عرابة المسلسلات التركية: سحبنا البساط من المسلسلات المصرية والسورية

لورا أبو أسعد قالت لـ«الشرق الاوسط» إن «نور» سيصل لـ200 حلقة.. والمشاهد يبحث عن «البساطة»

لورا أبو اسعد («الشرق الاوسط»)
TT

حققت الأعمال التركية التي تدبلجها شركة «سامة» للإنتاج الفني في سورية، والتي تشرف عليها الفنانة السورية لورا أبو أسعد، نجاحا كبيرا كتلك النجاحات التي حققتها مسلسلات مثل «باب الحارة»، فقد تفاعل الجمهور العربي مع أحداث مسلسلي «سنوات الضياع» و«نور»، اللذين يعرضان على شاشة قناة (إم بي سي) الفضائية، لدرجة أن جزءا كبيرا من المشاهدين العرب انقطعوا لمشاهدة الأعمال التركية المدبلجة واستغنوا بها عن الأعمال المكسيكية والعربية التي تعرض على الشاشات العربية حاليا.

فهل ستسحب هذه الأعمال البساط من تحت الأعمال السورية والمصرية وغيرها؟ ولماذا لم يعد المشاهد العربي يتابع سوى الأعمال التركية في هذه الفترة؟ ولماذا حظيت المسلسلات الدرامية التركية المدبلجة إلى اللهجة السورية بمتابعة جماهيرية واسعة.

«الشرق الأوسط» قامت بالاتصال بعرابة المسلسلات التركية المدبلجة لورا أبو أسعد، للوقوف على سبب هذا النجاح، وللحديث عن الدراما التركية، لا سيما مسلسلي «نور» و«سنوات الضياع»، فقالت: «إن الفكرة نشأت بداية حين عملت منذ عامين مع الأتراك، حيث طلبت مني شركة تركية للإنتاج الفني المشاركة في فيلم تركي بعنوان «العودة الى الوطن»، وكانوا يبحثون عن فنانة سورية تجمع بين الملامح الشرقية والغربية، فطلبوا مني المشاركة في الفيلم، وكان دوري يتحدث عن فتاة توفي حبيبها في الحرب وأصيبت بأزمة نفسية جراء ذلك، فتعرفت على شاب جمعتها به علاقة حب وتصبح عشيقته وتجد مبتغاها فيه وتقدم له كل شيء وتضحي بنفسها من اجله وتنقذه من حبل المشنقة. لكنه في النهاية يقرر تركها ليعود إلى خطيبته التركية، فتنهار ويصيبها الاكتئاب النفسي مجددا».

وتضيف أن «الدور جميل ولفت نظر الفنانين الأتراك، وبعده جاءتني عدة عروض للعمل في أفلام تركية، كان أحدها فيلما وثائقيا عن بعض ملامح إستانبول التاريخية مع مخرجة من النمسا. وهناك في تركيا تعرفت على الأعمال التلفزيونية التركية القريبة من بيئتنا السورية خاصة، والعربية عامة، والبعيدة عن الإسفاف والإباحية الموجودة في المسلسلات المكسيكية، وأعتقد أنها بديل لها، فعُرضت الفكرة عليّ من أحدهم، والحمد لله وجدت مَن يتبنى الفكرة في سورية والمشروع جيد، وقد قبلت الأعمال المقدمة من قِبل عدد من الفضائيات العربية، وهي تعرض على بعضها حاليا». وأفادت أن مشروع الدوبلاج هو خيار لها كي يبقى لها خيار الرفض وعدم التنازل أمام ضغوط الحياة والاشتراك في مسلسلات فاشلة، وأنها شخصياً ليس لديها استعداد للبقاء تحت رحمة الشرط غير الصحي الموجود اليوم في الدراما السورية.

وتضيف لورا أنها حاليا مشرفة عامة على مشروع ضخم وكبير لدبلجة المسلسلات الأجنبية وأغلبها من تركيا، وهناك أفلام وثائقية أيضاً، والمشروع لمصلحة شركة «سامة» للإنتاج الفني، والجديد والمهم في الأمر أن دبلجة المسلسلات تتم باللهجة العامية السورية، والمفاجأة أن هذا الأمر كان له صدى هائل لدى الجمهور العربي. وقبل رمضان الماضي عرض مسلسل بعنوان «إكليل الورد» على مدى سبعين حلقة، وكانت له أصداء إيجابية للغاية وفتح لنا آفاقاً عديدة.. «أنا أحاول التأسيس لمشروع فني حقيقي، وأحاول أن تأخذ كل الأطراف حقوقها من المنتج إلى الممثل إلى الفني، وهي معادلة صعبة، وقد عمل معنا نجوم كبار في هذا المشروع وأسماء معروفة وخريجون جدد وممثلون موهوبون ومغمورون وبشهادة الكل التجربة ممتعة».

