يوسف الخال: أتطلع إلى التمثيل مع جوليا روبرتس

يخوض تجربة التقديم ويتألق في مسلسل «الينابيع»

يوسف الخال
TT

استطاع الممثل اللبناني يوسف الخال، تحقيق قفزة نوعية في مسيرته الفنية التي بدأها منذ سنوات، إذ برزت موهبته التمثيلية بتألقها الكامل في مسلسل «الينابيع»، ويلعب فيه دور البطولة المطلقة إلى جانب شقيقته ورد. وحصد يوسف خلال دوره هذا شعبية لا يستهان بها لدى الجنس اللطيف، نظرا لحضوره المرهف ومعالم الجمال التي يتمتع بها بما جعله احد أشهر الوجوه التلفزيونية الموجودة حاليا على الساحة الفنية. ويبرر يوسف الخال وصوله اليوم إلى مكانته هذه، نتيجة تفرغه للمهنة وإعطائها الوقت الكافي من حياته العامة. فهو بدأها كطالب في مجال التصميم الغرافيكي، ومن ثم موظف في احد المصارف وبعدها مجرد ممثل جميل جسّد أدوارا خفيفة وبسيطة لم تقنعه ولم تدفعه إلى التقدم والظهور كما كان يرغب أو يحلم.. يقول: «لم ألد وملعقة الذهب في فمي، بل تدرّجت في أعمال عدة، وتبين لي أن مهنة التمثيل أو الفن بحد ذاته لا يستطيعان ان يؤمنا لي مطلبي في الحياة، لذلك كنت ابحث دائما عما يلبي طموحاتي»، ويضيف: «اليوم الوقت أصبح لمصلحتي في وجه عام، صرت اعرف ماذا أريد وكيف أحققه. وتحول الواجب إلى شغف فانطلقت بجهوزية معقولة».

والمعروف ان يوسف الخال سبق ان شارك في عدة مسلسلات تلفزيونية أشهرها «فاميليا» و«خطايا صغيرة»، إلا أن دوره في مسلسل «الينابيع»، الذي يعرض حاليا على شاشة (ال بي سي)، أدرجه على لائحة الممثلين الناجحين في لبنان، لا سيما أن الدور الذي يلعبه يتطلب قدرة على جذب المشاهد من خلال شخصية البطل المتناقضة والهادئة معا. ويوسف الخال الذي لفت الناس في بداياته بشكله الخارجي وليس بموهبته الممثلية، يؤكد انه عانى من هذا الأمر وجاهد للوصول إلى ما هو عليه اليوم بعدما كاد يفقد الأمل بذلك. فبرأيه ليس من السهل ان يثبت الممثل الجميل لمشاهده أن ما يتمتع به ليس مجرد شكل خارجي يؤكد نظرية «كن جميلا واصمت»، فلذلك هو ممتن اليوم لما أنجزه وحققه بعيدا عن المجال وانطلاقا من الموهبة. ويتمنى يوما أن يجسد أدوارا مركبة وقاسية وشرسة قد تتطلب منه أن يكون إنسانا مشوها مثلا كدور احدب نوتردام، عندها يقول يوسف الخال سأتكمن من إخراج كل ما في أعماقي.

ولا تقتصر نشاطات يوسف الخال الفنية على التمثيل فقط، فهو إلى جانب إجادته الغناء، خاض تجربة التقديم التلفزيوني من بابها العريض عندما اختاره المخرج سيمون اسمر ليقدم برنامج «هزي يا نواعم» أيضا على شاشة (ال بي سي)، الذي عاد من خلاله العز إلى خصر المرأة الشرقية، إضافة لن ينساها في مشواره الفني، لا سيما أن اسمر ليس مخرجا عاديا، ويقنع من يعمل معه بأنه نجم حقيقي فيستدرجه بطريقته غير المألوفة إلى إخراج ما في داخله بصورة لا شعورية ويمده بمعنويات مرتفعة. ويضيف: «عمل التقديم ليس بالسهولة التي يعتمدها الناس لأنه يتطلب جهوزية كاملة من المقدم وثقافة عامة لها علاقة بما يقدمه. فللوهلة الأولى شعرت أنني لست في المكان المناسب، نظرا لجهلي بالأمور الفنية، خاصة التي لها علاقة بالرقص الشرقي، ومن ثم لملمت كل ما استطعت إيجاده عن هذا الموضوع وجعلته خزانا أعب منه المعرفة كلما تسنى لي الوقت». وينهي قائلا: «استطيع القول إنني لعبت دور المقدم، لكني لست من عداد المقدمين المحترفين».

