لبنى عفيف: اغنية «الوشيري» فيها جرأة كبيرة والجمهور المغربي لا يحب ان تتجرأ عليه امرأة

TT

تعود المطربة المغربية لبنى عفيف من جديد الى الساحة الغنائية المغربية باصدارها البوما جديدا مطلع الصيف تقول عنه انها المرة الاولى التي شعرت بارتياح كبير لطبيعة الاغاني التي ستؤديها، وانها عثرت اخيرا على لونها الغنائي، وكان البومها السابق «الوشيري» الذي لحن اغانيه عبد الوهاب الدكالي قد اثار ضجة كبيرة. «الشرق الأوسط» التقت لبنى عفيف واجرت معها هذا الحوار الذي تحدثت فيه بصراحة وجراة.

* ما هو الجديد الذي يحمله البومك الاخير؟

ـ هذا الالبوم هو حلة جديدة للاغنية المغربية ويرتكز على الترات الغنائي المغربي الاصيل باسلوب شبابي وتوزيع موسيقي جديد، وهو عمل مشترك بيني وبين الاستاذ مولاي علي الطاهري مؤسس فرقة جيل جلالة الذي اهتم بجانب الابداع الفني بينما جانب العصرنة والشباب كان من اقتراحي، وطرحي لهذا الالبوم يأتي في وقت سيطرت على الجمهور المغربي الاغاني الخليجية واللبنانية والمصرية لأنه بصراحة لم يجد ما يسمعه من اغاني مغربية، وهذا لا يعني انه ليس لدينا مبدعون بل العكس لدينا طاقات خطيرة الا انها تحتاج الى استخدام العقل.

* هل انتجت الالبوم على نفقتك الخاصة؟ ـ انتاج البوم غنائي في المغرب يعد مغامرة كبيرة بالنسبة للربح والخسارة، لكن خلافا للمرات السابقة فان الالبوم من انتاج شركة مغربية هي «سوند ماتيك»، وأعتبر نفسي محظوظة لأنها وضعت ثقتها في ووفرت لي الامكانيات، وهذا يثبت وجود شركات انتاج في المغرب لديها رغبة لدعم الاغنية المغربية المعاصرة لكنها تشترط ان يكون العمل في مستوى جيد، يلائم ميول وذوق الجمهور المغربي، فاصحاب هذه الشركات مستعدون للمغامرة لكن بشرط ان لا تكون كلمات الاغنية ثقيلة بل سهلة ومعناها واضح وان لا تتجاوز ثلاث دقائق لأنهم يخافون على اموالهم وهذا من حقهم، وانا لا اقول ان البومي هذا خطير او مرعب، فالحكم الاخير يبقى للجمهور.

* هذا يعني انك راضية عن هذا الالبوم مقارنة مع اعمالك السابقة؟

ـ سأتحدث بصراحة وبدون نفاق، ففي هذا الالبوم يمكنني القول اني عثرت على لوني الغنائي وغنيت بحريتي وعثرت على راحتي في المقام الصوتي اي انني حققت ما كنت اريده منذ مدة طويلة، ولا اقول ان اغاني السابقة كانت سيئة بل كانت تجربة مهمة بالنسبة لي خصوصا تجربتي مع المطرب عبد الوهاب الدكالي الذي مد لي يد المساعدة واستفدت منه فنيا وتقنيا وأرجع لي اسمي مع الجمهور الذي كاد ان ينسى اسم لبنى عفيف بعد غيابي لفترة طويلة، ومع ذلك لا قول اني راضية عن نفسي مائة في المائة واني اصبحت نجمة في المغرب، بل انا مثل الاخريات، لأن النجوم عندنا في المغرب معروفون وهم :عبد الهادي بلخياط وعبد الوهاب الدكالي، ونعيمة سميح ولطيفة رأفت ونجوم الشعبي: محمد رويشة ونجاة اعتابو، وهؤلاء تركوا بصمة واضحة على الاغنية المغربية، فلطيفة ونعيمة اسستا مدرسة خاصة بهما، والدكالي يمثل المدرسة الاكاديمية، وسميرة بنسعيد مدرسة للذكاء، وبلخياط الصوت المغربي الضخم الخطير والراحل محمد الحياني صوت الحنين والغناء الدرامي، فهؤلاء جاءوا في ظروف كانت الساحة الغنائية فارغة ونجحوا من خلال نمط غنائي كان سائدا في المغرب آنذاك، لكن حاليا الظروف تغيرت بظهور القنوات الفضائية والنجاح الكبير للاغنية الشرقية التي تطورت مع العصر وجعل الاغنية المغربية في حاجة الى دعم مادي كبير ومبدعين يؤمنون بالتطوير حتى تسترجع مكانتها.

