نحو فيلم الأوسكار

مشاهد من «حرب تشارلز ويلسون»
TT

* [email protected]

* ربما أصبحت معالم جوائز الأوسكار أكثر وضوحا هذا الوقت من ذي قبل، وذلك بعد ان تسابقت دوائر النقاد والجمعيات السينمائية بتقديم اختياراتها وترشيحاتها للأفضل هذا العام في مختلف الفروع في الوقت الذي أعلنت فيه أيضا ثانية أهم الجوائز السينمائية عن ترشيحاتها الأسبوع الماضي، وهي جوائز الصحافة الأجنبية في هوليوود أو ما يسمى بجوائز الكرة الذهبية «الغولدن غلوب». وسنقتصر هنا على الجائزة الأهم وهي «أفضل فيلم» من واقع كل هذه الترشيحات والاختيارات التي تخرج تباعا من دوائر النقاد والجمعيات السينمائية.

فلدينا في قائمة الغولدن غلوب لترشيح أفضل فيلم درامي سبعة أفلام هي:

ـ American Gangster ـ Atonement ـ Eastern Promises ـ The Great Debaters ـ Michael Clayton ـ No Country for Old Men ـ There Will Be Blood ثم هناك خمسة أفلام من ترشيح «أفضل فيلم موسيقي أو كوميدي» وهي:

ـ Across the Universe ـ Charlie Wilson"s War ـ Hairspray ـ Juno ـ Sweeney Todd بينما اختارت الجمعية الأميركية لصناعة الأفلام، عشرة أفلام لأفضل أفلام العام، وهي اختيار عام، حيث نرى في قائمتها أفلاما هي ضمن قائمة أفضل فيلم أجنبي أو رسومي عند جهات وترشيحات أخرى، لكنها اشتركت في أربعة أفلام مع الغولدن غلوب هي الأبرز تقريبا وهي:

ـ JUNO ـ MICHAEL CLAYTON ـ NO COUNTRY FOR OLD MEN ـ THERE WILL BE BLOOD ومن جانب دوائر النقاد الأميركية فقد اختارت دائرة نقاد سان فرانسيسكو فيلما آخر لا يبدو صاحب حظ كبير في ترشيحات الأوسكار كأفضل فيلم و هو فيلم براد بيت الأخير من إخراج اندرو دومينيك:

The Assassination of Jesse James by the Coward Robert Ford وهو فيلم «ويسترن» أدى فيه براد بيت شخصية «جيسي جيمس»، الذي يغتال على يد الجبان «روبيرت فورد» وأدى دوره كيس أفليك، بأداء يبدو انه لن يغيب هذه السنة عن موسم الجوائز والترشيحات.

فيما اتفقت أغلب دوائر وروابط النقاد الأميركية مثل دائرة نقاد نيويورك وواشنطن وبوسطن ودالاس فورث وورث وساووث ويسترن وسانت لويس ورابطة نقاد تورنتو، كذلك الجمعية الوطنية للمراجعات السينمائية، على اختيار فيلم الإخوة كوين NO COUNTRY FOR OLD MEN.

وهو في ما يبدو الأبرز حتى الآن ليتقدم ترشيحات الأوسكار ليصحب معه في نفس الوقت مخرجي العمل لترشيح الإخراج وربما الممثل الاسباني خافيير بارديم والأميركي تومي لي جونز، على مستوى التمثيل. والفيلم بالطابع الخاص للإخوة كوين وعوالمهم المثيرة بشخصياتها الغريبة، يروي حكاية رجل يجد مبلغا كبيرا من المال في الصحراء اثر حادثة فوضى عنف وإطلاق نار فيأخذه، لكنه سيكون ملاحقا من قِبل مجرم خطير وشرطي صارم.

بينما اختارت قائمة نقاد لوس أنجليس فيلمين، الأول هو فيلم باول توماس اندرسون الجديد There Will Be Blood.

