الفنانون والمعجبون.. ومن الإعجاب ما قتل

البعض نجح في ترتيب العلاقة عبر النوادي الإلكترونية وصفحات الإنترنت

أحد مواقع معجبي الفنانة هيفاء وهبي («الشرق الاوسط»)
TT

يعتبر الاعجاب بالفنان من قبل شريحة من الناس سيفا ذا حدين. فهو احيانا ما يكون بمثابة البلسم الذي يطيب قلق الفنان على مسيرته، واحيانا اخرى يتحول الى هم او موقف حرج يحاول الفنان التنصل منه بالطريقة الفضلى. وهذا ما حصل اخيرا مع المطربة ميسم نحاس عندما كانت تحيي حفلة في دبي، فقد اقترب منها احد المعجبين مقدما لها باقة ورد وراجيا منها الموافقة على الزواج منه، وعندما اصر على مضايقتها تدخل رجال الامن لابعاده فاصيب بحالة اغماء دفعت بميسم الى معانقته والتخفيف عنه والتحدث اليه بلباقة.

وما حدث مع ميسم حصل مع المطربة مروى التي فاجأها حشد من المعجبين على خشبة المسرح اثناء وصلتها الغنائية في أحد مجمعات القاهرة السياحية محاولين مصافحتها، فما كان منها الا ان ابتعدت الى الكواليس خوفا من ان تدب الفوضى في المكان بعدما تطور الامر الى تشابك بالايدي بين المعجبين وبين رجال قوى الامن.

وتروي المطربة باسكال مشعلاني ان احد المعجبين بها واثناء غنائها في استراليا وقف وسط الحضور وراح يصرخ معترفا بحبه لها، فتمالكت اعصابها وابتسمت وراحت تغني له «صعبي عيش بدونك»، فاعادت بذلك الامور الى طبيعتها.

وتطول لائحة الفنانين او الفنانات الذين لاقوا الامرين من بعض التصرفات الغريبة لمعجبين بهم، اصروا مثلا على الاتصال بهم او ارسال الرسائل عبر هاتفهم النقال يوميا، مما اضطرهم لتغيير ارقام هواتفهم كما حصل مع الفنانة هيفاء وهبي بداية مشوارها الفني. اما المطربة امل حجازي فقد تحول منزلها الى حديقة غناّء بعدما راح احد المعجبين بها يرسل لها الورود يوميا الى منزلها، وعندما بحثت عن هوية المرسل تبين لها انه عجوز في العقد السابع من عمره.

وتختلف تصرفات المعجبين ازاء فنانيهم بحيث يتطور اعجابهم الى حد اصابة الفنان بالاذى، كما حصل مثلا مع المطرب راغب علامة عندما كان في الاردن يحيي حفلة غنائية فلاحظ احدهم يلاحقه اينما ذهب، وعندما حاول راغب تفاديه وعدم الاكتراث لتصرفاته فاجأه بطلق ناري اصابه في قدمه، مما اضطر راغب للانتقال على وجه السرعة الى احد المستشفيات اللبنانية. واعترف الجاني بأنه معجب بالسوبر ستار، الا ان هذا الاخير لم يعره اي اهتمام.

وفي تونس اوائل الصيف الحالي واثناء تقديم نجوم ستار اكاديمي 4 حفلة على احد مسارحها، اسفر ضغط الحشود التي تجمهرت للوصول الى المسرح حيث كان النجوم، وبينهم شذى واحمد ومروى، عن وقوع اصابات نتج عنها وفاة عدد من الحضور الذين داستهم الاقدام او اختنقوا من جراء تدافع الناس للاقتراب من المسرح، الامر الذي تحول الى صدمة كبيرة جعلت النجوم الصاعدين ينسحبون من المسرح وهم يبكون، كما الغوا باقي الحفلات المقررة في تونس وبلدات أخرى.

ويحاول معظم الفنانين اليوم ترتيب هذه العلاقة بينهم وبين المعجبين من خلال انشاء النوادي الالكترونية الخاصة بهم والمبتكرة على صفحات الانترنت، وهناك مجموعة من الفنانين باشروا تأسيس هذه النوادي كنوال الزغبي، هيفاء وهبي، باسكال مشعلاني، راغب علامة، نانسي عجرم وغيرهم، مما يخولهم التعرف عن كثب الى المعجبين بهم بحيث يرافقونهم في مقابلاتهم التلفزيونية وحفلاتهم الغنائية ويشيعون لهم جوا من الحماسة والتسويق نظرا الى الحب الكبير الذي يكنونه لهم.