غسان مسعود: سأجسد دور بن لادن لكن ليس على الطريقة الأميركية!

الفنان السوري لـ «الشرق الأوسط» : لدينا ثقافة مريضة.. وهؤلاء يشترون بالمال!

الفنان السوري غسان مسعود في أحد الشخصيات الفنية التي جسدها مؤخرا (الشرق الأوسط)
TT

رفض الفنان السوري غسان مسعود دورا مهما في فيلم عالمي مع المخرج ريدلي سكوت، لأنه يتنافى مع ثقافته ويسيء لحضارته ودينه، على حد قوله، وأكد بأن هذه ليست المرة الأولى التي يرفض فيها دورا كهذا ولأسباب مبدئية، فقد رفض من قبل المشاركة في فيلم «سيريانا» وغيره من الأعمال العالمية لنفس الأسباب. وفي حواره مع «الشرق الأوسط» من دمشق، تحدث غسان مسعود عن الأدوار السينمائية المسيئة للعرب في السينما الغربية والأميركية وقبول بعض الفنانين العرب لهذه الأدوار. كما تحدث عن قبوله لتجسيد شخصية زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، لكن ليس على الطريقة الأميركية. ويتطرق الفنان السوري إلى تجربته السينمائية بالإضافة إلى أعماله التلفزيونية، وكيف أنه لا يقبل كل ما يقدم له من عروض تلفزيونية، خاصة إذا ما تعارضت مع قناعاته، فإلى تفاصيل الحوار..

> ما صحة ما تردد عن كونك رفضت المشاركة في فيلم عالمي أخيرا؟ وما سبب هذا الرفض؟

ـ رفضي المشاركة في الفيلم العالمي سببه أن العمل يتعارض مع تكويني وثقافتي العربية الإسلامية، وتكويني الثقافي يجعلني أشك كثيرا بأي عمل قد يسيء أو قد يفهم منه أن غسان مسعود يسيء لشيء من ثقافتنا العربية الاسلامية إذا شارك في هكذا عمل، وبطبعي عندما أقرأ أي عمل سينمائي غربي وأجد انه قد يحمل في طياته أي اساءة أرفضه من دون تردد أو خجل، واتركه غير آسف عليه، لأريح ضميري من البداية، وخوفا من ألا ينسجم ما سأقدمه مع طبيعتي وثقافتي العربية ذات الخصوصية التي تمنعني من المشاركة في أي عمل سينمائي غربي يشتم هذه الحضارة والثقافة، مهما كانت مغرياته المادية والمعنوية، فأنا حذر في كل ما يعرض علي من أعمال سينمائية غربية وأنتقي ما يناسبني منها بدقة شديدة.

> لماذا رفضت أخيرا العمل مع المخرج ريدلي سكوت في فيلمه الأخير؟ ـ رفضت المشاركة في فيلم (The Budy of lays) وهو من إخراج ريدلي سكوت، ومن بطولة ليوناردو دي كابريو، والفيلم يصور حاليا في المغرب، وكان دوري فيه مهما جدا، وقد رفضت المشاركة في الفيلم قبل ليلة واحدة من توقيع العقد، حيث طلبت منهم البحث عن غيري لأني اعتقد بأن النص غير جيد، وربما يشتم ويسييء للعرب وللمسلمين، ولهذا رفضت المشاركة به. وطلبت منهم البحث عن شخص غيري ليجسد الدور في الفيلم.

> من تقلد الدور بعد رفضك له؟

ـ لا يهمني لأنني رفضت الفكرة أصلا، فلماذا اهتم بمن جاء بديلا عني، خاصة أنني عندما قرأت النص وجدته مسيئا لنا كعرب ومسلمين، ولهذا قلت لهم لن اشارك في فيلم يضر بنا كعرب ومسلمين.

