نيشان ديرهاروتونيان: أعتبر نفسي محاوراً مهنياً ولا أؤمن بالمنافسة

يحلم بدق باب فيروز والجلوس أمامها دون طرح أي اسئلة

نيشان ديرهاروتونيان
TT

خالف المقدم التلفزيوني نيشان ديرهاروتونيان، قاعدة البرامج الحوارية الفنية والمرتكزة عادة على استضافة نجم ما يتم تسليط الاضواء عليه. فقرر من خلال برنامج «العراب»، الذي يقدمه حالياً مساء كل جمعة عبر شاشة (إم. بي. سي)، استقبال نجمين لامعين يتحدثان عن اهم الشخصيات التي تبنت مشوارهما الفني فكانت لهما بمثابة «العراب»، او قدمت لهما الدعم منذ خطوتهما الاولى. ويساهم هذا اللقاء في كشف امكانات تواصل الفنانين مع بعضهما وقبول كل منهما بنجومية الآخر.

ويقول نيشان: «كنت مقتنعاً بأن الروابط الاساسية التي تجمعنا نحن كبشر ولو اختلفت المهن التي نزاولها، تشكل قاسماً مشتركاً بيننا جميعاً. فكلنا نحقق النجاح، نخفق، نحزن، نفرح او نقلق. كما اننا نقرأ الابجدية نفسها مما يجعلنا مقربين من بعضنا بعضا بصورة غير مباشرة مما جعل الفكرة تتحقق بسهولة».

وعما اذا امتنع احد الفنانين عن الظهور معه في البرنامج، اكد نيشان ان الامر لم يحصل بتاتاً، لا بل ان الضيوف يبدون اهتماماً ملحوظاً بالدعوة ويطالب معظمهم برقم هاتف شريكه في الحلقة للتعرف إليه عن كثب من ناحية، ولتحقيق الانسجام بينهما امام الكاميرا من ناحية اخرى. وهذا ما حصل مثلاً بين الممثل المصري احمد السقا والمطربة اللبنانية كارول سماحة، اللذين تواصلا بطريقة لافتة قبل تصوير الحلقة وخلالها.

وعن كتاب الشكر والامتنان الذي يقدمه لجميع ضيوفه في بداية كل حلقة، قال نيشان إنه ارادها لفتة انسانية في زمن طغت عليه الماديات لتعريف الناس على الانسان الذي يسكن كل فنان في العمق، جازماً بأن النجوم ايضاً يشكرون الخالق على كل ما يتمتعون به في كل مرة وجدوا فيها مع انفسهم.

وأوضح نيشان انه شخصياً لامسته النعم منذ صغره، لذلك اراد اعطاءها مساحة ما في برنامجه «العراب»، تأكيد هذه العلاقة العمودية ما بين الانسان والسماء. ولم يشأ ان يتوقف عند إحدى هذه النعم، إلا انه تذكر فقدان والده، مشيراً الى ان الموت يشكل لنا نعمة احياناً فيكون حافزاً لنا من اجل بذل الجهد وتحمل المسؤولية بشكل افضل.

وعما اذا كانت شهرته جعلته يشعر بالنجومية بين ضيوفه اجاب: «النجومية مغطاة بقشور عدة، واعتبر نفسي محاوراً مهنياً ليس اكثر».

واوضح انه لا يؤمن بفكرة التنافس بين الاعلاميين، بل بالتكامل بين بعضهم بعضاً قائلاً: «ونحن نشكل لوحة فسيفساء كاملة لا يمكن الاستغناء عن اي قطعة منها، والا فستتشوه ولن تمثل ركناً اساسياً في خريطة الاعلام العربي»، واضاف: «لا شيء يمكن ان يدوم في هذه المهنة، لذلك ارى نفسي في المستقبل البعيد مربياً في اروقة الاكاديمية وانا عاشق لها».

والمعروف ان الثلاثي طوني سمعان وناجي نحال والمخرج باسم كريستو، يشكلون فريق الاعداد والتنفيذ لبرامج نيشان منذ عدة سنوات، اي منذ انطلاقته الحقيقية عبر شاشة تلفزيون الجديد حتى اليوم. ويصف نيشان هذا التواصل بينهم بالنعمة، إذ لا تجمعه مع هؤلاء اي قربى او معرفة سابقة، بل ثقافة وموهبة وطاقة واصفاً الاول بالدماغ المفكر، والثاني بالعقل المدبر، والثالث بالعمود الفقري.

ولم ينس نيشان ان يتذكر مَن شاركه اعداد برنامج «شاكو ماكو» ايضاً منذ حوالى الثلاث سنوات، بيري كوشان، ووصفها بـ «الفيتامين».

وعن حالات الفشل التي اصابته خلال مشواره قال نيشان: «لقد اكتسبت معلومة لا يمكن ان انساها خلال قراءتي كتاب «رؤيتي» للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس وزراء دولة الامارات العربية، مفادها: في اوقات الهزيمة كن صلباً، وفي اوقات الانتصار كن متواضعاً.. لذلك لا اتوقف عند الفشل ولا اندم عليه».

ورأى نيشان ان وصف والدته له بـ «الحنون»، لا يخوّله اظهار هذه الصفة امام الكاميرا، مؤكداً ان ما يتماشى مع اسرته وعلاقاته الانسانية لا يصلح ان يعممه امام الكاميرا، فهذه تحتاج الى الموضوعية والحسم والحزم في بعض المواقف، وهو يعجز احياناً عن كبح حنانه امام الحالات الانسانية التي يعرضها احياناً في برنامجه.

واعتبر نيشان ان نجاح المقدم يكمن في جهده وفي تطوير نفسه وتنميتها وصولاً الى نقله حيثيات الشارع الى الكاميرا. وعن النجم او الفنان الذي يحلم بلقائه يوما ما، رد نيشان: «احلم ان ادق باب فيروز واجلس امامها من دون ان اطرح عليها الاسئلة، فأقول لها «قعدي تا نحكي».. كذلك الامر للنجم السعودي محمد عبده».

ويرى نيشان ان ما يردده البعض عن فشله في الإعلام المكتوب يأتي ضمن الرأي الحر الذي يخرجه، وانه حالياً لا يحن الى الاعلام المكتوب، فهو ينشغل في الاعلام المرئي وفي التعليم الجامعي (استاذ في احدى الجامعات الخاصة اللبنانية)، وليس لديه الوقت الكافي ليقوم بغير ذلك، واضاف: «اني لا أولي هذه الأقاويل اهمية، فالصفعة لا تصلني اذا كانت لا تستأهل ان تندرج في صفعات الحياة».