مالك مكتبي: تخطيت الخطوط الحمراء

مقدم البرامج التلفزيونية قال إن وجوده في السعودية 15 عاما سهل مهمته

مالك مكتبي («الشرق الإوسط»)
TT

استطاع المقدم التلفزيوني مالك مكتبي، ومنذ اطلالته الاولى في برنامج «أحمر بالخط العريض» الذي يعرض عبر شاشة L.B.C الابتعاد عن المطولات والنظريات والمقاربات العلمية، ليقدّم مادة حيوية «طازجة» يسلّط الضوء عليها وضمن المسلمات الاجتماعية المتبعة في العالم العربي، رغم انها تتناول مواضيع جريئة يدخل بعضها في خانة المحرمات الاجتماعية (Taboo).

ومالك الذي جاء الى عالم الاعلام بعدما تابع دراسات جامعية في مجالي التجارة والعلوم العليا، يقول إن المملكة العربية السعودية هي التي ساهمت في تزويده بأرضية ثابتة فيها المعرفة والوعي والتفكير السليم، فمالك امضى اول خمسة عشر عاماً من حياته في السعودية، الامر الذي سهّل مهمته الاعلامية، التي ترتكز على إلقاء الضوء على معاناة المجتمعات العربية، وعلى كيفية التعامل مع تلك المجتمعات ضمن أطر التقاليد العربية المعروفة. ويقول: «ليس صحيحاً ما يشاع عن ان السعودية بلد يعاني من مشاكل اجتماعية غير موجودة في دول شقيقة اخرى، لاننا جميعاً في لبنان والعالم العربي لدينا الهواجس والمشاكل نفسها، الخطوط الحمر نفسها، وكل على طريقته وضمن المسلمات التي يؤمن بها. وفي «احمر بالخط العريض» اردت ابراز هذه الصورة، وتعريف المشاهد العربي لاي بلد انتمى، اننا العرب متشابهون ولدينا المعاناة نفسها».

وعما اذا كان يواجه صعاباً في اجراء الريبورتاجات المصوَّرة، او في عملية استدعاء الضيوف للتحدث عن تجاربهم الشخصية في موضوع ما، اكد مكتبي انه يصر في مختلف حلقات برنامجه على استضافة الشباب العربي، الذي يتطلع الى الامور بطريقة غير تقليدية مختلفة عن الاجيال السابقة، كما انه يدرس بدقة التعابير التي عليه استعمالها خلال معالجة الموضوع، حتى لا يقع في مطبات هو في غنى عنها، خصوصاً ان البرنامج يعرض مباشرة على الهواء.

البطالة، التعارف، الموسيقى، الفتيات المستقلات، الموضة، التحول الجنسي، الإدمان، مواضيع منوعة تطرّق اليها «أحمر بالخط العريض» في العمق، واستقدم ضيوفاً من السعودية والمغرب ومصر واليمن ولبنان، ليؤكد ان البلدان العربية متشابهة وتعاني من المشاكل نفسها. ويختار مالك ضيوفه بعد تحضير دقيق للنص يواجه في كل مرّة تحديات معينة، الامر الذي يجعله يتشبث اكثر بالفكرة التي يعالجها. ففي حلقة الموسيقى وظاهرة «الراب»، تمكن من اجراء مقابلة حصرية مع الشاب السعودي الملقب بـ«كلاش»، الذي خرق الخطوط التقليدية في الموسيقى في بلده، من خلال اغانٍ استعمل فيها تعابير جريئة واحياناً متطرفة، فواجه حكماً من القضاء السعودي. أما في حلقة التحول الجنسي فقد استقبل المغربية نور، التي روت للمشاهدين المعاناة التي عاشتها قبيل تحولها الى امرأة لتصبح اليوم فتاة معروفة في بلدها. وفي حلقة الموضة سلط مكتبي الضوء على حالات انسانية واجتماعية تأثرت بأجواء الموضة عن كثب، فاستقبل لبنانية عانت الامرين بعد اصابتها بمرض فقدان الشهية «الانوركسيا» لتحويل جسمها السمين الى نحيل شبيه باجسام عارضات الازياء.

وكذلك عرّج على مهنة عرض الازياء من بابها العريض في السعودية، فاستقبل فتاة سعودية تعمل في هذا المجال. ويقول مكتبي: «لا شك في ان القلق والمسؤولية عاملان اساسيان يسيطران على فريق الاعداد وعلي شخصياً منذ بدء التحضير للبرنامج حتى موعد عرضه مباشرة على الهواء، ولكن أهم من كل ذلك اني استطعت اثبات خطواتي الاعلامية ووضع النقاط على الحروف امام المشاهد العربي الذي تهمه هذه النوعية من المواضيع». ويضيف: ان برنامج «احمر بالخط العريض» شكل فرصة اتشبث بها واتمنى ان تنعكس ايجاباً على المشاهدين.