وتضيف لورا أبو أسعد بأن من أهم أسباب نجاح مسلسلي «نور» و«سنوات الضياع»، هو الفنان السوري المبدع في مجال الدبلجة، بحيث اعتقد الكثيرون في العالم العربي بأن العمل سوري قبل الانتباه الى كونه تركيا، لكن يقدم باللهجة السورية.

وتتابع: «بلا شك بأن حب المشاهد العربي للهجة السورية ساهم في نجاح هذه الأعمال الى جانب كون قصتها جميلة وفيها الكثير من عوامل الجذب للمشاهد العربي، إضافة لكون القصة المقدمة في الأعمال التركية بسيطة وفيها الكثير من الحب والعادات والتقاليد الاجتماعية الجميلة».

وقالت لورا أبو اسعد: «ما لفت نظري أيضا في مسلسلي «نور» و«سنوات الضياع»، الحبكة الجيدة والقصة البسيطة وأماكن التصوير المميزة وجاءت الدبلجة إلى اللهجة السورية لتعطي للعملين بصمتها».

وترى أن «نور» أكثر بساطة من «سنوات الضياع»، الذي يميل نحو المأساوية، وترى أن الاختيار الذكي هو في نوعية الأعمال القريبة من البيئة الشامية في الأفكار والعادات والتقاليد وحتى في البيوت والأسماء، ما أعطى لهذه الأعمال جماهيريتها، إضافة إلى كون «نور» مثلاً يعتمد على حدث تتبادله كل الشخصيات في كل المشاهد كما في «باب الحارة»، وتبدو هذه العملية محببة للجمهور.

وتحدثت لورا أبو أسعد عن مدى صعوبة العمل وظروفه، لا سيما في أجواء تراها لورا غير احترافية، ما أضاف نوعاً من المشقة والمتاعب، خاصة أنه كان هناك رهان من الفنانين على النجاح والتميز والإخلاص وبذل جهود مضافة كي تأتي عمليات الدبلجة بصورة قريبة من الناس، فليس من السهل، برأي لورا، أن توصل الإحساس والانفعال لدى الممثل بالصوت وحده.

وتضيف: «نحن مثّلنا بالصوت، لكن فنياً بذلنا جهدين، جهد ممثل وجهد الصوت بالحس المناسب، بل الأكثر من مناسب»، كاشفة أن الفنانين السوريين تفوقوا أحياناً في مسألة الأحاسيس وانفعالاتها على الفنانين الأتراك.

وأوضحت لورا أبو أسعد أنه تم حذف بعض المشاهد لأن المحطة هي للأسرة العربية، وإن كانت لا ترى في العملين المدبلجين إباحية، فالأتراك «محافظون» مثلنا، لكنهم «منفتحون» أكثر قليلاً.

وتقول لورا: «الاتصالات والرسائل الإلكترونية الكثيرة التي تلقيناها أثناء عرض مسلسل «نور»، كشفت عن مدى المتابعة الكبيرة للمسلسل ويحرص الناس على معرفة ما ستؤول إليه الحلقات المقبلة من أحداث يترقبونها».. وتضيف: «نحن نحرص على عدم حرق قصة العمل وعدم الكشف عن بعض الأحداث، لكن الأجواء العامة للمسلسل ستكون ممتعة وستصل حلقاته إلى 200 حلقة تقريباً، وهي تدور في ذات الإطار الذي لمسه المتابعون».. مؤكدة «أن كل شيء جائز في الدراما التركية».

وختمت لورا حديثها بأنه بناء على رغبة الناس وحبهم للأعمال التركية، فستكون هناك أعمال تركية أخرى قيد الدبلجة في الفترة المقبلة، وسيتم انتقاؤها بشكل يناسب متطلبات وبيئة الجمهور العربي في كل مكان.