النجوم العرب والصحافة الفنية.. من مصدر الشائعات ومن الضحية؟

دريد لحام: «الكذبة البيضاء» موجودة >جيني أسبر: الكذب في الفن موجود لأنه مجتمع مخملي

TT

يعتبر الكثير من النقاد أن الفنانين مصدر للشائعات سواء في حياتهم الشخصية، حيث هم مصدر مهم للكذب الذي يلاحقهم بسبب وبدون سبب أو في طريقة حياتهم وفي تعاملهم مع من حولهم فما مدى صحة هذا الكلام وهل حبائل الفن طويلة عند الفنانين وهل الفنان ضحية سهلة للكذب وللخداع، حيث يعتبرهم البعض مجالا سهلا للوقوع في حبائلهم بهدف ابتزازهم والحصول على المال أو أشياء أخرى منهم في هذا السياق رصدت «الشرق الأوسط» آراء عدد من نجوم سوريا حول الكذب والقصص التي تعرضوا لها في هذا السياق فكانت وجهات نظرهم متباينة حول الموضوع فمنهم من كان صريحا جدا في حديثه معنا ومنهم من كان مقتضبا في اجاباته التي دارت حول نقاط طرحناها عليهم ومنها: بم ترد على تهمة بأن معظم الفنانين والنجوم يلجأون للكذب في تعاطيهم مع محيطهم الفني والاجتماعي؟ وهل تعترف بالكذبة البيضاء،ومتى تستخدمها في حياتك؟ وعلى كرسي الاعتراف ما هي الكذبة التي تندم عليها وبحق من كانت؟ ومن يكذب عليك عادة؟ وما هي اكبر كذبة وقعت ضحيتها؟ وما هي أبرز الاشارات في الوجه التي تدلك على كذب الشخص الذي يخاطبك؟

وكانت البداية مع الفنان السوري دريد لحام الذي تحدث قائلا: التعميم بأن كل من يعمل في الفن يكذب لا يجوز وكل انسان يضطر للكذب أحيانا وفي تقديري الكذب يصبح واجبا اذا كان في سبيل الاصلاح والكذب موجود عند كل البشر وليس فقط عند الفنانين. وعن الكذبة البيضاء قال دريد لحام هي موجودة وكلنا نستخدمها عند الحاجة لها وهي تستخدم في أماكن وأزمنة محددة ولمقاصد الخير فقط وللاصلاح بين الناس وهي مشروعة بل واجبة أحيانا عند الاضطرار لها ولتفادي حصول مشكلة ما. وعن الكذبة التي ندم عليها قال دريد أهم كذبة هي نكراني أمام زوجتي لصداقة جمعتني ذات يوم بانسانة وهي قصة قديمة فأنكرت حينها وكذبت على زوجتي بشأنها ولكنني عدت واعترفت لها بالحقيقة وسامحتني عليها.. وقال إن من يكذب دائما هو الشخص الضعيف الذي لا يجرؤ على المواجهة وقال إن شخصا يشعر بضعفه امام الآخرين فهو يلجأ للكذب وهو دائما سلاح الضعفاء والخائبين والقوي لا يكذب أبدا ولا يمكنه الا ان يكون صادقا. وقال إنه لم يقع يوما ضحية لكذب أحد لأنه حريص جدا ويستخدم عقله وخبرته في تعاملاته مع الآخرين، خاصة من يقابلهم لأول مرة. وقال إنه يكتشف عادة كذب من امامه عن طريق عيونه وملامح وجهه والعيون فضاحة وهي أهم ناطق صامت ومن نظرة العين يعرف الشخص ما بداخل كل انسان يواجهه.

