نجوى كرم: الأوضاع الأمنية في لبنان أثرت علينا

قالت إنها ترفض الكلمة السطحية

نجوى كرم
TT

تعتبر المطربة اللبنانية نجوى كرم من المطربات القليلات اللواتي ما زلن يتمسكن بالاغنية اللبنانية الاصيلة دون سواها. وفي عملها الفني الاخير «هيدا حكي» الذي تضمن ثماني اغنيات شارك فيها عدد من الملحنين والشعراء اللبنانيين، آثرت نجوى ان توصل الى جمهورها الكلمة غير السطحية مشيرة الى انها حريصة على ان تكون رفيقة اجيال عدة فلا ينحصر ما تقدمه لفئة او لسن معينة والا اعتبرت نفسها خاسرة. ومن بين الشعراء الذين تعاونت معهم الياس ناصر، عماد شمس الدين، محمد شحادة وسليم عساف الذي كتب لها «نوّر ايامي» التي تصفها بإحدى اجمل الاغاني التي يتضمنها الشريط. وتضيف كرم التي انتهت حديثا من تصوير كليب لاغنية «لو ما بتكذب» ان الناس تنجذب الى الكلمة الرقيقة التي تشكل لها رسالة مباشرة. اما اللحن فيجب ان يكون مكملا لها والا حقق العمل الاخفاق، موضحة ان الناس لا تهمها ان يكون اللحن لباخ او بيتهوفن بل يكون بسيطا ومن نوع السهل الممتنع. واذا كانت بالفعل تعيش حالة شبيهة لعنوان الشريط «هيدا حكي هيدا غرام» اكدت نجوى انها في حالة حب دائمة والفنان الاصيل لا يستطيع ان يوصل فنه الى الآخرين اذا غاب «الغرام» عن احاسيسه. وتضيف: «نحن كتلة مشاعر واذا لم نكن صادقين بما نقوله لا يمكن ان يصل بأمانة عند الطرف الآخر». واعتبرت ان الحب لا يقتصر على الحبيب بل هو حالة معينة تتدفق فيها مشاعر الفنان نحوها.

وعن الخطة التي عادة ما تتبعها في مشوارها الفني للهروب الى الامام تقول نجوى: «انا لا اهرب بل اعمل من اجل بقائي على الساحة ولا اذيع سرا اذا قلت ان 365 يوما في السنة لا تكفيني من اجل تحقيق ما ارغب فيه واحيانا كثيرة آسف لعدم استطاعتي اعطاء كل اغاني البوماتي حقها». وتضيف: «مع الاسف عدم الاستقرار الامني الذي نعيشه ينعكس سلبا علينا ولذلك نقصر تجاه اغنية اكثر من غيرها لان الفرص التي باتت تقدم لنا من قبل شركات الانتاج الفنية كانت اكبر نتيجة لتواصل افضل واستقرار ملحوظ في الاوضاع».

وعن علاقتها حاليا مع الاعلام تقول نجوى: «انا لست ضد احد ولا اهاجم احدا والاعلام هو تكملة للفنان ويجب ان تنبني العلاقة بين الطرفين على الصدق والا فشلت فشلا ذريعا، واحيانا كثيرة ومهما حاولنا الانقضاض على بعضنا بعضا يبقى لكل اعلامي مكانه الاساسي. سيمون اسمر مثلا يحكمه الاحتراف والمهنية الرفيعة المستوى، فمهما بلغت المعارك بينه وبين اي فنان عندما يقف خلف الكاميرا يعمل بحرفية فلا يساوم على اسمه. اما نيشان مثلا فهو اكثر من اعلامي عادي بالنسبة لي بل صديق». وعن السبب الذي دفعها الى عدم الظهور في برنامج «الفرصة» لطوني خليفة قالت: «عندما شاركت في مهرجان قرطاج طلبت من مسؤولي الاذاعة والتلفزيون الاردني ان يرسلوا لي الشريط المصور لحفلتي ضمن المهرجان فكان موقفهم سلبيا ولم يتجاوبوا معي، مما اضطرني لمقاطعة برنامج طوني لانه كان يعرض عبر شاشة التلفزيون الاردني».

