نبيل جمبي مصور سعودي يصطاد اللحظة المدهشة ويصف زملاءه بالكسل وقلة الإنتاجية

فتح أبواب معرضه للجمهور من دون رعاية واللجنة الثقافية بالغرفة التجارية تلغي الزمان والمكان في دعوات الصحافيين

TT

نجح الفنان الفوتوغرافي السعودي نبيل جمبي في تقديم معرضه من دون رعاية معهودة او مفتتح كما يتحقق للمعارض الاخرى من اجل جذب الجمهور واستمالته لمتابعة الاعمال وان لم يتواصل معها، او يستوعبها. ويضم المعرض الذي بدأ منتصف هذا الاسبوع 56 عملا فوتوغرافيا يوازن فيها الفنان بين التسجيلية والتصوير الفني من دون ولع شديد بممارسة استثمار ممكنات الكاميرا لخلق صورة تتنافى كثيرا مع الواقع، لكنه في اللحظة نفسها يمعن في اقتناص الزوايا الاكثر تميزا للقطات، والتركيز على الجزئيات مهما ظنها البعض تكميلية او غير ذات شأن لأنه ببساطة يدخلها إلى نسق الادهاش والكينونة الكاملة غير دالة في كثير من الأعمال على عالمها الاول، مكتفية بثرائها الدلالي والفني في تخلقها الجديد.

ويهدف الفنان نبيل جمبي عبر مشواره الفني إلى الاهتمام بالتميز واصطياد اللحظة المدهشة لتأريخها فوتوغرافيا.

ويحمل الفنان شهادة البكالريوس في الهندسة المعمارية ويشتغل في هذا المجال منذ سنوات وهو مجال يراه الفنان مكملا للعمل الفني منذ سنوات الدراسة الجامعية، فالعمارة تعنى كثيرا بالصورة لتغذية المخيلة في النواحي المعمارية والهندسية لمعرفة ثراء المشاريع وابداعها.

ويجتمع الفنانان الفوتوغرافي والمعماري في عنايتهما بعناصر الظل والضوء والكتلة والفراغ، وبذلك يتساند الجانبان لأداء رسالة انسانية تريد تنمية المخيلة، واذكاء الحس الجمالي. وتعد الكاميرا في نظر الفنان وسيلة لا تقرأ مشاعر الفنان وعواطفه لكنها تمكنه بتقنياتها من تطويع المشهد ومتابعة جزئياته من ناحية الظلال واللون والزوايا واستخدام الفيلم، واللجوء احيانا الى اجراء بعض التكنيك على الكاميرا لالتقاط صورة حديثة، وتصل في بعض اللحظات الى تحريك العدسة بشكل عشوائي في الليل لالتقاط صور جميلة ومدهشة للمصور والمتلقي.

ويطالب الفنان بوجود حماية منظمة لانتاج زملائه من قبل المؤسسات الثقافية والصحافية، مع تقديم الرعاية الفكرية باعتبار الفنان صاحب رسالة مكلفة وتحتاج الى تكاليف عالية، وغياب الدعم المعنوي يؤدي الى توقف عديد من الفنانين واختفائهم من الساحة.

ويقدر نبيل جمبي لبيت الفوتوغرافيين تقديمه مجموعة من النشاطات رغم قلة امكانياته، وان كانت النشاطات الداخلية محدودة ونادرة لكنه يثمن المعارض والمشاركات الخارجية في عدد من بلدان العالم، ويبقى الدور على الفنانين أنفسهم وهم في الغالب يتصفون بالكسل وقلة الانتاجية، ولا يرى في تغيير رئيس البيت حلا جيدا لهذه المعضلة المتزايدة بين الفنانين وبيتهم الفني. ويأتي معرض الفنان جمبي في الداخل بعد مشاركات دولية حيث شارك في معرض هولندا للتصوير الصحافي لمدة ثلاث سنوات، ومسابقة التصوير الرياضي في اليابان، ومسابقة الجمعية الملكية البريطانية، ومعارض مؤتمرات الاتحاد الدولي بأندورا والصين وسويسرا، والمعرض الجماعي بالمهرجان الخامس بسلطنة عمان، ومسابقة الاتحاد الدولي للتصوير ببنغلاديش والباكستان، ومعرض الاتحاد الدولي باليابان.

وشكلت هذه المساهمات الشخصية الفنية الأصيلة للفنان ورسمت اسمه ضمن نخبة معدودة تعمل بجدية في المسار الفوتوغرافي، وتقدر رسالة الفن، وأهدافه المستقبلية. ودعا الفنان نبيل جمبي الجهات الرسمية والمؤسسات الثقافية الى تقدير الفنانين الفوتوغرافيين السعوديين ومنحهم الفرصة لتسجيل ملامح البلاد اسوة بالفنانين العالميين الذين توجه لهم الدعوات وتبذل لهم الأموال لتصوير بعض الملامح والمناطق داخل البلاد.

وانتقد لجوء الجهات ذات العلاقة الى تهميش الفنان السعودي وعدم الاعتراف بقدراته مستشهدا بزملاء له قدموا نماذج مميزة مثل عبد الرحمن الحسني الذي اتاح له الحرس الوطني السعودي فرصة تصوير الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وأعماله ذات جودة عالية واحساس فني راقٍ.

ورغم تسجيل المعرض ضمن فعاليات مهرجان الصيف في مدينة جدة الثقافية الا انه فتح ابوابه للجمهور من دون ان يلقى الرعاية التي يستحقها اسوة بالمناشط الاخرى، ووجهت اللجنة الثقافية بغرفة تجارة جدة الدعوة للصحافيين لحضور المعرض بدون ذكر زمانه ومكانه، ثم اتبعتها برسالة أخرى تدعو فيها لحضور الندوة المصاحبة للمعرض محملة بسلبيات الدعوة الاولى.

واستغل زملاء الفنان فرصة لقائهم لمناقشة واقع الساحة الفنية وأبرز معاناتها والسبل الكفيلة بإعادة فتح ابواب بيت الفوتوغرافيين في موقعه الشهير في وسط مدينة جدة القديمة، والاستعدادات للمشاركات الفنية القادمة في العواصم العالمية.