> هل رفضك للدور ينبع من خشيتك أن تتورط في عمل سينمائي قد يسيء لك كنجم عربي محبوب لدى المشاهد العربي؟

ـ لا شك أن طريق الجماهيرية سهل وبسيط لمن أراد تتبعه، وهو سهل ومعروف، وهو أسهل مما يتصوره الكثير من الفنانين، والجماهيرية السلبية قد تأتي من تصرف سلبي يسيء للناس، حيث يصبح بعدها الفنان نجما.. المسألة متعلقة بتربيتي واخلاقياتي وقناعاتي الشخصية الرافضة للقيام بأي دور من شأنه الإساءة لنا ولديننا وثقافتنا، وبالنسبة لي شخصيا افكر بكل دور أجسده وبمدى انعكاسه على غسان مسعود سلبا أو أيجابا قبل أن يصدر من الآخرين نحوي، وانا أحاول أن أخاف من نفسي قبل خوفي من الناس والمشاهدين، وأراقب نفسي قبل ان يراقبني الآخرون، ولهذا فعندما أخاف من نفسي سوف أحاسبها قبل أن يحاسبها الناس.

> لكن يبدو أنك قررت ترك الدور وحكمت عليه قبل قيامك به.. ألا تعتبر ذلك خسارة لك؟

ـ أبدا هذه الاعتذارات هي خسارات ضرورية بالنسبة لي، وهي ضرائب لخيارات يجب ان يأخذها الانسان الملتزم في هذه الحياة، وفي السينما لي خيارات محددة لا اتجاوزها، وأفضل ان أقدم دائما كل ما من شأنه احترام الأمة التي انتسب إليها.

> في الماضي رفضت المشاركة في فيلم «سريانا» وعلمنا انك ندمت عند عرضه، لأنك تصورت بأنه مسيء للعرب ولبلدك سورية، واكتشفت في ما بعد انه لا يسيء لأحد بل وحقق نجاحا كبيرا في العالم العربي عند عرضه؟

ـ لم اكتشف أن الفيلم لم يكن مسيئا للعرب ولم اندم على ترك المشاركة فيه، ولم يكن لي نصيب للمشاركة فيه، وللمعلومية فقد رفضت المشاركة في عدة افلام غربية لأسباب مشابهة ولأنه ساورني نفس القلق من كونها قد تضر بنا كعرب ومسلمين، ومنذ مشاركتي في فيلم «مملكة السماء» قلت بأن فكرة العالمية ليست هاجسا مهما بالنسبة لي، إن جاءت أهلا وسهلا، وإن لم تأت فهذا نصيبي، ولا اقف عندها على الإطلاق، فأنا فنان حاضر عربيا ولي سمعتي الجيدة في منطقتي العربية، وهذه هي رأسمالي الحقيقي، وللمعلومية تعرض علي سنويا الكثير من الأعمال العربية التي أقبل بما يناسبني منها فقط وأرفض كل ما لا أرى نفسي فيه، وكل عمل يأتي بالشروط التي تريحني أشارك به، وكل ما لا يتوافق مع شروطي فإنني أرفضه من دون تردد أو أسف عليه، مهما كانت مغرياته المادية والمعنوية.

> هل يتم تعمد أن يعرض عليك تجسيد أدوار مسيئة للعرب في السينما الغربية والأميركية؟

ـ لا أعتقد ذلك، وعندما يريدون الإتيان بشخص ليجسد دورا مسيئا فسيجدونه في العالم العربي، وهم كثر مقابل المال، ولم يأتوا لي لأجسده حصريا، وبالنسبة لهم غسان مسعود بات معروفا في هوليوود وليس نكرة بعد أن شاركت في عدة أعمال سينمائية عالمية، والقصة هي مجرد بزنس لا أكثر، فما نراه نحن مسيئا لنا، لا يرونه هم مسيئا لنا، في ظل الحرية الكبيرة التي يعملون بها، وحتى عند الكثير من العرب ليس فيه اساءة للعرب، وعند حتى الكثير من الفنانين، وهم لا يتعمدون الإساءة لنا، لكن القضية هي مجرد بزنس لا أكثر من ذلك، وهناك أفلام في أميركا تشتم جورج بوش، وتناقش قضايا دينية شائكة لديهم، ولا يتحرجون من طرحها عبر السينما لديهم، كما يقومون بانتاج أفلام تتحدث عن الهنود الحمر وعن المافيا الإيطالية، ويشارك بها هنود وإيطاليون، وهي أفلام تشتم الطليان وتصفهم بأنهم عصابات مافيا، فهم يعملون من مبدأ حرية بحتة، والسينما صناعة وعلى ما يبدو لم نستوعب السينما العالمية بعد، ولم نفهم طريقة تفكيرها وآلية عملها، وهنا أقول عندما رفضت العمل في الفيلم هل توقف؟.. لا لم يتوقف، بل انهم جاءوا بفنان آخر من دولة متوسطية ليجسد الدور، في المحصلة الدور جسد والفيلم يصور حاليا ولم يتوقف.