وكانت نجوى في موسم رمضان الفائت قد اختارت فقط قناة «روتانا موسيقى» وبالتحديد برنامج «خمس نجوم» لمقدمته هالة سرحان واخراج سيمون اسمر لتطل فيها على جمهورها العربي بعد ان تمت المصالحة بينهما خلال التصوير.

اما احدث اطلالاتها التلفزيونية فكانت في افتتاح موسم ستار اكاديمي لهذا الموسم وقبلها في برنامج «ليلة حلم» الذي اعلنت فيه تقديمها مساعدات خاصة بالمسنين فكانت لفتة انسانية منها تجاههم. وعن سبب قيامها بهذه الخطوة تقول نجوى: «لطالما يشغلني موضوع المسن وسبق ان تحدثت مثلا عن ضرورة تأمين ضمان الشيخوخة في برنامج تلفزيوني بعنوان «نورت الدار» لان المواطن اللبناني له الحق ان لا يخاف من الغد على لقمة عيشه ودوائه وطبابته، فمن العيب ان تسمح بعض المستشفيات لنفسها بعدم ادخال مريض ما بحاجة اليها لانه غير مضمون ومؤمن من قبل شركة ما». واضافت: «ومنذ صغري كان لدي حب مجالسة المسنين فكنت ازورهم باستمرار واساهم في ترتيب منازلهم او غسل صحونهم او تحضير الطعام لهم. فبرأيي الطفل والعجوز كائنان متشابهان كثيرا وهما بحاجة للاهتمام».

وعن وضع الفنان المسن في لبنان تقول: «يجب ان تكون تجارب الاخرين في هذا الموضوع قد علمت هؤلاء ان يتنبهوا لحالهم وألا ينسوا اننا جميعا معرضون للذل اذا تغاضينا عن حماية انفسنا من الزمن».

وعما اذا كانت شخصيا تخاف الوصول الى العمر الثالث ردت: «انا لا اخاف منه فهذه هي الحياة ودورتها الطبيعية وهذا العمر يشكل نهاية لبداية. لست ممن يفكرون في النهايات ولكني مقتنعة بان كل ما يحيط بنا مبرمج منذ قبل وصولنا الى حين مغادرتنا هذا الكوكب».

وتضيف: «أتخيل انني في النهاية سيكون لدي السلام الداخلي فأعيش في امان ضمن منزل بسيط قروي تحيط به الحدائق وآكل من ثمار نباتاتها، فلعل اجمل حياة يمكن ان نعيشها هي تلك الشبيهة لحياة الفلاح الذي يتمتع براحة الضمير».

وعن سبب عدم دخولها عالم الاعلان والالتحاق به مثل غيرها من زملائها في هذا المضمار، اكدت نجوى ان الامر لا يستهويها، وهي رغم العروض الكثيرة التي تلقتها لم تشأ الانخراط في هذا المجال لانه لا يندرج في سياستها الفنية ولانها تخاف من الاستهلاك.

ورفضت نجوى كرم ان تفسر وقوفها الى جانب عمالقة امثال وديع الصافي وملحم بركات باهميتها شخصيا بل لانهم شكلوا بالنسبة لها فرصة لا تعوض وبصمة تاريخية لا يمكن ان تنسى. وعما اذا كانت ستقدم هذه الفرصة لإحدى المواهب الفنية اللافتة على الساحة ردت نجوى كرم «قد اقوم بهذه الخطوة عندما يندرج اسمي بين العمالقة».

وعن الشائعات والاقاويل التي طالتها خلال مشوارها الفني قالت نجوى انها تحفظ مقولة معروفة وتقتنع بها وهي ان لا شيء يمكن ان يدوم وتؤمن «بأن الخالق وحده هو من باستطاعته ان يأخذ لك حقك سبع مرات».

وتنهي نجوى: «العبرة الوحيدة التي استنتجتها من حياتي هو ان لا ايأس ومن جد وجد. فانا شخصيا لا اؤمن بالحظ او المصادفة، وفي عملي يلعب فكري الدور الاكبر وليس قلبي. هذا الاخير اشركه في قراري فقط عندما اختار الاغنية».