الجمهور السوري يبدي امتعاضه من غلاء أسعار بطاقات حفل فيروز

تراوحت أسعارها بين 2000 و10000 ليرة

TT

ابدى الجمهور السوري الراغب في حضور مسرحية «صح النوم» للفنانة اللبنانية فيروز، امتعاضه من غلاء الأسعار التي اعتمدتها اللجنة المنظمة لاحتفالات اختيار دمشق عاصمة الثقافة العربية عام 2008، حيث اعتبرت مرتفعة السعر ولا تتناسب مع قدراتهم المالية.

وبالرغم من هذا، عاشت دمشق ليلة الثلاثاء الماضي عرسا حقيقيا لأن «الست فيروز» كما يسميها السوريون قدمت مسرحيتها «صح النوم» في دار الأسد للثقافة والفنون، وسط احتفاء كبير بضيفة دمشق الكبيرة على الصعيد الرسمي والشعبي.

وكعادة فيروز الكبيرة دائما بفنها وحبها للجميع، أبت إلا أن تكون احد أركان احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية لعام 2008 ومنذ دعوتها للغناء في دمشق وقبولها بذلك تسارعت بعض الأصوات لمهاجمتها، خالطة بين الفن والسياسة، فكان الرد من ابنتها المخرجة ريما، التي قالت بأن ما ورد من تصريحات تستهدف منع والدتها من الغناء في سورية هي محاولة لإقحام فيروز في صراعات سياسية لا شأن لها بها ولن ترد عليها. وقالت «انهم يسيسون ما لا يمكن تسييسه لها». وكانت الست فيروز قد وصلت إلى دمشق لتقديم مسرحية «صح النوم» التي بدأ عرضها في 28 من الشهر الماضي في إطار احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية عام 2008. وكان قد احتشد مئات المواطنين السوريين لاستقبالها عند منطقة المصنع الحدودية بين الجانبين السوري واللبناني، حيث سارت معها مواكب المعجبين الحاشدة حتى وصولها لمقر اقامتها في دمشق.

وتجسد فيروز في العمل المسرحي شخصية بسيطة تعمل في سبيل العدل ورفع الظلم كمعظم أدوارها في المسرح الغنائي الذي قدمه الرحابنة وفق قالب فني طريف وموسيقي يسلط الضوء على مجموعة من قضايا المجتمع. وتعد مسرحية «صح النوم» من أفضل مسرحيات الرحابنة كونها تنطبق على أزمنة وأمكنة عديدة، فضلا عن حواراتها البسيطة وأغنياتها التي تتردد على كل لسان. وكانت مسرحية «صح النوم» التي كتبها ولحنها الأخوان رحباني قدمت على مسرح معرض دمشق الدولي في سبتمبر (أيلول) 1971، كعادة الرحابنة وفيروز في كل موسم، حيث يقدمون نتاجهم لجمهورهم في سورية. وتعرض المسرحية في الفترة من 28 يناير وحتى الثاني من فبراير. وكانت أعمال فيروز المسرحية مع الرحابنة توقفت بعد مسرحية «بترا» عام 1977 وبعد رحيل زوجها عاصي استأنف شقيقه وتوأمه الفني منصور الأعمال المسرحية التي عرض معظمها في دمشق. والتواصل بين فيروز ودمشق لم ينقطع عبر مسيرتها الفنية وهي التي غنت أجمل القصائد لدمشق وللشام بشكل عام لكبار الشعراء كالأخطل الصغير وعمر أبو ريشة وسعيد عقل ونزار قباني وغيرهم. وكانت دار الأسد للثقافة والفنون قد أعلنت عن بدء بيع بطاقات مسرحية فيروز في وقت سابق من الشهر الماضي إلا أن مئات السوريين كانوا قد تجمعوا منذ الساعة الحادية عشرة صباح الثلاثاء أمام الدار في ساحة الأمويين بانتظار الحصول على البطاقات التي تتراوح أسعارها من 2000 ليرة سورية حتى 10000 ليرة سورية. وكان العديد من المواطنين السوريين قد امتعضوا من غلاء أسعار البطاقات الخاصة بحفل الست فيروز، حيث اعتبرت مرتفعة السعر ولا تتناسب مع قدراتهم المالية. وعلمت «الشرق الأوسط» بأن بعضا ممن قدموا مع فيروز قد أشار على المسؤولين عن الاحتفالية بمنع التصوير أثناء عرض المسرحية، وتردد بأنهم وضعوا غرامات مالية كبيرة عن كل صورة قد تخرج للملأ سوى تلك التي تصدر عن مصورها فقط، وهو الوحيد الذي سمح له بتصوير الحفل، بينما حضر عشرات المصورين خارج الدار ومنعوا من تصوير فيروز بشكل نهائي.

وكانت الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية قد اعلنت عن تمديد عرض المسرحية الغنائية «صح النوم» ليومي 3 و4 فبراير (شباط) 2008. وبناء على أوامر من الجهة المنظمة للمسرحية فقد تم منع إدخال الهواتف المحمولة أو أجهزة التصوير والتسجيل بكافة أنواعها تحت طائلة الغرامة.

وكانت وسائل الإعلام السورية المكتوبة والمقروءة والمرئية قد أفردت الكثير من عملها للتركيز على زيارة فيروز الى دمشق التي وصفت بالتاريخية. يذكر أن الإقبال على شراء بطاقة المسرحية كان كبيراً جداً وكان الحضور قد توافدوا إلى دار الأسد قبل ساعات من مواعيد فتح كوة البيع في أعداد كبيرة ولا غرابة في ذلك مطلقاً.. إنها فيروز.