* قدمت قبل عامين البوم «الوشيري» الذي لحن اغانيه عبد الوهاب الدكالي الا انه لم يحقق النجاح الذي كان متوقعا له. ما هي الاسباب في رأيك وهل تفكرين في اعادة التجربة؟

ـ بصراحة اغنية «الوشيري» فيها جرأة كبيرة والجمهور المغربي لا يحب ان تتجرأ عليه امرأة، وهذا اكيد، والدكالي من الفنانين الذين يحبون ان يلفتوا النظر، اي خالف تعرف، وهو في هذه الاغنية اراد ان يقدم لي لحنا يناسب شخصيتي ويتماشى مع العصر في نفس الوقت لأنه في تلك الفترة بدأت موجة انتشار «الموبايل» في المغرب. ولا يمكن القول ان «الوشيري» لم تحقق اي نجاح يذكر لأن الاغنية التي تنتقد من طرف الآخرين، يعني انها تركت صدى ونجاحا نسبيا، ولو لم تكن هذه الاغنية من الحان الدكالي لما تركت اي صداً يذكر ولكان كل من استمع اليها يضحك وينتهي الامر. والدكالي مبدع واسم فني كبير اشكره لأنه وضع ثقته في طفلة صغيرة لا خبرة لها ومنحها اغنية تجرأت بها على الشعب المغربي، اما بالنسبة لاعادة التجربة فأقول لم لا؟ لأني متأكدة ان الدكالي سيبحث عن فكرة جديدة يوظفها بشكل خطير لأنه فنان مجدد يساير الموجة الشبابية وهو عميد الاغنية المغربية ويريد ان يرى الاغنية المغربية في اعلى مستوى.

* لكن بعد غيابك وعودتك من جديد للغناء من خلال «الوشيري» ظهرت بمكياج صارخ وشكل مثير. هل هذه عناصر ضرورية لتحقيق الشهرة والانتشار في رأيك؟

ـ بالتاكيد، لأن اول شيء يثير انتباه الجمهور هو الشكل والصورة والبريستيج، طبعا ليس مطلوبا من الفنانة ان ترتدي ملابس فاخرة جدا لأن الجمهور بذلك سيشعر انها متعالية عليه انما المطلوب هو البساطة والاناقة وهي عناصر اساسية للدخول الى قلب الجمهور.

* لكنك لم تختاري البساطة والاناقة بل الاثارة اليس كذلك؟

ـ اعترف بذلك لكني استفدت من تلك التجربة، واعتقد انك تقصدين فيديو كليب «الوشيري» لأن هذا الكليب كان فيه كثير من الاثارة، ومستقبلا سآخد بعين الاعتبار انتقادات الجمهور والوسط الفني والاسرة ايضا، وشخصيا لم اكن راضية عنه مائة في المائة، والدكالي ايضا لم يكن راضيا عنه لأني صورته في غيابه، ولامني كثيرا لأني لم انتظر عودته قبل الشروع في التصوير، وقد ندمت لأني لم اسمع كلامه. لكن فيديو كليب اغاني الالبوم الجديد سيكون بسيطا في فكرته كأنه شريط قصير، وسأحاول الخروج عن نطاق الرقص والاستعراض الشائع في الكليبات.

