمية وهذا ما حصل فعلا، حيث انتسبت للمعهد وكان لدي نوع من الفضول والتحدي بأنه هل يمكنني ان انجح بهذا النمط الغنائي الصعب الذي يقول البعض عنه انه غريب عن تراثنا العربي. ومع دراستي لهذا الفن في المعهد تأكد لي ان صوتي يناسب هذا النمط الغنائي وسمعت صوتي مغنية الاوبرا العالمية الروسية اغالينا فابييرا وبعدها صارت تشجعني لأن استمر وان صوتي لهذا الغناء. وبعد تخرجي من المعهد حيث درست فيه اربع سنوات، حصلت على منحة دراسية في لندن من قبل الحكومة البريطانية للدراسة في الكلية الملكية البريطانية، درست هناك لمدة سنة واحدة، بعدها شاركت بمسابقة الغناء الاوبرالي في بلغراد وهي مسابقة دولية، وحصلت فيها على جائزة الجمهور الاولى وهي من اختيار الجمهور. بعد ذلك حصلت على منحة دراسية للدراسة في هولندا من الحكومة الهولندية بالتنسيق مع المعهد العالي للموسيقى بدمشق. وهناك درستني الاستاذة ميا بيسلينغ ـ كما ذكرت ـ والتي شجعتني على الاستمرار في هذا الغناء. وحاليا ادرس الغناء الاوبرالي لطلبة المعهد العالي للموسيقى بدمشق.

* ما هي طموحاتك في هذا المجال؟

ـ شخصيا كمهنة وحرفة، فبعد مسابقة الملكة اليزابيث والترتيب المتقدم الذي حققته عالميا، فتحت امامي ابواب كثيرة لأشتغل في الخارج وانفذ حفلات اوبرالية في اوروبا. واعتقد ان طموحا كبيرا تحقق لي بوصولي الى العالمية وما اطمح اليه حاليا هو المحافظة على هذا التقدم الذي حققته وان اتطور اكثر فأكثر في مجال الغناء الاوبرالي.

* هل لديك نية للتحول للغناء العادي؟

ـ كانت هذه النية والفكرة موجودة في ذهني منذ فترة، لكن بعد دراستي الاكاديمية والجوائز التي حصلت عليها سيكون الاختيار دقيقا وقد اغني، لكن ستكون اغاني متميزة ونتاج دراسة وليس فقط غناء وكفى!.

* هل لديك كاسيتات او سيدهات CD في الغناء الاوبرالي؟

ـ طبعا ومنها كاسيتات و CD المسابقة، لكنها منتشرة في الاسواق الاوروبية وليس في الاسواق العربية، وهذا مؤسف حقا!.

* يقال ان الغناء الاوبرالي للنخبة المثقفة فقط. ما رأيك بذلك؟

ـ للنخبة في بلادنا فقط، ويعتقد البعض ان المثقفين فقط هم الذين يسمعون ويحبون هذا النمط الغنائي، لكن لاحظت ايضا ان الكثير من الناس في بلادنا، خاصة اولئك الذين انفتحوا على ثقافات العالم وسافروا واطلعوا على ثقافات الشعوب هم ايضا يحبون سماع الاوبرا والموسيقى الكلاسيكية. وللأسف فإن وسائل الاعلام العربية، وخاصة القنوات التلفزيونية تلعب دورا كبيرا في جعل هذا الفن للنخبة فقط بسبب عدم تقديمها لحفلات اوبرالية على شاشاتها بشكل مستمر وبالتالي لا تحقق تواصل المشاهدين مع هذا النمط الغنائي، لذلك يجب ان يكون هناك انفتاح على الثقافات العالمية، فالموسيقى الكلاسيكية هي نتاج حضاري عالمي وليست حصرا على الغرب فقط واذا كنا لا نسمعها فهذا يعود لقصور في ثقافتنا الموسيقية.

* ولكن البعض يتهم هذا الفن بأنه دخيل على تراثنا الغنائي؟

ـ كلمة دخيل سمعتها كثيرا، هذه كلمة مبالغ فيها لأنها تطلق على اي شيء جديد نخاف منه وغير متعودين عليه ونرفضه ولا نتقبله او من الصعب الاقتناع به، ولذلك هو دخيل لاننا لم نتعود عليه، ولاننا مقصرون ثقافيا واعلاميا بطرح الاوبرا وغيرها، من اجل ذلك نقول عنه دخيلا وغريبا عنا.

* هل يتناسب اللحن الاوبرالي مع الكملة العربية؟

ـ هناك محاولات لأخذ الحان عالمية وتركيب كلمات عربية عليها او ترجمة النص الاجنبي الى العربية، لكن برأيي هذه الطريقة ليست مقنعة فان اسمع لحنا واغنية بالعربية واكون قد سمعتها سابقا بالالمانية او الايطالية مثلا ستفقد كثيرا من خصوصيتها، لأن المؤلف عندما كتب هذا اللحن كتبه وهو متأثر بالكلمة، طوع اللحن لتسير الكلمة معه بشكل انسيابي ولذلك نحن بالعربية سنضطر لتضييق الخناق على اللغة لتتناسب مع اللحن فتنتج معنا لغة ركيكة. من يسمع ذلك لا يعرف هل هي اغنية عربية بلحن غربي ام اغنية غربية. اي تكون الاغنية في النهاية بلا هوية ولذلك انا مع تنفيذ اغان عربية تؤلف من جديد وليست مترجمة مع لحن غربي او كلاسيكي، بشرط الكلمات الجديدة.

* هل فعل أحد ذلك؟

ـ نعم، موجود، لكن بشكل قليل، ومثال ذلك السيدة فيروز، عندما غنت في حفلة لندن ادت غناء بكلمات عربية مع اوركسترا غربية وكانت ناجحة جدا لأن طبيعة غنائها اقرب لأن يكون اوبراليا ولذلك لم نستغرب الكلمة عندما غنتها.

* ما هو واقع الغناء الاوبرالي في سورية؟

ـ دخلت الموسيقى الكلاسيكية سورية منذ اربعين عاما والفنان صلحي الوادي يحاول منذ ذلك الوقت ان يعمل موسيقى حجرة، موسيقى كلاسيكية وحفلات بسيطة. ومنذ سبعة اعوام افتتح قسم الاوبرا في المعهد العالي للموسيقى وتأسست الفرقة السمفونية الوطنية. وسبع سنوات فهي فترة زمنية قصيرة تجعلنا في بداية البدايات، لكن هناك حفلات اوركسترا تقام بشكل دائم، خاصة في قصر العظم وفي اماكن كبيرة ومهمة واود ان اقول لك هنا ان فننا هذا ليس فن فنادق بل هو فن اماكن عامة!.