شاعر المليون: المرأة تبقي على آمالها أمام 24 شاعرا في المرحلة الثانية

الشاعر اليمني الوحيد يتفوق على الشعراء الثمانية

ضيف الحلقة يختار أسماء الشعراء المشاركين في أولى حلقات المرحلة الثانية
TT

رفضت المرأة الخليجية أن يختتم البرنامج الجماهيري شاعر المليون مرحلته الأولى من دون أن تبقي أملا أخيرا لها ضمن الأربعة والعشرين شاعرا المتأهلين للمرحلة الثانية، وسجلت الشاعرة العمانية هلالة الحمداني حضورا قويا لها، ولبنات جنسها أيضا، عندما نافست بقوة الشعراء السبعة الآخرين، منتظرة تصويت الجماهير حتى الأسبوع المقبل، بعد أن تم ترشيحها من ضمن الشعراء الخمسة الذين سيخضعون لتصويت الجمهور لاختيار اثنين منهم للانضمام للشعراء الاثنين والعشرين الذين وصلوا حتى الآن للمرحلة الثانية.

وتألقت الشاعرة هلالة الحمداني في ختام الحلقة بقصيدة (الليل أعتم) قال عنها سلطان العميمي: «إن المتسابقة تقدم النصح والعظات على الرغم من صغر عمرها، وهناك بروز للأنثوية والذات رغم مخاطبتها المذكر»، وأشار بدر صفوق إلى ارتفاع الحس الديني في النص، وأكد الدكتور غسان الحسن على وجود ملامح بالنص تدل على أن صاحبته امرأة شاعرة قامت بالتشخيص الجيد للمشاكل التي تعيشها في الحاضر، كما أن النص به جماليات كثيرة.

وشهدت الحلقة السادسة والأخيرة من المرحلة الأولى منافسة شرسة بين المتنافسين الثمانية، كما شهدت مفاجآت عدة سواء في الشعراء المتأهلين مباشرة من لجنة التحكيم، أو بالنسبة للمتنافس الذي تم استبعاده من قبل اللجنة التحكيمية، وظلت الأمور غامضة على الجمهور الذي تابع الحلقة حتى نهايتها وإعلان النتائج، وبالتأكيد كان الشعراء الثمانية على مستوى متقارب وبدرجة كبيرة، وهو ما انعكس على قرار لجنة التحكيم في ترشيح الشعراء المتأهلين أو الشاعر المستبعد، لكن الحق يقال إن المستويات المتقاربة في هذه الحلقة، رفعت من مستوى البرنامج بمشاركيه المتميزين. ويمكن القول إن الحظ السيئ للشاعر السعودي الهاب عوض الحربي هو من وضعه في فوهة المدفع مع الشعراء السبعة الآخرين، في واحدة من أقوى حلقات شاعر المليون، فربما لو أنه شارك في حلقات سابقة لكان من الممكن الا يستبعد، لكن قوة الشعراء الآخرين كان لها دور كبير في عدم استمرار الشاعر.

وللتدليل على أن قصيدة الشاعر الحربي لم تكن متواضعة، بل قوية وعلى مستوى عال من الشاعرية، فقد رأت لجنة التحكيم بالاجماع أنها قصيدة قوية وجميلة، حيث قال فيها الدكتور غسان الحسن: «إنها تحتوي على ملامح الثقافة الأدبية»، وأشاد حمد السعيد بجمال النص وقال: «إن وراءه شاعر محاورة مخضرم أثبت قدرته على المنافسة»، فيما أشار سلطان العميمي الى أن القصيدة في عمومها جميلة وموضوعها عبارة عن دعوة أخلاقية وأدبية، وقام صاحبها بتطعيم القصيدة بأعلام الشعر والأدب القديم والحديث، وتطرق بدر صفوق إلى الثقافة الموجودة بالنص والتي وصفها بالراسخة والعالية، في حين قال تركي المريخي: «إن الشاعر استطاع لفت الانتباه بكل جدارة».

الحلقة السادسة شارك فيها ثمانية شعراء وهم الهاب عوض الحربي (السعودية)، علي بن رفدة القحطاني (السعودية)، محمد بخيت النوه المنهالي (الإمارات)، هلال المطيري (السعودية)، سعد براك العازمي (الكويت)، محمد خميس الحويماني العتيبي (السعودية)، عامر بن عمرو (اليمن)، هلالة الحمداني (عُمان).

المفاجأة الثانية في الحلقة كانت في ترشيح الشاعر اليمني عامر بن عمرو ليتأهل مباشرة أولا للمرحلة المقبلة، وتمكن ابن عمرو من الفوز بترشيح اللجنة وإعجاب كبير من قبل الجمهور الحاضر في مسرح الراحة، وألقى المتسابق اليمني الوحيد في المسابقة ، قصيدة وطنية تفاعل معها الجمهور بشدة، وقال عنها سلطان العميمي: «إنها أجمل ما سمعت في وصف الوطن وهي مرتبطة البناء وبعيدة عن النمطية، وبها تسلسل جميل في الأفكار وإبداع واضح»، وقال بدر صفوق: «إن القصيدة أخذت من المباشرة الشيء الكثير، ولكن هناك تكثيف شعري عال فيها»، ووصف الشاعر بالذكي المتمكن، وقال الدكتور غسان الحسن: «إن النص مفاجأة من ناحية المستوى ويدل على شاعرية فذة»، وقال حمد السعيد: «إن المتسابق خير من يمثل اليمن».

