الرحباني الصغير يقدم «بشرفكن حدا يحركش»

تحكي تجارب لبنان المؤلمة

TT

أكد الموسيقي اللبناني غسان الرحباني، أن الأغاني الوطنية من شأنها أن تؤثر إيجاباً في المشاهد او المستمع، ليس ظرفياً، بل على المدى البعيد، لأنها تحمل في طياتها دائماً رسالة ما قد يستوعبها بعد فترة.

وأشار إلى ان مواضيع الأغاني الوطنية التي يقدمها غالباً ما تنبع من واقع مرير يعيشه فيترجمه على الورق وبنوتات موسيقية، موضحاً ان الأغنية الأخيرة التي أهداها للشعب الارمني بعنوان «نحنا هون منعيش»، استوحاها من موقف تعرض له الأرمن في لبنان أثناء الانتخابات النيابية الأخيرة في المتن.

وأضاف انه معجب بتاريخ هذا الشعب المؤمن بنفسه، الذي شكّل ركيزة شعبية لا يستهان بها فيحسب له ألف حساب في أي حدث او أزمة يتعرض لها لبنان.

والأغنية التي كتبها ولحنها غسان هي من إخراج فؤاد خوري وقد أنتجت بدعم خاص من حزب الطاشناق الارمني، خصوصاً ان ذلك تطلب عناصر ضخمة وكثيرة وقد شارك في الشريط حوالي الالفي شخص.

واعتبر الرحباني ان أغنيته الأخيرة «كرمال اللي عم بموتوا»، تحوّلت الى رسالة فيها الكثير من الثورة، واستطاعت ان تجاري مختلف الأحداث والأزمات التي يتعرض لها لبنان منذ فترة.

ورأى غسان الرحباني، وهو نجل الياس الرحباني، الأخ الأصغر للأخوين رحباني منصور وعاصي، أن الأغنية الوطنية الناجحة تكون نتيجة عمل فردي واحد وفكر واحد، او بكلمة أخرى كما قال تكون من النوع الديكتاتوري، لان الديمقراطية غير موجودة في الفن. وهناك دائماً شخص واحد يستفيد من نجاحها والدليل على ذلك ان السيمفونيات الشهيرة كانت نتاج مجهود أعمال فردية.

ويحضّر غسان لإطلاق أغنية وطنية أخرى بعنوان «بشرفكن حدا يحركش»، من المتوقع ان تعرض قريباً على شاشات التلفزة. وأكد أن مضمونها بسيط ومعبّر وينطلق من تجارب مؤلمة عاشها لبنان، لا سيما في مواسم الصيف، الذي نادراً ما يمر من دون ان يشهد سخونة في موقع ما يتسبب بها احد الأطراف المتنازعين في لبنان.

وأكد غسان الذي رزق منذ فترة قصيرة توأمين، ان صور الحياة وأهدافها تغيرت بالنسبة إليه بعدما أصبح أباً، إذ صار يرى كل شيء من خلالهما.

وقريباً جداً يطل غسان الرحباني عبر شاشة الـ(ال بي سي) في مسلسل محلي جديد بعنوان «الدنيا هيك»، وهو عبارة عن حلقات منفصلة تحكي واقع المجتمع اللبناني بأسلوب فكاهي. والمعروف ان هذا المسلسل لاقى نجاحاً كبيراً في اوائل الثمانينات، إلا انه اليوم أعيد استحداثه ليواكب حياتنا مع إجراء بعض التعديلات على أبطاله الذين غيّب بعضهم الموت او ابتعد عن ساحة التمثيل لتقدمه في السن.

ويقول غسان في هذا الصدد: «التمثيل لا يشكل بالنسبة إلي هدفاً اعمل له، بل مجرّد هواية ليس اكثر»، موضحاً ان مشاركته فيه تعود الى كونه احد الذين احيوا فكرة البرنامج من جديد من خلال أغنية أداها فريق «الفور كاتس» بتوجيه منه.