عبادي الجوهر بعد «جلسة طرب 2008»: ما زال الجمهور يحترم «العمل الأصيل»

قال لـ«الشرق الأوسط» إن بعض الشعراء أصبح يستسهل الكتابة.. والقنوات الموسيقية هدفها واحد

عبادي الجوهر (تصوير: عدنان مهدلي)
TT

طرح الفنان السعودي عبادي الجوهر أخيرا ألبومه الجديد 2008 على شكل جلسة طرب. اللون الذي طالما أبدع من خلاله الفنان عبادي الجوهر، وهو اللون الذي خص به عبادي، صاحب المشوار الممتد لأكثر من 35 عاما، جمهوره الذي يعشقه، سواء في السعودية أو الخليج، لذلك أدرك الجوهر هذه الرغبة فآثر إلا أن يحققها لجمهوره، خاصة أن عبادي يعتبر أحد أهم عازفي العود في الخليج والوطن العربي، لذلك قرر أن يطرح ثاني البوماته مع «روتانا» بطريقة الجلسة التي تصاحبها آلات شرقية بسيطة.

وذكر عبادي الجوهر لـ«الشرق الأوسط» أثناء زيارتها له في منزله بمدينة جدة (غرب السعودية) ان «الجمهور الخليجي متعطش لتقديم الجلسات، وانا الان ألبي رغباته، ومثل تلك الأعمال هي لوننا المحبب، وانا احاول قدر المستطاع عدم الخروج من طابعنا الشرقي». واضاف «الجمهور الآن اصبح واعيا ويعرف كل شي ويتابع وينتقد بخبرة المستمع، لذلك لا بد ان نكون حريصين في تقديم الاعمال الاصيلة، خاصة أن هذا الجمهور أصبح يبحث عن الشيء الاصيل، وهو متعطش للشيء الجميل ويفتقده احيانا». وشبه عبادي الجوهر محبة الجمهور للعمل الجديد بما قدمه أخيرا في اغنية «الجرح أرحم» التي لحنها وظهرت بطريقة الجلسة بصوته وصوت الفنان السعودي محمد عبده، حيث حازت اهتمام الجمهور الخليجي ومتذوق الفن بشكل ملحوظ، يقول «هذا دليل على أن الجمهور متلهف ومتعطش لمثل هذه الاعمال وهذا التجانس، فاهتمام الجمهور بهذا العمل دليل واضح على انه يفتقد مثل هذه الاعمال، فاحيانا هناك من يقول ان الجمهور لا يفضل العمل الاصيل لذلك لا بد من مجاراة العصر، انا ارى ان هناك جمهورا واعيا ومثقفا ولكن المسألة تحتاج الى الثقة والمحافظة على التراث والاصالة».

ورجح «ملك العود» كما يحب جمهوره العريض تسميته، ان تكون القنوات الموسيقية الموجودة بغزارة عبر التلفاز، والتي اسماها بـ«الراقصة» سببا في تدهور الفن وتشويش الصورة على الجيل الجديد. ويقول أبو سارة «لو أخذت الريموت كنترول وجلست تتأمل القنوات الموسيقية ستكتشف ان جميعها تدور في فلك واحد وهدفها واحد». وعن اختلاف أسلوب الشعراء وتشابه ادواتهم الشعرية، قال عبادي «ليس بالمعنى الذي قلته.. التشابه والاختلاف هما مشكلة بسيطة، حيث كان الشاعر في السابق يكتب القصيدة، أما الان فبعض الشعراء يبحثون عن «افيه» أو «لزمة» بمعنى الفكرة، او تجده يتبع اسهل اسلوب في الكتابة الشعرية وهو النص العمودي».

واضاف «عموما ليس هذا مقياسا، فالجيد بإذن الله لا يزال موجودا، وانا بابي مفتوح للمواهب والاسماء الجديدة، والجميع يعرف أنني أعطيت الفرصة لبعض الشعراء أمثال وليد العميران و«المعنى» وعوض الحارثي واخرين»، واصبحوا فيما بعد من نجوم الساحة.

وأفاد الجوهر بأن ألبومه الجديد يحتوي على 6 أعمال ممزوجة ما بين الجديد والفلكلور الجميل، وهي أغنية «إنسان» من كلمات الشاعر «المعنى»، والأغنية الفلكلورية المعروفة «يا عروس الروض»، وأغنية «ويش فيها» كلمات «المعنى» ايضا، وهناك أغنية «سيد العارفين» من كلمات الشاعر سعود الشربتلي، و«شوف لي حل» كلمات سعود سالم، وجميعها من ألحان الفنان عبادي الجوهر. أما أغنية «العيون الناعسة» فهي من كلمات الشاعر وليد العميران، وألحان حمدان بريجي. هذا وتعتزم «روتانا» إقامة احتفال كبير يليق بالفنان الكبير عبادي الجوهر في كل من جدة والكويت بهذه المناسبة.