> لماذ ا نحن كعرب نتقبل ان نجسد في اعمالنا الدرامية مشاهد وقصصا وقضايا تناقش مشاكلنا كعرب، لكننا عندما نشاهدها في الأفلام الغربية نرفضها بشدة بحجة انها تسيء لنا؟

ـ هذا الكلام صحيح. نحن لدينا ثقافة مريضة ولدينا قصة الأبيض والأسود فقط في ثقافتنا العربية ولا مكان للتعددية اللونية في ثقافتنا، بدءا من الثقافة وحتى السياسة، وفهمك كفاية، ونحن كعرب نفهم في هذين اللونين فقط وما نصنفه أبيض فهو كذلك وما نصنفه اسود فهو كذلك، ولا مناقشة في هذا الأمر، ولا نسمح لغيرنا أن يناقش اسودنا ونرفض ذلك بشدة، وهذه شوفينية قديمة عندنا ولم نستطع التخلص منها بعد.

> ما هو جديدك حاليا على الصعيد السينمائي؟

ـ كما تعلم شاركت الموسم الماضي في فيلم «جوبا» وهو فيلم مصري يتحدث عن القضية الفلسطينية ومقاومتها للمحتل الإسرائيلي، وانا حاليا انتظر عرض الفيلم عربيا وردود الفعل العامة حوله، وفي اعتقادي أن العمل جيد وله رسالة مهمة.

> تردد أخيرا أن منتجا مصريا عرض عليك تجسيد دور أسامة بن لادن في فيلم يجمعك مع النجم محمود عبد العزيز، فما صحة هذا الكلام؟

ـ هذا الكلام قرأته وسمعته عبر الإعلام كما قرأه غيري من الناس، لكن لم يحدثني احد عن هذا الموضوع، حيث قيل بأن شركة (جود نيوز) وأن المخرج عادل أديب هو من صرح بذلك، وقيل اعلاميا بأنه صرح بأنني سأجسد دور أسامة بن لادن في فيلم معه وسيشاركني البطولة محمود عبد العزيز، الذي سيلعب دور أيمن الظواهري، والحقيقة لم يحدثني احد عن هذا الأمر ولهذا فالكلام للآن غير صحيح.. لدي مشاريع سينمائيه قريبة، لكنني لن ابوح بها حتى يتم توقيع العقود مع الجهات التي طلبتني للعمل معها، والحديث الآن عنها ما زال مبكرا وهو في نظري الآن نوع من الدعاية والحضور الإعلامي وهذا ما لا أحبذه أبدا.

> لو طلب منك فعلا تجسيد شخصية أسامة بن لادن، هل تقبل بذلك؟

ـ لا مانع لدي من تجسيد دور اسامة بن لادن بشرط ألا يقدم الدور من وجهة نظر أميركية، وبطبعي لا اقبل بأن أكون أداة بيد أي جهة مهما كانت، قد اختلف مع منهج اسامة الفكري، لكن مفهوم الإرهاب هو ليس ذلك الذي تروجه اميركا حول العالم، وهو ليس ذلك المفهوم الذي وزعته لكافة أنظمة الكون حول معنى الإرهاب، فلي نظرة خاصة للإرهاب (ضاحكا) وعندما أعمل به سأقول رأيي فيه بصراحة تامة.

