هشام عباس: لي أسلوبي وهناك فرق بين لغة إيهاب توفيق ولغتي

أختلف مع وردة الجزائرية وهذا رأيي في محمد فؤادوعمرو دياب

TT

قال المطرب الشاب هشام عباس ان الوصول الى القمة قد يكون سهلاً، ولكن الحفاظ على البقاء والاستمرار فيها مرهون بالاصرار والتعب الشاق، من أجل التجديد وتحقيق المزيد من النجاح.

وقال هشام عباس لـ«الشرق الأوسط» انه محظوظ لأنه يعيش في العصر الحالي للاستفادة من التكنولوجيا الحديثة وتقديم فن الابهار الحقيقي. وقال ان المنافسة الشريفة هي الأفضل للتطوير، وان بعض المطربين الذين اختفوا من الساحة الفنية لم يكن «نفسهم» في الفن طويلا.

* اعتقد ان مهمتك الآن أصبحت صعبة بعد كل ما حققته من نجاح؟

ـ بالتأكيد، فالمهمة تزداد صعوبتها، والمسألة ليست مسألة نجاح فقط، لأنني أحب أن أدعم نجاحاتي السابقة بالمزيد والمزيد من النجاح، وأنا مستعد تماماً لذلك، وأسعى من وقت لآخر لعطاء أكثر، ومهما أرهقني ذلك فانني على أتم الاستعداد لبذل أي مجهود مطلوب مني لاسعاد الجمهور في مصر والعالم العربي.

* وهل ثقافتك كمهندس، وخريج الجامعة الاميركية في القاهرة، تمنعك من غناء أي كلمات حتى ولو كانت في اطار لحني متميز؟

ـ طبعاً، فأنا لي في أغنياتي لغة معينة، ولا أستطيع الخروج عن اطار هذه اللغة مهما حدث. يعني مثلا المطرب ايهاب توفيق في احدى اغنياته يقول: «خير اللهم اجعله خير، قلبي مرفرف زي الطير»، وهذا الكلام أنا لا أستطيع أن أقوله، ليس لأن الأغنية سيئة، بل هي في الحقيقة جميلة، ولكن لأن هذا «ايهاب» وهذا «هشام».

تنافس.. على القمة!

* وهل تعتقد أن شدة التنافس على القمة سوف تستمر في الموسم الغنائي الجديد؟

ـ بالتأكيد سيكون هناك استمرار في التنافس على التميز أكثر وأكثر مما كان موجوداً، لأن «عمرو دياب» يريد أن يبعد بمسافة عن «محمد فؤاد»، و«محمد فؤاد» يريد أن يبعد بمسافة عن «هشام عباس»، وبمرور الوقت فان الصورة تزداد وضوحاً على القمة، فنحن ما زال عمرنا الفني ليس كبيراً مثلما كان الحال مع عمالقة الغناء في الماضي.

* وماذا تقصد من وراء جملتك الأخيرة؟

ـ أقصد ان نجماً كبيراً في مجال الغناء مثل «عبدالحليم حافظ» صنع نجوميته الكاملة في عشرين سنة، أما أنا فليس لي في الفن سوى عشر سنوات فقط، ولذا أشعر وبالرغم من كل ما تحقق لي من نجاح حتى الآن بأنني ما زلت في البداية.

* النجمة الكبيرة «وردة» ذكرت في أحد تصريحاتها الصحافية بأنه لا توجد حالياً صداقة أو أي حب حقيقي بين مطربي الجيل الجديد في الغناء، وأن ما يبدو بينكم من حب هو مجرد شكليات، صحيح؟

ـ لا، في زماننا الفني ما زال يوجد بيننا كمطربين حب، بدليل انه يوجد ومن وقت لآخر عتاب، فالعتاب في حد ذاته لا يمكن ان يكون موجوداً ما لم يكن هناك حب أصلاً.

* اذن، هل توافق على أنه وان لم تكن هناك كراهية فان الموجود بينكم حب مع ايقاف التنفيذ؟

ـ لا، فنحن عندما نلتقي كنجوم جيل الشباب في الغناء نتكلم مع بعض عن أعمالنا، ونتحدث بطريقة حلوة مع بعض، يعني مثلا عندما أذهب الى «طارق مدكور» وأجد عنده المطرب «عمرو دياب» فانه يقول لي اجلس يا «هشام» اسمع اغنيتي الجديدة هذه، فأجلس وأسمع الأغنية فتعجبني وأقول له: انها جميلة، وتنفع ان تكون أغنية شريطك الجديد. وأنا أروي لك ما حدث معي ومعه وكان لقاء بالمصادفة، وسمعت فيه أغنيته «تملي معاك» يعني أنا أكلمك الآن عن وقائع حقيقية حدثت وتحدث بيننا من وقت لآخر، وليس كلاماً في الهواء!

* وماذا أيضاً؟

ـ هم يقولون دائماً عن الزمن الماضي في الغناء وفي الفن عموماً انه زمن الفن الجميل، وأنا اختلف قليلا في هذا الرأي وأقول انه اذا كان الزمن الماضي جميلا فنحن الآن في زمن فني جميل آخر، ان لم يكن زمناً فنياً أجمل، لان الدنيا تغيرت للأحلى والأجمل، كل حاجة حولنا أصبحت مختلفة عما كانت عليه في السابق، الآن أصبحنا نعيش في عصر ازدهار التكنولوجيا، عصر «الانترنت»، عصر المعلومات، وهو عصر أصبح فيه التواصل بين الناس في أي مكان في العالم أكثر من أي عصر مضى، وهذا في حد ذاته دافع قوي المفروض انه يجعل الناس علاقتهم ببعض أكثر تقارباً وحميمية، وأكثر فهماً ووعياً واخاءً وحباً.

