أشهر المخرحين السينمائيين في العالم يخرجون فيلماً واحداً

«باريس.. أنا أحبك» رؤى مختلفة تروي جمال الحب وغرابته في باريس

مشهدان من الفيلم
TT

ليس من قبيل المبالغة اذا ما اعتبرنا فيلم «باريس.. أنا أحبك»Paris, I Love You هو أحد أبرز أفلام العام المنصرم 2007 وأهمها، وليس مستغربا في الوقت ذاته الا يوجد هذا الفيلم في نتائج ترشيحات واعلان الفائزين لدى مختلف الجمعيات والمهرجانات السينمائية إذا ما عرفنا ان الفيلم ليس فيلما واحدا بالمعنى التقليدي بوجود قصة لها أبطالها وأحداثها من اوله حتى نهايته، وإنما هو عبارة عن شريط سينمائي بهذا الاسم اللافت «باريس.. أنا أحبك»، تضمن ثمانية عشر فيلما قصيرا لعدد من أشهر المخرحين السينمائيين في العالم. ولا يربط بين كل هذه الأفلام وقصصها المتميزة، سوى وحدة الفكرة والمكان، حيث كان على كل مخرج أن يقدم الحب حسب رؤيته من خلال قصة تجري وقائعها في باريس. وهنا تحديدا سيكون المشاهد مع متعة هذه التعددية الاخراجية واختلاف التناول وتنوع الرؤية، وسيغمره الاعجاب من روعة هذه الأفلام التي تنجح في تحقيق هذا الشيء خلال فترة الفيلم القصيرة. وبالتالي فيبدو هذا الشريط/ الفيلم أفضل ما يمكن مشاهدته لصناع الأفلام القصيرة وكتابها للاطلاع على جمال هذا التناول وتألق رؤى هؤلاء المخرجين المبدعين والتي ينعكس أغلبها عن معرفة المشاهد بأساليب ومعالجة هؤلاء المخرجين من خلال أفلامهم الشهيرة، التي شاهدناها لهم من قبل.

وفي الحقيقة أن هذه الفكرة الاستثنائية، بحشد مجموعة من اشهر المخرجين لتقديم أفلام قصيرة أو ما يسمى بـ«أفلام الانطولوجيا» ليست حديثة العهد، ولعلنا لا ننسى ذلك الشريط السينمائي الذي قدمته شركة CIH Shorts تحت عنوان «September 11» عام 2002، الذي جمعت فيه احد عشر مخرجا من أمثال اليخاندرو غونزاليس والياباني سوهي ايمامورا والايرانية سميرة مخلمباف والأميركي شون بين والهندية ميرا نير والمصري يوسف شاهين وغيرهم، لتقديم رؤيتهم الخاصة في تناول عدد من الافلام القصيرة، التي تتمحور موضوعاتها حول أحداث الحادي عشر من سبتمبر من وجهة نظر كل مخرج على حدة، وحقق الفيلم حينها نجاحا وشهرة جيدة.

ولنعد مرة أخرى الى فيلمنا هذا، الذي تجاوز في نجاحه الفني والاعجاب الجماهيري أفلام هذه النوعية، وحصل على تقييمات عالية لدى عدد كبير من النقاد وأبرز مواقع السينما الشهيرة. وكان الناقد بيت هاموند من مجلة «ماكسيم» قد علق على الفيلم بقوله إنه «رحلة فانتازية الى مدينة النور، عبر عيون بعض أعظم ممثلي السينما ومخرجي الأفلام، وأنه تجربة فيلمية لا تنسى وليس لها مثيل»، بينما يقول عنه الناقد روبيرت بتلر من كنساس سيتي ستار «من الكوميديا الى الدراما انطولوجيا متنوعة تستحق الارتحال معها».

وحين النظر الى هؤلاء المخرجين، سنجد ذاك التنوع الثري الذي يدل على نجاح هذا الاختيار الذكي، لأننا في النهاية سنحصل على روعة هذا التنوع بتعدد رؤاه وتصوراته واختلاف طرق المعالجة والتقديم. إنه أمر في غاية الإثارة حين تجمع مخرجي أفلام الحركة والرعب والإثارة الغموض والكوميديا ومخرجي افلام الدراما الرومانسية والأبعاد الانسانية والعمق الفلسفي للحصول على قصة قصيرة حول الحب في باريس فلدينا في هذا الفيلم من المخرجين الاخوة كوين الذين يقفون الآن على واجهة الحدث السينمائي بفيلمهم الاوسكاري «لا وطن للمسنين» No Country for Old Men المرشح لثماني جوائز اوسكار منها بالطبع الاخراج والسيناريو وأفضل فيلم والمخرج الاميركي الكسندر باين المرشح لأوسكار أافضل مخرج عن فيلمه Sideways والفائز حينها بأوسكار السيناريو عن نفس الفيلم، والمكسيكي الفونسو كوران مخرج فيلم Children of Men ومرشح سابق للاوسكار عن كتابته لأشهر أفلامهAnd Your Mother Too والمخرج البرازيلي والتر ساليس صاحب فيلمCentral Station المرشح لاوسكار أفضل فيلم أجنبي عام 1998 والاميركي غاس فان سانت مهو المرشح للاوسكار في الاخراج عن فيلمه الشهير Good Will Hunting والحائز عام 2003 على سعفة كان الذهبية عن فيلم Elephant والألماني توم تيكوير مخرج الفيلم الشهير Run, Lola, Run والمخرجة الهندية غوريندر تشادا مخرجة افلام Bride & PrejudiceوBend It Like Beckham ومخرج الاثارة الأميركي فينسينزو نتالي صاحب أفلام Cube وCypher، بالاضافة الى الممثل الفرنسي الشهير جيرارد ديباردو، وعدد آخر من المخرجين الشباب والمتمرسين من فرنسا واستراليا واليابان وجنوب افريقيا واسبانيا، الذين تفوق بعضهم في تقديم فيلمه القصير حتى على كبار المخرجين المشاركين في هذا الفيلم. وسيفاجأ المشاهد بعدد من الرؤى الغريبة في تقديم الحب بأشكال غير تقليدية تماما تصل الى مستوى علاقة انجذاب بين شاب وفتاة مسلمة في باريس، حتى علاقة حب شرسة بين مصاصي دماء أو انجذاب عاطفي عابر بين ممرضة معالجة في الاسعاف، وشاب مطعون على أرصفة شوارع باريس المزدحمة أو ممثلي ايماء يلتقون ذات ليلة في السجن. وكعادة الأفلام القصيرة، تأتي النهايات بشكل مفاجئ وغير متوقع، تحمل قدرا من التأثير والطرافة أيضا. [email protected]