> يلاحظ بأن السينما تكاد تسرقك من التلفزيون بدليل أنك لم تشارك الموسم الماضي إلا في عمل واحد وهو «الهاربة» وكنا نتوقع منك المشاركة في أعمال اخرى، لماذا لم نشاهدك سوى في عمل واحد فقط؟

ـ يقدم لي العديد من العروض التلفزيونية من سورية ومن خارجها، لكنني وبطبعي المعروف لا أقبل إلا ما يناسبني وما أرى نفسي فيه فقط، ولهذا رفضت كل ما قدم لي، ولم أشارك الا في مسلسل «الهاربة» مع النجمة سوزان نجم الدين، ولا شك بأن السينما تستهويني لكنني عندما أجد نصا جيدا ودورا جديدا تلفزيونيا فلا أمانع أبدا من المشاركة فيه.

> ذكرت ذات مرة بأنك ستشارك مع المخرج نجدت انزور في مسلسله «سقف العالم» فما سبب عدم مشاركتك معه في هذا العمل؟

ـ نجدت أساء التعامل معي، بل لقد أساء التعامل معي جدا، وعندما لم نتفق على الأجر الذي قدمه لي عن الدور الذي عرضه عليّ، قدمت له الدور كهدية مجانية، وانتظرت أسبوعا كاملا ليتصل ويطلب مني تصوير الدور، لكنه لم يفعل، رغم اني كنت صادقا في كوني قدمت له الدور هدية بلا مقابل، وقمت بعمل بروفة ملابس ودرست النص، وكان قد طلب مني تجسيد دور ملك الشمال، لكن هو لم يقدر ما قدمته له وللأسف انتظرته ليشكرني على الهدية، لكنه لم يفعل، ومن المعروف عني بأن من يتعامل معي بكياسة يكسبني فورا، أما من يتعامل معي بلا احترام فهو لا يحترم نفسه وبالتالي سيخسرني حتما. واعتقد بأن هذه هي المرة الأخيرة التي سيتم فيها التعامل بيننا، ولله وللتاريخ، لم يقم المخرج نجدت انزور بإخراج أي عمل الا وعرض علي المشاركة فيه، والنصوص ما زالت موجودة عندي في المنزل، وكنا نختلف عند الكلام في الامور المادية وكنت اعتذر وامشي ولا اقول عنه للاعلام، إلا بأن نجدت انزور مخرج جيد، لكننا أخيرا وبعد ما جرى في مسلسل «سقف العالم» من تجاهله لي، أعتقد بأنني لن أعمل معه في المستقبل، لأنه كان نرجسيا معي لدرجة كبيرة، ومن يحترمني مرة فإنني احترمه ألف مرة.

> هل شاهدت مسلسله «سقف العالم»؟ وكيف تقيمه؟

ـ لم اشاهده ولا احب تقييم أي أحد ولم يكن لدي وقت لمشاهدته في رمضان الماضي، لانني كنت مشغولا بالتصوير خلال هذه الفترة.

> لماذا توقفت عن المشاركة في فيلم «اتقابلنا قبل كده»، الذي كان من المقرر ان تشارك فيه؟ وكيف تقيم تجربتك في فيلم «جوبا»؟ ـ تم الاتفاق على العمل في فيلم «اتقابلنا قبل كده» مع المخرجة جيهان الاعسر الذي سبق لي العمل معها في فيلم قصير في فترة سابقة لكن الفيلم تم تأجيله بالكامل في الموسم الماضي، ولم اشارك إلا في فيلم «جوبا»، والخط الذي قدمته في الفيلم هو خط المقاومين في داخل فلسطين، وقدمت دورا انا مقتنع فيه بشكل كبير، وعملية الإخراج خدمت الدور بشكل كبير، والشراكة مع فنان مميز مثل مصطفى شعبان هي جيدة لحد كبير، والفيلم من إخراج أحمد سمير أبو رجا، ومن انتاج الباتروس للانتاج الفني.