أما الفنان باسل خياط فيرفض تهمة ان معظم الفنانين يكذبون وقال إن ربط الكذب بالفن تهمة كبيرة وتجنٍ على الكثيرين وأضاف، لا شك الفنان أحيانا قد يضطر للكذب من باب النفاق الاجتماعي وعلى اعتبار أنه شخصية اجتماعية واعتبارية فيجب أن يكون له شخصية مناسبة للناس وقال إن الكذب لأجل الترويج موجود عند بعض الفنانين والمطربين وهو مردود على صاحبه وفي النهاية لا يصح الا الصحيح. وقال إنه يرى بأن الكذبة البيضاء تستخدم في كل مجتمع وهي ضرورية ويستخدمها مع من حوله أحيانا لتفادي مشكلة ما، حيث يكون الصدق ضارا حينها وهي تستخدم في ظروف خاصة جدا. وقال إنه كذب عدة مرات ولكن لا يحضره شيء مهم لذكره لقراء ام بي سي نت وقال: أحيانا أضطر للكذب على البعض ولكن كذبه دائما خفيف وليس مؤذيا وقال باسل إنه يرفض الكذب عموما ويعرف عنه في وسطه ومع من حوله جرأته لدرجة الوقاحة في توصيف حال من أمامه وهذا يسبب له مشاكل أحيانا.

وقال إنه لم يقع يوما ضحية لكذبة احد وهذا من عناية الله وقال إنه حذر جدا مع الآخرين ويحسب حساب كل خطوة قد يخطوها دائما حتى لا يتفاجأ بعواقبها مستقبلا وقال في أحيان كثيرة ذكاؤه يكون منقذا له من الوقوع في حبائل كذب الآخرين. وقال إن ما يساعده على كشف كذب من أمامه هو عيونهم ومثلث العين والأنف يفضح كثيرا الشخص الكاذب ويميزه عن الصادق.

أما الفنان جمال سليمان فيقول مقولة إن الكذب من قبل الوسط الفني تجاه من حولهم منتشرة هي مقولة صحيحة لحد كبير فهم يكذبون في حياتهم الاجتماعية ولقاءاتهم كثيرا والسبب أننا نحب أن نقدم أنفسنا كما يحب الآخرون ان يرونا عليه ولأجل الحصول على محبة الناس يكذب بعض الفنانين. وقال إنه لا يعتقد بوجود الكذبة البيضاء مع أنه يستخدمها احيانا وفي ظروف معينة لتفادي مشكلة ما ويضيف أحيانا يكون قول الحقيقة عملا لا أخلاقيا ويفضل ممارسة الكذب لتفادي ما قد يحدث من ضرر. وقال إنه لا يذكر كذبة ارتكبها يوما ضد أحد. وعن من يكذبون عليه قال البعض يكذب لتمرير مصالحهم الشخصية وغالبا أستطيع وبسهولة كشفهم وأعرف أنهم يكذبون فقط لمصالحهم الخاصة. وقال إن أكبر كذبة وقع فيها كانت في مصر العام الماضي من قبل شركة تدعى الحوت عندما اتفقوا معه على أن يعمل معهم في فيلم (ليلة واحدة)، حيث ألغى عقودا كثيرة بسبب هذا المشروع ليكتشف فيما بعد أن الجهة المنتجة لا تمتلك المال الكافي للقيام بالفيلم وكانت كل وعودها مجرد كذب فتوقف المشروع وكانت درسا استفدت منه كثيرا. وقال إنه يستطيع كشف كذب من حوله بكثرة حلفهم وبالمبالغة في الحديث والتملق والعواطف وهذا دليل على أنهم يكذبون ويتملقون لتحقيق أهدافهم والكثيرون ممن يبالغون في تحمسهم في خطاباتهم لأوطانهم هم أيضا يكذبون على الناس وهم أول من يتخلى عنها في الشدائد وفي أزمنة الصعاب.

