الفنانون بين التحصيل الأكاديمي وتجارب الحياة

راغب علامة: الحياة خير مدرسة >أليسا تركت القانون >أمل حجازي تفرغت لهندسة الفن

اليسا («الشرق الاوسط»)
TT

لا تشكل الدراسات الجامعية عنواناً ينسجم مع مسيرة الفنان عامة. فعادة ما تبدأ سيرة الفنان بهروبه من المدرسة للالتحاق بهوايته المفضلة الا وهي الغناء او العزف، ومرات اخرى يروي مطرب ما انه في بداياته فضل شراء آلة عود او ناي بدل تسديد قسطه المدرسي، واحياناً ينطلق في مشواره الفني على امل ان يصقل موهبته بدراسات موسيقية لانها برأيه تفيده اكثر من دراسة مضنية يمضيها في المحاماة او الهندسة او ادارة الاعمال.

وتنحصر لائحة الفنانين اللبنانيين الذين انهوا دراساتهم الجامعية بقلة منهم امثال رايان الذي انطلق في عالم الغناء منذ فترة قصيرة بعد ان انهى تخصصه في المحاماة. وهو يؤكد انه ما زال يطلع على المواد والبنود الخاصة في القانون اللبناني وان ذلك يجعله يحصن نفسه ضد اي مطبات يمكن ان يقع فيها جراء توقيعه عقدا ما يتعلق بحفلة غنائية يحييها او بشروط لانتاج عمل فني خاص به. اما الفنان يوري مرقدي الذي درس التسويق والاخراج فقد انتقل الى الغناء بالصدفة عندما لحن اول اغنية له اطلقته في عالم الفن بعنوان «عربي انا»، الا انه ما زال يمارس عمله في حقل الاعلان وهو من الاشخاص المعروفين والمحترفين بهذا المجال.

من ناحيتها، الراقصة اماني وجدت في دراسة علم النفس غاية تبرر طريقة اختيارها لخطوات الرقص التي تحترفها منذ صغرها الامر الذي سهل عليها مواجهة جمهورها من ناحية والتعامل مع خصرها النحيل من ناحية اخرى. اما المطربة جاهدة وهبي والحائزة دراسات عليا في الاخراج والتمثيل، فأنهت ايضاَ تخصصها في علم النفس كما درست لمدة تسع سنوات متتالية في معهد الموسيقى الوطني اللبناني اصول الغناء الاوبرالي العربي والموسيقى الشرقية.

وتعتبر جاهدة من المطربات القليلات اللواتي خصصن للدروس الجامعية مجهوداً اضافياً اذ رفضت ان تدخل المجال الفني الا من باب العلم والاحتراف الموسيقي وهي تمارس هواية قراءة مجلدات فلسفية وموسيقية معروفة.

من ناحيته، الملحن طارق ابو جودة لم يجد في دراسة المحاماة التي بدأها فور تحصيله المدرسي الا وسيلة يقنع بها اهله بان الموسيقى مجرد هواية لا ينوي امتهانها ثم ما لبث ان اتخذ منها حرفة وضعته على لائحة اهم الملحنين اللبنانيين والعرب على الساحة الغنائية.

ويروي الفنان جاد شويري قصته مع الدراسة الجامعية واصفاً اياها بالقضاء والقدر اذ ان والديه اصرّا على تحصيله الدراسي والا قاطعوه رافضين تماماً فكرة انتسابه الى عالم الفن. ويقول جاد: «تقدمت الى امتحان معهد الطب ونجحت لاظهر لوالديّ حسن نيتي لكني واجهتهما برغبتي في درس الاخراج التلفزيوني والسينمائي فوافقا على مضض». وبالفعل تخرج شويري من جامعة السوربون في باريس حائزاً شهادته في الاخراج، الا انه تحول في النهاية الى الغناء والتلحين الامر الذي تسبب له بمشاكل مع والديه انتهت منذ فترة قصيرة.

اما الفنانة دومينيك حوراني الحائزة على ماجيستير في ادارة الاعمال فقد اكملت اختصاصها الدراسي تلبية لرغبة والدها من ناحية ولشغفها بعالم الاعمال من ناحية اخرى. ودومينيك التي تنتظر اليوم مولودها الاول بعد ان تزوجت من احد رجال الاعمال لم يثنها تخصصها عن امتهان الغناء الذي تعتبره عالماً يحتاج الى معرفة والمام اكتسبتهما من دراستها الجامعية.

وتغيب الاختصاصات الجامعية تماماً عن نجوم الفن في لبنان امثال راغب علامة، عاصي الحلاني، نوال الزغبي ونجوى كرم الذين بدأوا مسيرتهم الفنية في اعمال صغيرة ولم يتسنَ لهم اكمال دراساتهم لانخراطهم في العمل الفني.

ويقول راغب علامة ان الحياة هي خير مدرسة علمته تجاربه فيها كيف يواجه التحديات ويقاوم المغريات، مؤكداً انه يحاول تثقيف نفسه بنفسه من خلال قراءات خاصة وتعلم اللغات.

اما اليسا التي درست الحقوق سنة واحدة فشغلها الفن وتركت القانون الى غير رجعة، كذلك الامر بالنسبة الى امل حجازي التي بدأت تخصصها في علم الهندسة الداخلية ثم ما لبثت ان تفرغت للفن. اما المطربة ميسم نحاس فقد درست ادارة الاعمال ولكنها لم تمتهن في حياتها سوى الغناء.