> هل تخليت عن المسرح خاصة انه من المعروف عنك هوسك وحبك الكبير للعمل المسرحي؟

ـ لا.. المسرح هو حياتي ولن اتركه ما دمت حيا، وحين اجد مسرحية جيدة، فأنا من اوائل الساعين لتنفيذها وهذا العام لدي مسرحية «عرب الترام» إذا اتفقنا مع الجهات المعنية على تنفيذها، للكاتب الأميركي تنيسي وليامز عن روايته «الرغبة» وهي مسرحية ستجيب عن سؤال اميركي مفاده لماذا يكرهوننا؟ وسوف نجيب عن السؤال من خلال المسرحية التي ستقول لهم «نحن لا نكرهكم ونحن نحب اميركا الحضارة والعلم والثقافة والادب، وكلنا يحب أميركا صاحبة الإنجازات الحضارية المتقدمة، لكننا لا نحب اميركا البنتاغون ولا أميركا السي آي إيه ولا اميركا البلاك واتر».

> مشاركتك في برنامج «أمير الشعراء» على قناة أبو ظبي ماذا قدم لك؟

ـ هي تجربة كانت جيدة بكل المقاييس وهي من جيران الفن وليست فنية، ولأنه لي علاقة باللغة العربية والمسرح كمدرس ومخرج فيه ومتذوق للشعر، فمن الطبيعي ان يكون لي دور في هكذا برنامج كمتعاطي للغة العربية بأدق تفاصيلها خاصة من جهة الموسيقى والصور والإشارات والدلالات، وانا متذوق للشعر بشكل علمي والحمد لله كانت التجربة جيدة وكان البرنامج ناجحا ومتابعا لحد كبير. وفي احد الأيام تم رصد أجهزة الاستقبال حول العالم فتم رصد ستة عشر مليون جهاز يتابعون هذا البرنامج، وهذا يعني عشرات الملايين ممن يتابعون البرنامج، فإذا لم يكن هذا نجاحا فما هو النجاح اذا؟.

> غسان مسعود كان من النجوم السوريين الذين شاركوا بالعمل في الفن والسينما المصرية، كيف تنظر لظاهرة الهجوم على من يعمل في مصر من الفنانين السوريين؟

ـ هذه مسألة حملوها أكثر مما تحمل وجعلوا منها وسيلة للحضور الزائد امام الكاميرات وتحولت لمناسبة لكي يتصور بعض الفنانين كثيرا امام الكاميرات كحالة تعويض عن ثلاثة مسلسلات واربعة أفلام فاشلة لم يشاهدها أحد، ومن القدم السوريون يعملون في مصر، بل ومنذ ما يزيد على المائة عام، ولدينا جذور فنية في مصر تعود لأيام سفر أبو خليل القباني للعمل في مصر ومساهمته في الحركة المسرحية هناك والمسألة قديمة، فالسوريون يعملون في مصر منذ ما يزيد على مائة وخمسين عاما، فنحن لم نذهب منذ عام فقط الى مصر، لا شك هناك من يريد التشويش على عمل بعض السوريين في مصر كما حصل مع جمال سليمان، حيث حاول البعض القيام بقصاص ضد جمال سليمان، فعمله الأخير «أولاد الليل» لم يفشل للدرجة التي قيل فيها بأنه فشل فشلا ذريعا، الحقيقة قالوا بأنه فشل بطريقة أساءت له وحدث التشويش من قِبل السوريين والمصريين على حد سواء، وانا هنا لست بصدد الدفاع عن جمال سليمان، فهو فنان كبير ونجم معروف له تاريخه الذي يشهد له، لكن الواقع ان جمال أسيء له هذا العام في سورية كما أسيء له في مصر، ولا شك أن هناك أشخاصا لهم مصالح ما وتتأذى مصالحهم، فيعبرون عن هذا الضرر بهذه الطريقة. وفي نظري كلا من الحركتين الدرامية السورية والمصرية يكمل الآخر، والساحة تتسع للجميع، ولدينا أكثر من أربعمائة فضائية، ومن سيقنعني بأنها لا تستوعب الجميع، لكن هناك وجها غير بريء لهذه الهجمة، وفي نظري أن المصريين لا يحاربوننا ولا اعترف بوجود مؤامرة علينا، وهذا كله كلام فارغ من صنع أذهان البعض.