هل تجلب الدموع على الشاشة الصغيرة الشهرة للإعلاميين؟

البعض يغلبه الموقف وآخرون يحرصون على إظهارها

زافين قيومجيان وطوني خليفة ومارسيل غانم
TT

ابدى اللبنانيون تأثرهم خلال مشاهدتهم برنامج «ليلة حلم» الذي عرضته محطة (ال. بي. سي) لمناسبة الأعياد الاخيرة، عندما توقف مقدم البرنامج طوني بارود فجأة عن الكلام واغرورقت عيناه بالدموع اثر اعلانه في سياق الحلقة عن رحيل احدى الشقيقتين اللتين فرقتهما الحياة لأكثر من خمسين عاما وجمعتهما (ال. بي. سي) بعد طول غياب. وجاءت ردة فعل طوني بارود مباشرة على الهواء عندما تلقى النبأ من المخرج يخبره فيه ان الأخت الموجودة في سورية لم تحضر حدادا على شقيقتها التي توفيت في البرازيل. وتأثر المشاهدون بدموع طوني بارود فكانت بمثابة نجمة الحلقة، اذ تحولت الى مادة دسمة تناولها اللبنانيون في احاديثهم اليومية اثر عرض البرنامج.

وتعتبر ردود الفعل الانسانية التي تأتي من مقدمين تلفزيونيين محترفين امثال بارود وغيره من الاعلاميين الرجال الذين يعملون في مجال «التوك شو» السياسي او الاجتماعي اكثر ما تشد متابعيها بحيث تبقى مطبوعة في ذاكرتهم على مر الايام والسنين.

ويعتبر الاعلامي مارسيل غانم احد الذين لم يحاول اخفاء مشاعره على العلن عندما قدم حلقة خاصة عن رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري اثر اغتياله، فلم يستطع اخفاء دموعه امام ضيوفه في الاستوديو ولا حتى عن الالوف من المشاهدين الذين كانوا يتابعون الحلقة عبر (ال. بي. سي). وتكرر الامر مع غانم في حلقة اخرى من برنامجه «كلام الناس» تحدث فيها عن زميله الراحل جبران تويني.

وكما مارسيل، كذلك طوني خليفة الذي عرف عنه اجادته في ابكاء ضيوفه من الفنانين ضمن برامج عدة قدمها ومنها «قلبي ومفتاحو» و«لمن يجرؤ فقط»، الا ان السحر انقلب على الساحر عندما انهمرت دموعه بغزارة في برنامجه الاخير «الفرصة الاخيرة» الذي عرض على شاشة «الجديد» في موسم رمضان الفائت، اذا ابدى تأثره اكثر من مرة بحالات انسانية استضافها وحاورها خلاله مما لفت انتباه متابعيه. ويقول طوني موضحا «اعتقد ان شعوري بالأبوة هو الذي زادني رقة وحنانا فصرت لا اتحمل رؤية حالات المعاناة او المرض. كما اني صرت احترم دموع ضيوفي ولا اتحمس كثيرا لرؤيتها». والمعروف ان طوني خليفة تزوج منذ اكثر من سنة ورزق بطفل اسمه نور.

حتى الاعلامي العربي والمقدم التلفزيوني على شاشة «الجزيرة» غسان بن جدو ترك لدموعه العنان في حلقة تلفزيونية حل فيها ضيفا على زميله نيشان ديرهاروتيان ضمن برنامج «اكير اكير مايسترو» عندما تحدث باسهاب عن طفولته وعلاقته بوالدته. اما مستضيفه فقد بكى امام الكاميرا في حلقة استضاف فيها الاعلامي المخضرم عادل مالك وصفها فيه بانه بمكانة والده الذي خسره منذ فترة.

اما الاعلامي زافين قيومجيان فيؤكد انه نال شهرته بسبب دموعه، موضحا ان اول مرة بكى فيها على الشاشة الصغيرة كانت اثناء تغطيته مباشرة على الهواء احداث مجزرة قانا عام 1997، واوضح انه يعرف منذ ذلك الوقت بالاعلامي صاحب الدمعة السخية، لان مجمل حلقات برنامجه «سيرة وانفتحت» التي تعرض عبر قناة تلفزيون المستقبل تضمنت مواقف تعاطف فيها مع ضيوفه وبكى تأثرا عليها. وحاليا صار زافين يطالب المخرج باخفاء دموعه عن الشاشة حتى لا تظهر وكأنها مصطنعة مع انها لحظات صادقة لا يستطيع الافلات منها.

والمعروف ان كميل منسي وهو من الرعيل القديم في مجال الاعلام كان السباق في اظهار دموعه على الشاشة الصغيرة منذ الستينات عندما كان يعمل مذيعا لنشرة الاخبار على قناة «تلفزيون لبنان» فبكى اثناء تلاوة خبر اغتيال الرئيس الاميركي جون كينيدي، ومرة اخرى عندما حطت في لبنان طائرة البابا الراحل بولس السادس وهي في طريقها الى الاراضي المقدسة.

الاعلامي عرفات حجازي بدوره لم يخف مشاعره عن مشاهديه عندما منعته دموعه من اعلان خبر اغتيال الرئيس اللبناني الاسبق بشير الجميل.