نحن كلنا.. محظوظون!

* اذن، هل تشعر الآن بأنك محظوظ لأنك مطرب يعيش في زمننا الحالي، أم كنت تتمنى أن تعيش في زمن سابق؟

ـ لا، نحن كلنا كبشر في جميع أنحاء العالم محظوظون لأننا نعيش في العصر الحالي، عصر ازدهار التكنولوجيا الحديثة، فنحن فعلا محظوظون، والدنيا أصبحت صغيرة، ولهذا السبب فان الناس يطلبون الابهار في كل مجالات الحياة والفن، وعندما يقدم لهم الابهار فانهم يطلبون المزيد من الابهار، وهكذا.

* وهل معنى ذلك اننا نتوقع منك في ألبومك القادم ابهاراً أكثر من ابهار ألبومك الحالي «حبيبي ده»؟

ـ نعم، فكل مطرب أصبح مطلوباً منه أن يكون أكثر ابهاراً حتى يثبت وجوده الفني في وقت يوجد فيه المطرب محمد منير، والمطرب عمرو دياب، والمطرب محمد فؤاد، وكان لا بد للمطرب محمد منير أن يكون متزايد الابهار ويبحث عن الجديد والمبهر فيقدم «نعناع الجنينة» وهو شيء جديد في مجال الابهار الغنائي الراقي.

* ولكن، زمان كان يوجد أيضاً ابهار، وان كان مرتكزاً على صوت المطرب؟

ـ نعم، زمان كانت توجد أصوات في حد ذاتها مبهرة، مثل المطرب محمد قنديل، والمطرب كارم محمود، فصوتهما يحمل الكثير من الابهار، فشكل المطرب في الماضي لم يكن مهماً لأن الأهم منه صوته، ولكن هؤلاء المطربين المبهرين كانوا يغنون في مصر عندما لم يكن عدد السكان فيها يزيد على عشرين مليونا، أما الآن فعدد سكان مصر تجاوز الستين مليوناً، وكذلك زاد عدد السكان في العالم العربي، فنحن في عصر التنافس وجنون الابهار، والناس يريدون الأحسن والأكثر ابهاراً والأكثر تماشياً مع التكنولوجيا الجديدة وجنون اللهاث وراء الابهار، ومن الممكن اننا متأخرون عن العالم وهذا ما يعطيني وقتاً أكثر للتجديد والاستمتاع بالابداع.

المنافسة الشريفة.. أحلى!

* وهذا التنافس، وراء اللهاث من أجل المزيد من الابهار، هل هو السبب في التراشق من وقت لآخر بينكم كنجوم جيل الشباب في الغناء على صفحات الجرائد والمجلات؟

ـ لا، ولعلك تقصد ما حدث بيني وبين المطرب محمد فؤاد من فترة ليست طويلة، وهو موقف مختلف، فأنا لا يمكن لي حتى في أن أقوم بتقييم أعمال أصدقائي، الا بيني وبينهم، عندما يريدون أن يعرفوا رأيي في شيء ما، وليس على الملأ، خاصة أنني أنا من نفسي مقتنع بأن التراشق بالألفاظ لن يصنع أبداً نجومية لأحد!

* ولماذا قلت؟

ـ ما قلته كان بسبب اصرار وتصميم الصحافي الذي أجرى المقابلة معي، وما ذكرته لم يكن في الحقيقة تقييماً لأعمالهم الغنائية، بالاضافة الى انني أصلا مطرب ولست ناقداً، وطبعاً استغل الصحافي ذلك ليقدم موضوعاً مليئاً بالاثارة على حسابي، كما كان هناك صحافي آخر مع «محمد فؤاد» استغل الموقف هو الآخر ونجح في تسخينه وقال له: لازم ترد.

* وبعد كل ذلك، كيف اصبح شكل العلاقة بينك وبين المطرب محمد فؤاد؟

ـ علاقة جيدة، والحمد لله، فنحن لما رفعنا السماعة وقلت له: كل سنة وانت طيب، اتفقنا على أن نهمل كل هذا الكلام الذي قيل، سواء على لسانه أو لساني، وطلب كل منا من الآخر ان ينسى ما فات.

أنا أرى ان المنافسة الشريفة أحلى شيء في الدنيا، لانها تدفع كل مطرب في الساحة الغنائية الى ان يسعى ويتطور، ويكون له وجود حلو مع الناس، فالمنافسة الشريفة مفيدة، وهي في النهاية لمصلحة المطرب والجمهور.

* وهل ترى ان بعض نجوم الغناء في جيلك الفني قد بدأوا يختفون؟

ـ آه، طبعاً، هذا لأن البعض يكون نفسهم في الفن ليس طويلا، ولهذا لا يستمرون في العطاء.

* وحالياً، هل أنت في فترة استرخاء فني؟

ـ لا، أنا فقط في حالة تفكير عميق في الألبوم القادم، وكيف سيكون شكله، ولهذا السبب اسمع الآن الكثير من الكلمات والألحان لأغنيات جديدة حتى أختار منها ما يناسب رؤيتي الأحدث لألبومي القادم بعد ألبومي الحالي «حبيبي ده» وما حققه من نجاح كبير.

توجد أشياء كثيرة أريد أن أقدمها للناس حتى أمتعهم أكثر وأكثر بكل ما هو مبهر وجذاب في مجال الأغنية الجديدة.

* ومشروع فيلمك السينمائي الجديد، هل يشغل تفكيرك تماماً كالغناء أم تعتبره مجرد تجربة؟

ـ لا، فيلمي الأول، وان كان تجربة أريد أن أمر بها، الا انني أريد في نفس الوقت أن أحقق من خلاله نجاحاً متميزاً يقابل ما حققته في مجال الغناء.