وهو أيضا مرشح آخر قوي لترشيحات الأوسكار بجانب فيلم الإخوة كوين في أكثر من فرع، أهمها الإخراج والتمثيل عبر بطل الفيلم دانيال دي لويس، الذي أدى شخصية منقب نفط صاحب سلطة وأطماع في تكساس، وهو الفيلم الذي اختارته أيضا رابطة نقاد أوستن.

والثاني هو الفرنسيThe Diving Bell and the Butterfly.

وهو الفيلم الموجود في ترشيحات أفضل فيلم أجنبي بقوة هذا العام في اغلب الترشيحات والاختيارات السينمائية ومرشح قوي أيضا لترشيحات الأوسكار في هذا الفرع، وكان قد فاز إخراجا في مهرجان كان. ويحكي الفيلم القصة الحقيقية للكاتب جين دومينيك الذي كان عليه أن يعيش مع جسده المشلول كليا نتيجة جلطة دماغية، ويبدو انه سيكون في منافسة قوية مع الفيلم الروماني الفائز بسعفة كان 4 Months, 3 Weeks, and 2 Days.

وهو يعود إلى فترة الحكم الشيوعي في رومانيا وقصة شابة تحاول اجهاض حملها. والفيلم يوجد حاليا في ترشيحات أفضل فيلم أجنبي في الغولدن غلوب، والمتوقع ألا يخرج الأوسكار عن هذين الفيلمين ما لم تحدث مفاجأة.

فيما لم تبتعد رابطة نقاد شيكاغو كثيرا في اختيارها لأفضل أفلام العام، فبجانب فيلمي الإخوة كوين وباول اندرسون، اختارت أيضا ضمن أفلامها الخمسة الفيلم الذي أخرجه شون بين عن الشاب كريستوفر ماكندليس، الذي يترك حياته المدنية بعد تخرجه في الجامعة لينطلق نحو العيش في البرية في الاسكا Into the Wild. بالإضافة لفيلم MICHAEL CLAYTON. والفيلم الايرلندي الموسيقي Once، عن عازف متجول يحلم بتكوين فرقته الموسيقية بمساعدة حبيبته.

وحتى هذا الوقت ومن واقع مثل هذه الترشيحات، فإن فيلمي:

ـ NO COUNTRY FOR OLD MEN.

ـ There Will Be Blood.

يأتيان بصورة مؤكدة لحجز مقعديهما من المقاعد الخمسة في ترشيحات الأوسكار، بينما سيكون التنافس على المقاعد الثلاثة محتدما بين عدد من الأفلام، أهمها MICHAEL CLAYTON، جورج كلوني محامي الشركات الكبرى في اكبر منعطف يواجه مهنته. وفيلم Atonement، صاحب سبع ترشيحات في الغولدن غلوب، ويحكي قصة الكاتبة الروائية بريون تاليس التي يؤدي سوء فهمها وهي صغيرة لموقف اختها وحبيبها إلى أحداث مؤثرة في الجميع.

ثم هناك فيلم ريدلي سكوت الذي استعان من جديد برسل كرو وبجانبه دانزل واشنطن لتقديم فيلم عصابات ناجح هذا العام عن رجل العصابات الأسود فرانك لوكاس، الذي كان يقوم في السبعينات بتهريب المخدرات عبر توابيت الجنود الأميركيين القادمين من فيتنام American Gangster.

والفيلم السياسي للمخرج مايك نيكولز مع توم هانكس وجوليا روبيرتس وفيليب سايمور هوفمان عن قصة عضو الكونغرس تشارليس ويلسون ودوره في مساعدة الجنود الافغان ضد السوفيات ثمانينات القرن الماضي Charlie Wilson"s War.

ويمكن أن نضيف أيضا فيلما لافتا هذا العام ويبدو أمرا غير مستبعد دخوله الترشيحات لأفضل فيلم، وهو الفيلم الفائز بجائزة مهرجان روما والحائز إعجابا نقديا وجماهيريا جيدا.