الفنان أيمن رضا بداية رفض المشاركة في الموضوع وقال إن الدنيا كلها كذبة والجميع فيها يكذبون على بعضهم وقال إن الفن كله كذبة يضحكون فيها على الناس وقال انه لا يوجد انسان لا يكذب والفن جزء من المجتمع ومرآة تعكس حال المجتمع. وقال إن الفنان بعد أن ينتهي من عمله يعود انسانا كالآخرين يكذب ويصدق ويضحك، لكن لأن الفنان مسلط عليه الضوء فينظر له على أساس أنه مختلف عن الآخرين في كل شيء وهذا كلام ليس صحيحا. وقال إن كل الكذب موجود الأبيض والأسود وقال إنه يضطر للكذب الأبيض أحيانا ولكنه يرفضه ولا يحبذه ولكن ظروف العمل وظروف الفنان تفرض عليه الكذب الأبيض الذي يعتبره أحيانا من باب المجاملة. وقال إنه لم يرتكب كذبة كبيرة بحيث يمكنه ذكرها في هذا السياق وعلى كرسي الاعتراف وقال إن أهم من يكذب على الفنان هو المجتمع وشركات الانتاج الوهمية وكل من حوله وهو بالتالي يكذب عليهم ليجاملهم. وقال إن الكاذب يفضح نفسه من خلال وجهه وعيونه وملامحه وكلامه وبالتالي من السهل كشفه عند الأشخاص الأذكياء ومن يفتقرون للذكاء هم دائما ضحايا لكذب الآخرين.

الفنانة جيني أسبر قالت ان الكذبة البيضاء موجودة وهي منتشرة وقالت إنها شخصيا تضطر كثيرا لاستخدامها من باب المجاملة ومن باب طيبة القلب وحسن النية تجاه الآخرين وتضيف: الوسط الفني مليء بالكذب الاجتماعي لأنه مجتمع مخملي بطبعه فالبعض يضطر للكذب ليبرر مثلا تصرفا معينا أو ظرفا حصل معه او فشلا في زواج أو عمل ما ليتفادى المجتمع الذي لا يرحم أبدا وتضيف أحيانا الكذب أفضل من الصدق والعفوية وهو ينقذ في مواقع عدة من الأزمات والمشاكل وتضيف إن الصدق دائما منجي لصاحبه وهي تفضله مهما كانت نتائجه. وعن أكبر كذبة كذبتها تقول جيني إنها لا تتذكر شيئا مهما ولكن لكل انسان هفواته واخطاؤه. وعن من يكذب عليها عادة تقول جيني المجتمع ومن حولها من الوصوليين ومن الذين يحاولون الاستفادة منها للعمل في الفن ولاشراكهم في أعمال درامية سورية وتضيف: هم كثر في الوسط الفني السوري. وعن أكبر كذبة تعرضت لها تضيف جيني هي كذبة اصابتي بالايدز وتعرضي لحادث سير أليم بعد تصويري لأحد أعمالي التلفزيونية فكنت أجسد دور مريضة بالايدز وأتعرض لحادث سير وتحول الموضوع من دور في مسلسل الى شائعة يتناقلها الناس وتنشرها الصحف والمجلات العربية. وتقول إن الكذاب غالبا ما تكشفه حواسه وعيونه وحركاته وكلامه.

الفنانة صفاء سلطان ترفض وصف الوسط الفني بانه مجتمع كاذب وقالت الكل يكذب وهناك ظروف معينة يكون فيها الكذب مطلوبا، بل ومفيدا ولكنه على الأغلب مضر وسيئ وتقول إنها تؤمن بالكذبة البيضاء والتي تكون عندها الصراحة مضرة، بل أحيانا خرابة بيوت وتضيف انها تستخدمها أحيانا للضرورة ومع الناس وعند احراجات البعض ممن لا يقدرون ظروف المهنة وتقاليدها وهي تعتذر أحيانا عن الدعوات وتتحجج بقصص غير واقعية وهي كذبة بيضاء لا تضر أحدا ولكن بهدف الاعتذار بلطف من الحضور للحفل. وقالت إنها غالبا ما تقع ضحية لكذب الآخرين، خاصة الشائعات المغرضة والكاذبة. خاصة قصص الزواج والطلاق من المشاهير والأثرياء التي تثيرها بعض وسائل الاعلام ضدها وغالبا ما تعتمد على معلومات مغلوطة وغير واقعية. وتضيف إنها تكتشف كذب الآخرين وبسرعة من خلال عيونهم وحركات وجههم التي تفضح سريرتهم.