ساعات قليلة قضاها الفنان الكويتي عبد الله الرويشد في «بنبان»، وهي منطقة واقعة على طريق القصيم وتبعد عن العاصمة السعودية الرياض 20 كيلومتراً، أثمرت تعاونا جديدا مع الفنان ابو بكر سالم في عدة اعمال؛ ضمنها العمل الذي كتبه ابو اصيل ولحنه اثناء زيارة الرويشد له. تلك الجلسة التي جمعتهما منتصف الاسبوع الحالي في بنبان، وحضرها خصيصاً الموسيقار المصري أمير عبد المجيد، فتحت باب النقاش بينهم على انعدام الجلسات الحية التي كان تقام سابقا وتجمع الفنان والملحن والشاعر في آن واحد، وتتحول تلك الجلسات الى ورشة عمل فنية تقدم من خلالها اجمل الاعمال الغنائية واصدقها واعذبها. وتجاذب الحديث بين جميع الاطراف الموجودة حول اختفاء تلك الجلسات التي تفرز لزمة موسيقية من جهة وجملة شعرية من جهة ثانية لتكتمل ويحكي عنها الاجيال في الوقت الذي اكتفى فيه رفقاء الفن بارسال النص الغنائي عبر الإيميل وتلحينه إلكترونياً! وربما المزرعة الخاصة بأبوبكر سالم في بنبنان، التي يزورها بين الحين والآخر مع عائلته وأحفاده الذي يحب ان يعطيهم من وقته كثيرا، ساهمت في تقديم جمل موسيقية اخرجتها حناجر ابو اصيل، وقال عنها امير عبد المجيد «أعادتني تلك الجمل الموسيقية الى الزمن الجميل؛ هي خلطة ابو اصيل وحده ولا اسمعها إلا منه فقط». ويبدو أن تلك الاجواء الصافية والهادئة وبين لفحات من الاجواء الباردة واثناء جلوس طاقم العمل على الهواء الطلق، تعكرت تلك الجلسة قليلا حين شعر ابو اصيل بتعب نقله الموجودون الى احد المستشفيات القريبة، ومن ثم الى مستشفى الملك فيصل التخصصي بأمرٍ ملكيٍّ من خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله، ومتابعة مستمرة من الامير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أثناء وجوده بالمستشفى. أبو أصيل الذي لا يحتمل «الجدران» أقنع أطباءه بأن خروجه من المستشفى سيريحه صحياً، فاستجاب الأطباء المختصون لطلبه.
لقطات:
تابعت «الشرق الاوسط» امس الخميس تفاصيل حالة ابو بكر سالم الصحية حيث يعيش فترة نقاهة بمنزله في الرياض، وهو الآن في صحة جيدة. ووجه شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لمواقفه الانسانية واصداره امراً ملكياً بسرعة العلاج في مستشفى «التخصصي». ووجه شكره أيضاً للأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز على متابعته المستمرة لصحته. وقال الرويشد لـ«الشرق الاوسط» إن هناك نجوما ساهموا في نجاحي، ولهم بصمات لا تنسى، وهم والدي ابوبكر سالم والشاعر والملحن حسين ابو بكر المحضار وأخي الشاعر السعودي الناصر. واثناء الجلسة بدأت الاطراف الموجودة بتبادل الحديث عن النجاح الاخير لأغنية «ما في أحد مرتاح»؛ وهي من قصائد الشاعر الناصر، والتي سجلت نجاحا كبيرا على مستوى الخليج والوطن العربي.
> قدم الفنان الرويشد من الكويت الى الرياض في الساعة السادسة مساءً واستقبله الفنان يحيى عمر، مسؤول الشؤون الفنية في «روتانا» والذي حضر ايضا وقائع الجلسة.
> الرويشد فضل الحضور الى الرياض دون احضار «شنطة ملابس» معه لان زيارته لأبو اصيل فقط والعودة الى مطار الملك خالد الدولي في نفس الليلة.
> فيما وصل الموسيقار امير عبد المجيد في الساعة العاشرة مساءً وبقيَّ في الرياض 12 ساعة فقط، حضرت «الشرق الاوسط» بعد عبد المجيد بساعة واحدة.
> الى جانب قصيدة «ليل الليل» الذي انتهى ابو اصيل من كتابتها وتلحينها. اختار الرويشد قصائدَ اخرى للشاعر الناصر، ولكن من تلحين ابو اصيل. > احمد ابو بكر نجل ابو اصيل طلب من الرويشد اثناء وجودنا بالمستشفى العودة الى المنزل للراحة، ولكنه رفض وقال «ابو اصيل والدي لن اتركه»، وجلس لساعات مطولة في المستشفى برفقة الجميع.
> كان الرويشد في حالة نفسية سيئة أثناء وجوده بجانب ابو اصيل في المستشفى حتى ان ابو اصيل راح يهدِّئه، قائلاً «ما فيني إلا العافية.. وصحتي احسن منك».
> ستغادر تلك الأطراف الى القاهرة نهاية الشهر الحالي لتنفيذ «ليل الليل» وأعمال اخرى.