معرض جماعي في السعودية يحتفل بالجيل الجديد من الفنانات التشكيليات

TT

ينظم المركز السعودي للفنون التشكيلية في جدة هذا الأسبوع المعرض الجماعي للطالبات المتخرجات من دورات المركز في الفنون التشكيلية بمشاركة 66 شابة تتراوح أعمارهن بين 15 و30 سنة.

ويؤكد المعرض الحرص الذي تنطلق منه الموهوبات في السعودية من أجل رفع مستواهن التقني في التعامل مع العناصر الفنية وآليات تشكيل لوحة تستجيب للشروط الفنية بعيداً عن المحاولة والخطأ التي يقع فيها كثير من المبتدئين.

واعتبرت الفنانة منى القصبي مديرة المركز السعودي المعرض إضافة إلى المعارض الناجحة التي ينظمها المركز، وتشمل أربعة مستويات تتعلم الملتحقة فيها أصول الفن والتصوير الزيتي منذ بداية الخط بالقلم الرصاص حتى المراحل الأخيرة من انتهاء اللوحة، إلى جانب دراسة أكاديمية لتاريخ الفن القديم والفن المعاصر، ودراسة مختلف المدارس والاتجاهات الفنية، كما تحصل الملتحقة على شهادة معتمدة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب.

ورغم حداثة تجربة الفنانات المشاركات إلا أن المعرض يضم لوحات على قدر عالٍ من المهارة والإبداع مثل أعمال رنا اسكندر، نهلة العنزي، دينا القرشي، فرات الصايغ، فوزية بن لادن، أروى عاشور، حيث يقدمن لوحات تتجاوز الأطر التقليدية، وتخرج عن نمطية العمل التصويري الذي تلجأ إليه المتدربات بإيعاز من طاقم التدريب بهدف رفع كفاءتهن التصويرية، وتنمية قدرتهن على التقاط الجزئيات والتعامل مع العناصر الأولية في سياق انجاز العمل الفني المرسوم. وتبرهن الأعمال المعروضة على مستوى رفيع وصلت إليه الفنانات في تصوير الطبيعة الصامتة والمناظر الطبيعية باعتبارها خطوات أولى تمر خلالها المتدربات، لكنها لدى البعض ممزوجة بحس تأثيري مثل أعمال رنا اسكندر، عفاف عياش، نادية العقيل، منى سلطان، جيهان طاشكندي. ولم تهتم الفنانات المشاركات بتفاصيل الحياة الطبيعية وملامحها في السعودية بل اتجه بعضهن إلى استنساخ صور فوتوغرافية لمشاهد كلاسيكية، أو صور معروفة لفنانين فوتوغرافيين، وهو اسلوب تتبعه الخطوات التعليمية الأولى في المركز السعودي لكن المشاركة بها في معرض مفتوح تبدو مجازفة غير مشروعة حفاظاً على الملكية الفكرية للأعمال الأصلية، وتكريساً لمبدأ الجدة والابتكار منذ السنوات الأولى للفنانين.

وتشير الفنانة التشكيلية رنا اسكندر إلى أهمية الدورات الأربع التي تلقتها في المركز السعودي للفنون التشكيلية، لكنها في اللحظة نفسها ترى ضرورة زيادة الجوانب التثقيفية عن الفن التشكيلي العالمي ومدارسه: فالكم الذي تتلقاه المتدربة في هذا المجال لا يمنحها القدر المأمول لمعرفة الاتجاهات الفنية ومقوماتها.

وتدين رنا اسكندر لأسرتها وزميلاتها حيث كانت مواقفهم الداعمة مشجعاً حقيقياً لمواصلة تجربتها الفنية منذ سنوات توجتها بالالتحاق بخمس دورات تدريبية وبمشاركات في عدد من المعارض الداخلية للفنانات الواعدات ثم في معرض الفن المعاصر بالقاهرة لتعود مرة أخرى للمشاركة في معرض المتدربات بالمركز السعودي للفنون، ولا ترى في ذلك ما يعكر خطتها الفنية للارتقاء بمستواها وتعدد مساهماتها في الساحة الفنية.

وتتمنى رنا اسكندر أن تتوازى الفرص المتاحة للفنانين والفنانات في سبيل معرفة الجديد في الساحتين المحلية والعالمية، ومعرفة المسابقات وأزمنتها حيث يبدو هذا الأمر مشرعاً أمام الرجال بحكم علاقتهم المباشرة بمنتديات الفن أو بيت التشكيليين بينما تعتمد الفنانة على الأخبار المتداولة بين الزميلات، أو ما ينشر أحياناً في بعض الصحف والمجلات.

وتهتم الفنانة رنا اسكندر بمتابعة الفن العالمي معتبرة أعمال مونييه، وبيكاسو في أعماله الأخيرة وفناني المدرسة التأثيرية نماذج تحتل مكانة خاصة لديها، كما تنظر بعين التقدير لأعمال الفنان السعودي ضياء عزيز ضياء.

ويتوقع المتابعون أن يحظى المعرض باقبال جيد من قبل المهتمين بالفن التشكيلي في جدة وزائريها في فترة يزداد فيها عدد زائري جدة لمتابعة فعاليات البرنامج الصيفي الذي بدا الجانب الثقافي والفني متواضعاً هذا العام.