يذكر أن يوسف الخال ما زال يمارس دور التقديم في تلفزيون «روتانا موسيقى»، حيث يشارك في تقديم برنامج «روتانا اخبار»، الذي يلقي الضوء على آخر المستجدات الفنية وأخبار نجوم الفن العربي.

ولا ينتهي مشوار يوسف الخال الفني في إطار التقديم أو التمثيل، بل يتجاوز ذلك ليدخل المسرح من بابه العريض، فهو لم يقرع الأبواب الصغيرة لولوج هذا العالم كما تجري العادة، بل استعان به عمالقة المسرح في لبنان شخصيا ليكون واحدا من فريقهم، فاختير للعب دور البطولة إلى جانب رودني داغر في مسرحية «آخر يوم» المقتبسة عن قصة روميو وجولييت العالمية، والتي قولبها أسامة الرحباني لتواكب الزمن الحالي. فمثل وغنى بجدارة ما جعل الرحابنة يعرضون عليه مشاركتهم مرة جديدة في مسرحية «زنوبيا»، التي تعرض حاليا في «فوروم دي بيروت»، ليجسد دور الملك الذي راح شهيد وطنيته.

ويصف يوسف عمله في المسرح بأنه تكملة لشخصيته الفنية، وان دوره في «آخر زمن»، اختلف كثيرا عن دوره الحالي في «زنوبيا»، إن من حيث الشكل والمضمون، ولكل منهما نكهته وتأثيره عليه. كما أن مشاركته في المسرحيتين غناء وتمثيلاً لم تدفعه للإقدام على خوض غمار الغناء أو لينضم إلى لائحة المطربين المعروفين في لبنان والعالم العربي رغم تمتعه بصوت جميل. ويوضح قائلاً: «أنا لا املك مواصفات المطرب، ولدي خجل لا استطيع تجاوزه في هذا المجال، كما أنني لا أتمنى أن أصبح مطرباً أو أن اعمل جاهداً لتحقيق ذلك»، ويضيف: «أنا بطبعي هادئ ولا أحب أجواء التوتر السائدة في هذا الإطار، فالنجومية الغنائية تتطلب ذوباناً كاملاً مع الناس وأنا لا أجيد ذلك، خصوصاً اني أخاف هذه التجربة»، وينهي: «قد أتمكن من لعب دور مطرب، لكني لن أكونه في الواقع».

والمعروف أن يوسف الخال هو نجل الأديب والشاعر العريق الراحل يوسف الخال ووالدته هي الشاعرة والرسامة السورية مها بيرقدار الخال، وكلاهما حققا بصمة لن تتكرر على الساحة العربية، ويعلق على هذا الموضوع قائلاً: «صحيح أني انتمي لوالدين عريقين، لكني لا أشكل نقطة في محيطهما، وأنا واع لحقيقة واحدة وهي أني من دونهما ما كنت لأشكل شيئاً في هذه الدنيا».

ويضيف: «والدي مثلاً الذي أصر على تسميتي يوسف لأكمل مشواره من بعده، اشعر أحيانا بأن كل ما أقوم به يبقى مجرد محاولة لانجاز ما لم ينهه في حياته، فأنا لم آخذ منه بقدر ما أحاول أن آخذ عنه». ويصف نفسه بأنه يهوى الشعر، لكن ذلك لا يجعل منه شاعراً. أما والدته مها فيعتبرها قدوته وملهمته في حياته لأنها حصنته بعد وفاة والده وهو في عمر العشر سنوات ويقول: «أنا أتنفس منها، والمرأة بنظري شعلة مقدسة، يكفي أنها الأم، وأكن لها كل احترام شرط ألا تتخلى عن أنوثتها». ويصف يوسف الخال فتاة أحلامه بالمرأة الجميلة قلباً وقالباً، لان الجمال بالنسبة إليه لا يقاس بمعايير معينة، بل هو نسبي، واصفاً نفسه بالرجل المزاجي والأناني، لكنه في المقابل لا يمر يوماً من دون ان يشكر خالقه على النعم التي منحه إياها.

ونفى يوسف أن يكون قد ارتبط بشكل أو بآخر بالمقدمة التلفزيونية رزان المغربي، مشيراً إلى أن الوقت ما زال باكراً للتفكير في الزواج أو للبحث عن نصفه الآخر. أما الشهرة فبرأيه أعطته اسماً يفتخر به، لكنها حمّلته هماً جديداً وانتقصت من حريته. ويقول إنها تجعل صاحبها يتصرف كما يريده الآخرون أن يكون، وهو أمر يقيده.

وعن انجازاته يقول: «لم أنجز أياً من أحلامي الحقيقية، لكن فقط بعضاً من طموحاتي. فأنا أتطلع مثلاً إلى التمثيل مع جوليا روبرتس»، فهل يبقى ذلك حلماً؟