اختتام فعاليات مهرجان بوسان الدولي

TT

اختتم يوم الجمعة الفائت مهرجان «بوسان» السينمائي الدولي الثاني عشر في كوريا بعد أن كان طيلة أيامه الثمانية قبلة السينمائيين في آسيا، حيث أنه بعد إحدى عشر سنة من الصعود السريع إلى عالم المهرجانات الدولية، أصبح أكبر، وبشكل ما أفضل مهرجان سينمائي آسيوي. ولا شيء يؤكد هذا غير الأرقام الفلكية لدورة هذه السنة. 193 عروضا للافتتاحية وبمجمل أفلام 275 من 64 دولة مختلفة، ودعم المهرجان للوجوه الآسيوية الجديدة وبروزه المتزامن مع السينما الكورية ساعدا على خلق مكانته الجماهيرية آسيويا، وعالميا إلى حد ما. هذه السنة أتى المهرجان ببرنامجين جديدين، امتدادا للرغبة الجارفة بالصعود به لمنافسة عالمية، على الأقل في خانة المهرجانات الجماهيرية وغير التنافسية. البرنامج الأول هو عروض «الغالا» بالتركيز على أحد أقوى الأسماء الآسيوية المعاصرة (هو هشياو هيشين) بفيلمه الأخير (Flight of the Red Balloon)، والبرنامج الثاني عبارة عن أفلام تجديدية كسرت القالب التقليدي، سواء في السرد البصري أو في موضوع الفيلم نفسه. جميع أقسام المهرجان الأخرى تركز كثيرا على أفلام آسيوية، إن لم تكن كلها آسيوية كقسم «new currents» القسم التنافسي الوحيد في المهرجان، والذي يتوج فيه أفضل فيلم بالجائزة الأولى في المهرجان.

وفي أكبر أقسام المهرجان، قسم «السينما العالمية» يتم إلقاء الضوء على آخر أفضل الأفلام العالمية، الفائزة بجوائز سابقة في المهرجانات الدولية أو المحتفى بها من قبل النقاد. أما بالنسبة لسحب مهرجان بوسان البساط من تحت أقدام المهرجانات الآسيوية الأخرى، فهذا لم يتم بناء على قوة أسماء الأفلام المشاركة، أو على الاعتراف الدولي لجوائزه وأفلامه، أو حتى على سمعة الممثلين والنجوم التي تطأ أقدامهم سجادة المهرجان الحمراء، فهذه الأشياء قد تجدها في مهرجان «طوكيو» ولكن حتما ليس في بوسان. إذاً، فكل هذه السمعة والاحتفاء العالمي بآخر المهرجانات العالمية التي صعد نجمها بقوة، سببها لأن المهرجان بكل بساطة يقدم دوره المطلوب منه كمهرجان سينمائي على أكمل وجه، المساعدة في خلق سينما محلية تستطيع الانطلاق للعالمية، والتقديم للجمهور الكوري والآسيوي أفضل الأفلام العالمية المنخفضة التكلفة، وتقديم سوق مربحة وكبيرة لصناع الأفلام، ونتيجة لذلك فإن مديري ومنسقي المهرجانات السينمائية الدولية تجدهم الآن على وشك مغادرة مهرجان بوسان الدولي، بعد أن تعرفوا على المواهب الآسيوية الجديدة.