وكان الترشيح للتأهل مباشرة للمرحلة المقبلة أيضا من نصيب الشاعر الاماراتي محمد النوه المنهالي، الذي ألقى قصيدة في حب الوطن والافتخار به، ورأى الدكتور غسان الحسن أنها عالية الشاعرية وبها استدعاء للمأثور الديني من القرآن والحديث النبوي، كما استطاع الشاعر توظيف المأثور بطريقة حكيمة، وأشار سلطان العميمي إلى الجمالية في مقدمة النص، والتي تحدث فيها عن المخاض الشعري ووظف قصة السيدة مريم عليها السلام ومخاضها، وقال ان النص يدل على إبداع وثقافة المتسابق، وقال بدر صفوق ان الشاعر وظف الكثير من آيات القرآن في نصه، وأشار تركي المريخي الى إن الشاعر استدعى كلمات وقوافي في غاية الإبداع.

وشهدت الحلقة اعلان تأهل اثنين من متسابقي الحلقة الخامسة عن طريق تصويت الجمهور وهما، عبد الله السميري (السعودية) بنسبة 83%، وفالح الدهمان الظفيري (السعودية) بنسبة 77%، كما شهدت الحلقة إعلان سلطان العميمي، عضو لجنة التحكيم، عن معايير التقييم للمرحلة القادمة، والتي تطبق على 24 شاعراً يتم اختيارهم بالقرعة على مدار ست حلقات، وتستمع فيها لجنة التحكيم لقصيدة رئيسية لا تزيد أبياتها عن 15 بيتاً، اضافة إلى قصيدة تتكون من أربعة إلى ستة أبيات في موضوع واحد من اثنين يتم اختيارهما بالقرعة في نهاية كل حلقة، وسيكون موضوعا الحلقة القادمة عن الولاء والإبل. الشاعر الكويتي سعد براك العازمي ألقى قصيدة تحمل عنوان «الريح والفرقا»، قال عنها حمد السعيد إن نصها جميل ويدل على تراكم الشاعرية، وأشار سلطان العميمي إلى جو القصيدة الذي احتوى على الرومانسية والشفافية والحزن، كما أنها احتوت على الكثير من الصور الجميلة، ومزج المتسابق النص بمفردات مليئة بالرومانسية، وأخرى بعيدة عنها، وقال بدر صفوق إن النص أخذ وجهتين هما العاطفة الجياشة المتدفقة وحوار روحاني يتسلل بهدوء، ثم الوجهة الأخرى التي تحولت في البيت الثامن عشر إلى تمثيل القبيلة، وأضاف بدر صفوق ان الشاعر سجل حضوراً ليس بغريب، وقال الدكتور غسان الحسن إن هناك تجربة ناضجة في القصيدة واحتوت على الكثير من الجماليات.

أما الشاعر السعودي علي بن رفدة القحطاني فقد ألقى قصيدة قال عنها بدر صفوق إنها تحمل الكثير من الصور والابتكارات الجمالية. وتطرق الدكتور غسان الحسن إلى المفردات والقاموس اللغوي الواسع لدى المتسابق، وأشاد أيضاً بالإلقاء الحماسي المتفاعل مع النص، واتفق معه حمد السعيد على التميز في أداء المتسابق، وقال سلطان العميمي إن القصيدة نقية في صورها ويستمد صاحبها المفردات من البيئة والفطرة، وقدم من خلالها للجمهور منهجه الشعري.

تلاه الشاعر السعودي محمد الحويماني العتيبي، الذي ألقى قصيدة بعنوان «اهتمام وعتب»، ذكر تركي المريخي في تعليقه ان الشاعر استخدم أسلوبا مغايرا ومميزا في قصيدته، وقال الدكتور غسان الحسن إن المتسابق وظف في النص أساليب شعرية كثيرة، كما جرد من ذاته شخصاً آخر، ومن الشعر.. شخصا ثالثا وأدار بينهما حواراً، كما يوجد تلوين للخطاب بين ضمير الغائب والمتكلم، وتتميز القصيدة بالبناء الفني في جميع أرجائها، وأشار حمد السعيد إلى وجود فلسفة خاصة بالشاعر، وقال سلطان العميمي إن الشاعر كان ذكيا في توظيفه تقنية المرآة، والتي يصطنع فيها الشاعر أطرافا أخرى للحديث، وأكد بدر صفوق على وجود أصوات كثيرة ومنتشرة بالنص.

وشهدت الحلقة أيضا مشاركة لواحد من أبرز الشعراء على الساحة الشعبية الخليجية، وهو الشاعر السعودي هلال المطيري، الذي ألقى قصيدة تناولت مشاكل الحياة المعاصرة، قال عنها حمد السعيد إن صاحبها طرح رسالة واضحة جداً وهي مكافحة الغلاء، وقال سلطان العميمي إن المتسابق ينقل وجهة نظره للمسؤولين، وأشار بدر صفوق إلى أن القصيدة رسالة عامة لكل الخليج وهي رسالة «مُحِب عاتب»، وذكر الدكتور غسان الحسن أن القصيدة تتميز بموضوعها الذي ذهب لمشاكل المعيشة، والتي طرحها الشاعر بذكاء دون المساس بأي طرف متعلق بالموضوع، وأضاف أن القصيدة مباشرة لا مجال فيها للتأويل، وتجلت الشاعرية في الأبيات التي تخاطب الخليج.