نجوم الرياضة تحت أضواء السينما

من تايسون إلى مارادونا

تايسون مع المخرج توباك
TT

لم تعد «كان» في مهرجانها السينمائي مجرد احتفالية خاصة بنجوم السينما وصناعتها وحسب، وإنما أصحبت ملتقى كل المشاهير من نجوم السينما والتلفزيون إلى عارضات الأزياء وبعض شخصيات عالمي الاقتصاد والسياسة. ونجوم الرياضة لهم من ذلك نصيب، ولم يقتصر ظهورهم على الحضور الشرفي على السجاد الأحمر أو في حفلات «كان» الساهرة، بل امتد إلى حيث العروض السينمائية ذاتها. فقد كان من بين عروض المهرجان الرسمية عرضان لشخصيتين رياضيتين جدليتين، وصلت كل منهما إلى أعالي المجد ثم انهارت بين ليلة وضحاها، فصنعت في عالمهما حالة استثنائية في عالم الشهرة والنجومية. أما الأول فهو فيلم «تايسون» الذي عرض ضمن تظاهرة «نظرة ما» وقام بإخراجه المخرج والسيناريست الأميركي جيمس توباك (Fingers,Bugsy) الذي يشارك لأول مرة في مهرجان «كان». والفيلم يمثل رحلة طويلة جدا لتوباك مع تايسون تعود إلى أكثر من 15 عاما عندما برز اسم تايسون لأول مرة على المستوى العالمي. وسبق وان قام بعدة مقابلات ولقاءات منذ عام 1989 مع النجم الصاعد. وقد ظهر تايسون قبل هذا الفيلم في أكثر من عمل لتوباك آخره كان في فيلم Black and White عام 1999. ومن هذه المادة الضخمة التي تم جمعها طوال تلك السنوات، قام توباك بالشروع في مشروعه الجديد الخاص بتايسون الذي عرض قبل ثلاثة أيام في «كان» ولقي عندها إعجابا واسعا. حول ذلك، يقول توباك: «إنها قصة تراجيدية كلاسيكية حول شخص يصعد نجمه إلى درجة غير متوقعة وغير متصورة ثم يقوم بتدمير نفسه من خلال عنجهيته وتهوره الطائش. لقد وصل إلى الحضيض، إلا انه قام بإعادة تأهيل نفسه بنفسه، إلى أن بلغ من الشهرة ما فاق شهرته السابقة، إنه أيقونة عالمية وشخصية متطرفة التصرفات».

ومن جهة أخرى قام المخرج البوسني الشهير امير كوستاريكا بعرض فيلمه «مارادونا إخراج كوستاريكا» خارج المسابقة. وهو يدور حول أسطورة كرة القدم الارجنتينية دييجو مارادونا. كوستاريكا الذي يعد نفسه احد اكبر معجبي مارادونا يقول عن نفسه: «إنني احد تلك الملايين حول العالم التي قفزت فرحا وابتهاجا بهدفي مارادونا الشهيرين بمرمى انجلترا في نهائي كأس العالم عام 1986، إننا كنا في أوروبا الشرقية نشعر بما تشعر به شعوب أميركا اللاتينية بهذا الانتصار السياسي المبطن ضد الإمبريالية الغربية الرأسمالية». المشروع بدأ فيه كوستاريكا قبل 3 سنوات انتقل فيه ما بين بيونس ايرس، حيث يقيم ماردونا وبين نابلي في ايطاليا حيث كان يلعب مارادونا في الثمانينات من القرن الماضي. والفيلم يدور بصورة أساسية حول المفارقات التي نشأت من صورة الأسطورة المطبوعة في مخيلة معجبيه حول العالم، ومارادونا الإنسان بذاته الذي يحمل أفكاره الخاصة، حيث تبرز شخصيته كشخصية ساخطة وعابثة في ذات الوقت، ثورية وعبثية في آن واحد. ويقول في ذلك المخرج البوسني: «إني أريد أن أبين في الفيلم انه على الرغم من كل التناقضات التي حفلت بها هذه الشخصية إلا أنها لم تصبح أسطورة شهيرة ومحبوبة لأجل ذلك وإنما أصبحت أيقونة عالمية بسبب انجازاتها، وعبقريتها داخل الملعب».