الفضائيات الأجنبية تُفقد برامج الأطفال وهجها

لم تعد برامج الاطفال التلفزيونية في لبنان تعيش عصرها الذهبي كما في السبعينات والثمانينات وحتى منتصف التسعينات، وذلك بسبب القنوات الفضائية الاجنبية التي افقدتها وهجها بعدما دخلت البيوت اللبنانية عبر الصحون اللاقطة (الدش) فباتت المرتع الافضل للاطفال فيها.

ورغم ان بعض المحطات التلفزيونية المحلية تحاول جاهدة تدعيم هذا النوع من البرامج وتطويره بطريقة او باخرى من خلال ادخال فقرات شيقة تصنع علاقة مباشرة مع الطفل المشاهد ان من خلال مسابقات او الاحتفال بأعياد الميلاد مباشرة على الهواء او حتى تلقينه كيفية التعامل مع اوقات فراغه، الا ان ذلك لم يأتِ بالنتيجة المرجوة، خصوصا ان المحطات الاجنبية تركز على عروض دائمة للرسوم المتحركة او التعامل مع المشاهد الطفل بطريقة تفاعلية تجعل العلاقة ما بين الطرفين وطيدة وعميقة.

ولا يتجاوز عدد البرامج التلفزيونية الخاصة بالاطفال على الشاشات المحلية اصابع اليد الواحدة، وهي تتوزع ما بين الـ «ال. بي. سي» (Kids Power) وتلفزيون لبنان (اطفالcom.) وتيلي لوميير (Allo Rita) و«المنار» و«المستقبل»، وبعضها توقف عرضه حاليا. اما القنوات الفضائية وغالبيتها تبث بالفرنسية امثال Tiji ودMangas وT"fou ودTeletoon واخرى بالانجليزية كـ والت ديزني، وBaby وmbc3، وCartoon Network، فيتكثف عرض الرسوم المتحركة على انواعها، اضافة الى فقرات اخرى تلبي حاجات الطفل وتحاكي لسان حاله ان من خلال تعليمه لغة جديدة او كيفية اختيار طريقة عيش، اضافة الى عرض مستمر لافلام سينمائية تنقله الى عالم الموسيقى او الرومنسية والاستعراض مثل «High School Musical» و«Hanah Montan» و«Raven».

وكانت برامج الاطفال في الحقبة الفائتة تلاقي رواجا لافتا في لبنان جعلت بعض مقدميها نجوما تلفزيونيين لا منافس لهم في نظر الاطفال، امثال «Kik» التي اشتهرت في برنامج «mini studio» على قناة الـ MTV (اقفلت بقرار من الدولة اللبنانية عام 2001) و«صاحبتك ليليان» على قناة الـ ال. بي. سي و«ديدي» على المحطة نفسها، اضافة الى «سفينة نوح» على قناة «المستقبل».

الا ان بعض رموز هذه البرامج غاب نهائيا عن الشاشة الصغيرة امثال «صاحبتك ليليان» التي تفرغت للعمل في حضانة للاطفال اسستها بنفسها، او «ديدي» التي شغلتها العودة الى حياتها الزوجية والاهتمام باولادها عن الشاشة الفضية.

ومن المتوقع ان تبدأ ريم نعوم وهي احدى اعضاء فريق Mini studio سابقا تقديم برنامج للاطفال على قناة OTV قريبا بعنوان «Kazadou». وتبقى اسماء لا تغيب عن البال بالنسبة الى جيل قديم من اللبنانيين امثال «ماما جنان» و«ماما عفاف» و«ماما مها»، اللواتي لا يزلن في الذاكرة لانهن يشكلن محطة طفولية كانت في فترة الحرب وما قبلها بمثابة فسحة الفرح التي ينتظرونها في موعدها من كل اسبوع. وكانت الاعلامية مها صاحبة احد اهم هذه الاسماء التي برزت في عالم الاطفال، وما زال حتى اليوم يردد اللبنانيون اغنية الجينيريك الخاصة ببرنامجها «خلصت خلصت قصتنا... باي باي يا حلوين» كلما التقوها.