جورج قرداحي: الناس صنعت نجوميتي.. وهناك من هو أفضل مني

القوة العاشرة.. أحدث البرامج التي يقدمها

جورج قرداحي («الشرق الأوسط»)
TT

بعد «من سيربح المليون» الذي توّجه نجماً اعلامياً على الساحة التلفزيونية العربية، يقدم جورج قرداحي ودائماً عبر شاشة الـ«m.b.c» «القوة العاشرة»، وهو برنامج تلفزيوني جديد من نوعه ويشكل النسخة العربية لبرنامج Power of then الذي اشتهر في الولايات المتحدة الاميركية، ويجمع بين متعة التنافس في المعلومات العامة والقدرة على تحديد أدق الاجابات والنسب للاسئلة المستطلعة. وتتطرق الاسئلة الى مختلف الشؤون العربية وتعكس تطلعات الناس وتوجهاتهم وتصرفاتهم مما يضفي طابعاً ترفيهياً تثقيفياً. ويخول المئات من الفائزين الحصول على مبلغ من المال وعلى مدى عشر جولات من التنافس يتراوح ما بين العشرة آلاف والعشرة ملايين ريال.

ويؤكد قرداحي أن البرنامج مختلف عن غيره من حيث الشكل والمضمون، وكذلك من حيث حضوره شخصياً فيتطلب منه التقديم وقوفاً بين المشتركين من دون أي حواجز بينهم وكذلك خلع الشخصية الجدية التي عرف بها ليمارس دوراً آخر، يرتكز على الاسلوب المباشر في التدخل وبطرافة وحس ترفيهي كبيرين.

ويقول: «البرنامج يشكل نقلة نوعية لي من كل الجوانب، وفيه الفرح والحياة والديناميكية والقفشات الخفيفة الظل وكل هذه العناصر ستساهم في القاء الضوء على جانب من طبيعة شخصيتي الحقيقية التي يجهلها الناس».

ويوضح قرداحي أن الاحصاءات التي شملت الفي سؤال مختلف وتتعلق بالمجتمع العربي والعائلة وجميع أفرادها والتي قامت بها شركة «Ipsos» العالمية المتخصصة بهذا النوع من الابحاث والدراسات، لا شك ستكشف عن كل ما لا تعرفه عن عالمنا العربي، خصوصاً أن هذه الاحصاءات أخذت عينات بشرية من اثنين وعشرين بلداً. وأضاف: «في اعتقادي ان المعلومات التي سيزودنا بها البرنامج ستجعل المسؤولين والسياسيين يلتفتون أكثر الى مواطنيهم، ويتعرفون اليهم عن كثب لا بل ستساهم في تطوير العلاقة بين الطرفين».

وأضاف: «سيتسنى أيضاً للمشاهد الاطلاع على عاداتنا وتقاليدنا وأفكارنا، التي لا نعرفها عن بعضنا البعض». واعتبر قرداحي ان البرنامج يتطلب تحضيراً كأي برنامج آخر، وكذلك سيطرة على الاعصاب ويقول: «أحياناً يبلغ الحماس ذروته ويطالني، فأضبط أعصابي قدر الامكان». ويستطرد «الجميل في القوة العاشرة غياب الحواجز ما بيني وبين المتسابقين، فتراني اطري الاجواء بمزحة او قفشة وهي مساحة كنت بحاجة اليها للتجدد».

ويشدد قرداحي على عدم التطرق الى السلبية او الايجابية اللتين سيعززهما البرنامج، مشيرا الى ان الاهمية في الموضوع تكمن بالفكرة غير المسبقة المقدمة للمشاهد العربي من خلال الـmbc تعرفنا الى انفسنا في الواقع. وقد تتحول مع الوقت الى مرجع اعلامي.

وعما اذا كانت «القوة العاشرة» اضافت اليه قوة اعلامية اخرى اجاب: «قوتي استمدها من الناس فمحبتهم وثقتهم بي يشكلان استمراريتي، وقوتي الحقيقية وتعزز مكانتي الاعلامية». واضاف: «النجومية هي فوق النجاح، والتميز في النجاح هو من صنع الناس». فالنجم يقول قرداحي، هو «نتاج شخصية فيها خليط متعدد من تجارب الحياة من الثقافة والاخلاق والتربية من السلوك والشكل وهي نتيجة تراكمات لأمور كثيرة، ونجوميتي هي من صنع الناس».

واشار الى انه لم يمكن يملك احساساً مسبقاً بنجوميته، غير انه في المقابل كان طموحا ومجتهدا يسعى دائما لبلوغ الافضل، الا انه لا ينسى عبارة كان يرددها جده لوالده، مشيرا الى جورج الحفيد، قائلا له: «هذا الولد رح يطلع منو شي بالمستقبل». وعندما يجد نفسه وحيدا يعترف قرداحي بأنه محظوظ. ويقول: «هناك اشخاص مثلي وافضل مني، الا ان الفرصة لم تسنح لهم». مشيرا الى ان النجاح يجب الا يفقد الانسان توازنه وطبيعته وتواضعه. ويقول: «لا اخاف النهاية فكل ما نعيشه فانٍ، لم اكتف بعد، ولكني لا اشغل فكري بالأمور الثانوية، بل اعيش ليومي، وكأني أعيش ابدا».

ولفت الى ان جميع الاعلاميين الموجودين على الساحة حاليا، لديهم فرصة الوصول، وابدى اعجابه بالمرأة الاعلامية والتي لمعت بعد ان تشبثت بطموحها، مثل ماغي فرح وجيزيل خوري ومي شدياق ونجاة شرف الدين وسحر الخطيب. واكد انه ما زال حتى اليوم يتابع الساحة الاعلامية، يقرأ ويعمل للأفضل. أما محطاته الاعلامية السابقة فلكل منها بصمة تركتها فيه وكونت شخصيته الاعلامية.

والمعروف ان قرداحي بدأ مشواره الاعلامي محرراً ومقدماً لنشرات الاخبار في تلفزيون لبنان، والذي يصفه بمدرسته الاعلامية الاولى، حيث احتك مباشرة مع الشاشة الصغيرة فالقلق والرعب والخجل الذين عاشها في تلك التجربة انضجته واصقلت شخصيته.

اما عمله في راديو مونتي كارلو والذي امتد من عام 1979 حتى اوائل التسعينات كرئيس تحرير ومذيع، فوصفه بالجامعة الحقيقية والتي تعرف من خلالها الى الشباب العربي المثقف، فجعلته مطلعا بصورة غير مباشرة على لهجات وعادات وحياة دول عربية مختلفة لاحتكاكه المباشر عبر الميكروفون مع فئات مختلفة من المستمعين العرب.

اما تجربته الاذاعية في لندن وبالتحديد كمدير اذاعة الـFM وmbc جعلته يتأقلم مع الناس بسرعة، ويأخذ حجم المكان الموجود فيه الآن.

ويقتنع جورج قرداحي بأن اللطافة هي مفتاح، يدخلك قلوب الآخرين ومن دون استئذان، وانها احيانا كثيرة تنقذك من مواقف حرجة، مشيرا الى ان ذلك لا يمنعه من التصرف بحزم عن الحاجة ويقول: «انا معجب بالمثل القائل: ووضع الندى في موضع السيف وبالعلا كوضع السيف في موضع الندى».