التشكيلية اللبنانية جنان الخليل طوعت ريشتها من أجل قضايا المرأة لكسر القيود عليها

TT

اعتبرت الفنانة التشكيلية اللبنانية جنان الخليل ان تطويع ريشتها لخدمة قضايا المرأة ما هي الا محاولة لكسر القيود واخراجها من طوي الحبال والعادات.

وقالت لـ«الشرق الأوسط» خلال عرضها مجموعتها الخاصة في صالة الفنون الجميلة في الكويت وذلك في معرضها الشخصي الأول، والذي يندرج ضمن فعاليات جمعية الفنون التشكيلية في احتفالات الكويت عاصمة الثقافة 2001 قالت ان اللون هو الذي يخلق اللوحة وليس العكس ضمن حديثها عن مزجها بين الالوان الحارة والباردة.

تسرد كل لوحة من لوحات الفنانة جنان مفردات ولمسات امرأة تقف أمام مرآة نفسها، فكل لوحة تمثل تجربة إنسانية أنثوية لنساء موجودات في لوحاتها محاولة أن تخرجهن عن طوق وحبال التقاليد والعادات وتكسر بهن قيود امرأة أسيرة ذاتها. وقد اعتمدت في هذا على الأسلوب التعبيري التجريدي كمنشأ للبنية التشكيلية الحياتية لكل شخص هو جزء من ذاته والمجتمع، كما تبحث عن التعبير في التجريب المطلق فتحضر ما هو مرئي لما هو لا مرئي، فترى أن هذه العملية بما فيها من حبك ومغازلة للوحاتها بداية من مسك النسيج طريقا للوصول لأسلوبها الخاص. وعن اعتمادها على الألوان الصارخة الزاهية قالت جنان: «لقد أقمت دراسة خاصة عن الألوان، فاللون بالنسبة لي هو ما يخلق اللوحة وليس العكس، ولقد اعتمدت دوما على الخلط بين الألوان الحارة و الباردة وهي في الأساس ألوان الطبيعة اللبنانية التي نعمل تحت ظلها كفانين لبنانيين، كما أنها ألوان مرحة ناطقة لا تحتاج لمن يتحدث عنها، وذلك لا يتوفر عادة في عدد من البلدان العربية الأخرى التي يعتمد فنانوها على الألوان القاتمة أو الباهتة كالرماديات، وهذا الجزء من التعايش اليومي مع الألوان من خلال الممارسة والمعايشة، لذا فاللون هو أساس الرسم التشكيلي لدي».

وعن اختيارها للمرأة كمحور لأعمالها بكل حالاتها ذكرت انها شاركت في هذا المعرض الشخصي بلوحات تمثل مراحل حياتية مختلفة مررت بها، من خلال فكرة (كيف ترسم المرأة المرأة) وهناك مواضيع عديدة ومختلفة لمراحل سابقة، وتعتبر أهم هذه اللوحات لعام 2001 لوحة «قيس وليلى» التي ترمز لعلاقة المرأة بالرجل في حالة من الحب النقي لأتخطى فيها كفنانة الحدود مع استيعاب لهذه العلاقة التي امتدت من بدء الخليقة وحتى الآن ولقد أبرزت هذه العلاقة من خلال اللونين الأبيض والأزرق ضمن لوحات مصغرة محاطة بإطار كبير دلالة على سمو هذه العلاقة، متخطية أية مشاهد تقليدية فنية اعتيادية مجردةً شخصياتي من التفاصيل لتصهر هموم المرأة مع مجتمعها، اجمالا فإن لوحاتي تعبر دوما عن هويتي كفنانة أمام جمع الفنانين التشكيليين، لذا فإن المعارض الفنية الفردية يعبر فيها الفنان بشكل أكبر عن نفسه أكثر بصورة تخصصية عن تلك المعارض الجماعية.

وعن تجربتها الفنية الجريئة وطموحها كفنانة ما زالت تنبض بالعطاء رأت ان الفن حالة حلمية وتجربة فردية، قد تمثل لأي فنان درب من دروب الوصول لهدف أو طموح ما، وما أن نعرف إلى أين نصل في النهاية سيبدأ طموحنا في البدء في درب آخر.

واعتبرت جنان أن ريشتها ورسوماتها هي هويتها وسفيرتها للعالم لا جنسيتها وقالت ان الوعي الفني التشكيلي الذي بدأ يغزو العالم ليس بالضرورة أن يحمل الفنان جنسية كشهادة اثبات على وجوده ولكن لوحته في هي تلك الهوية.

واضافت قد لا أمثل الفن اللبناني في مجمله لعراقته فكل فنان له مدرسة و أسلوب ورؤى وحالة، لذا أنا أمثل ذاتي كفنانة عربية وهويتي ريشتي ولوحتي المرسومة. لقد أخذ الفن التشكيلي اللبناني دوره ومارسه من القدم وقبل 70 عاما وله رصيد وصيت في الخارج، فلقد ظهرت بعض المذاهب الفنية في لبنان قبل ظهورها في أوروبا كالتجريب على يد صليبا الدويلي، وتواصل معه العديد من الفنانين اللبنانيين في كل مراحل الفن التشكيلي و تأثروا بها بل وتخطوها، ولم تعد هذه النهضة قاصرة على الفن بل في كل مناهج الحياة في لبنـان. وتعد مجموعتها عبارة عن لوحات امتزجت فيها مشاعر عدة، كما بدا واضحا لكل من حضر معرضها وتفهم ولمس دون الحاجة لمفسر تلك الرموز في شخصيات لوحاتها التي امتزجت فيها الألوان بمختلف درجاتها لحالات الحزن والمرح والثورة الخوض في التخطيط والتفكير لاخراج المـرأة من أزمتها مع المجتمع، لتكون هي وريشتها على مقربة من جراح نسوة عاشت معهم ولمست معاناتهن، مستدعية بالتجربة السبل لاخراجها من زنزانتها.