* من هي المطربة المغربية التي تحلمين بتحقيق نفس شهرتها؟

ـ احلم ان اصل الى ما وصلت اليه سميرة بنسعيد لأني اراى فيها نفسي، فأنا مثلها بدأت الغناء في سن صغيرة لكني لا احلم بتحقيق ما وصلت اليه عن طريق الغناء بالمصرية، بل احلم ان اكون في مستوى ذكائها الفني لأنه يهمني ان اثبت وجودي في بلدي اولا، وحتى وان ذهبت الى مصر فسأبقى محافظة على مغربيتي ويكفيني ان احقق شهرتي في المغرب؟

* كنت اعتقد ان جرأتك ستقودك الى حلم اكبر؟

ـ لا افكر ابعد من ذلك لأني شخصيا لا افكر في الماديات كثيرا ولا بالنجومية الخطيرة، قد احلم بها في اطار آخر، فمثلا الشاب خالد الذي اقدره وأحترمه وصل الى العالمية بأغاني الراي، لذلك اتمنى ان اكون في ذلك الاطار اي ان اصل الى العالمية بالمحافظة على مغربيتي.

* ألا ترين ان مقاييس النجاح في مجال الغناء اصبحت شكلية أساسا؟

ـ نعم ويظهر ذلك بوضوح في لبنان، فاذا كان المصريون ما زالوا يحترمون القواعد الفنية، ففي لبنان لا يعتمدون على القدرات الصوتية للفنان بل على الاحساس الفني والموهبة والذكاء وقليل من الجمال والحلاوة والجرأة، وهي وصفة صناعة نجوم الغناء.

* لماذا لا تشاركين في المهرجانات؟

ـ أتجنب المهرجانات لأني لا احب الدخول في المنافسة، فهي تتطلب مجهودا كبيرا ومن يقبل الدخول في المنافسة إما انه ما زال في البداية او انه نجم كبير. اما انا فلست بمبتدئة ولا بنجمة، وحتى بالنسبة للفنانات اللواتي يشاركن في المهرجانات ويفزن بجوائز، لا تكتب لهن الاستمرارية بعد ذلك. اما بالنسبة للنجوم الكبار فالدكالي مثلا شارك في مهرجان القاهرة بتحد كبير وفاز بالجائزة الكبرى بأغنية «سوق البشرية» وهي اغنية خفيفة ليس فيها مجهود كبير لكن فيها ذكاء وتجديداً وكلمات صادقة وحضورا قويا. واقول للمطربين والمطربات المغاربة الذين ظهروا اخيرا مثل نسرين العذراوي وجنات مهيد وابراهيم بركات، ان لديهم اصواتا جميلة جدا لكن عليهم اجتناب تقليد ام كلثوم وعبد الحليم واسمهان وان يبتعدوا عن غناء قصائد مدتها عشرين دقيقة وان لا يخضعوا لشروط بعض ملحني الاغنية الواحدة الذين يستغلون رغبتهم في الوصول، وان يفرضوا وجودهم بعدم قبول اداء اغنيات تنتمي الى فترة الستينات. اقول هذا الكلام لأني مررت من نفس الطريق، كما انصحهم بالصبر والابتعاد عن الغرور.

* تستعدين لدخول تجربة التمثيل التلفزيوني، اين يصل طموحك في هذا المجال؟

ـ كنت دائما اشعر ان لدي موهبة في التمثيل، لكني كنت افضل التأني، وعندما جاءتني هذه الفرصة الجميلة لم ارد تضييعها. وقد اعجبت بسيناريو مسلسل «منانة» الذي ستخرجه فريدة بورقية لأنه يعبر عن هموم الطبقة الشعبية البسيطة ولا يتحدث عن مشاكل الطبقات البرجوازية التي يرفضها المشاهد. وطموحي في هذا المجال ان امثل بتلقائية وبدون تصنع. وشخصيا انا خائفة من هذه التجربة. فإذا نجحت فسأستمر، واذا فشلت فسأكون قد حققت حلما والسلام.