الممثل الكويتي علي المفيدي.. ونهاية نصف قرن من الإبداع الإذاعي والتلفزيوني

اشتهر بأسماء الشخصيات التي قدمها مثل «شبروخ» و«قحَطة»

الممثل الكويتي الراحل علي المفيدي
TT

لم يكن المرض عائقا أمام الممثل الكويتي الراحل علي المفيدي لإكمال مسيرته الفنية، إذ اشتهر في آخر أيام حياته، وهو يسير حاملا بيده أنبوبة الأوكسجين ليجسّد لهم معنى الكفاح ومقاومة المرض.

وكان الموت قد غيّب «قحَطة» يوم الاثنين الماضي في أحد المستشفيات الأردنية عن عمر يناهز 69 عاما، وذلك بعد صراع مرير وطويل مع المرض، لتنتهي مسيرته الفنية التي تجاوزت نصف قرن، قدّم فيها الكثير من الأعمال التلفزيونية والإذاعية والمسرحية، كان آخرها مسلسل «أيوب»، الذي عرض في شهر رمضان الماضي.

كان علي المفيدي شعلة من النشاط في الإذاعة التي اعتبرها بيته الأول ليقضي في استوديوهاتها ساعات طويلة، مواجها المايكرفون ومؤديا الكثير من الأدوار التي سيبقى صداها سنين طويلة.

ولد علي سليمان المفيدي في العاشر من سبتمبر (أيلول) عام 1939، بالحي الشرقي في راحة المجبيل قرب العبكل، وتلقى تعليمه في مدارس الكويت، إلا أنه لم يكمل مشوار دراسته بعد أن التحق ببريد الصفاة عام 1957 ليعمل به كموظف قرابة 16 عاما، وتدرج في المناصب حتى أصبح رئيسا لقسم الفرز والتوزيع، ثم مفتشا على البريد العام.

وانخرط في مجال الفن بعد أن التحق بمركز الدراسات المسرحية في كيفان عام 1964، وهو على رأس عمله، ليحصل على دبلوم الدراسات المسرحية عام 1969، وبعد إنشاء المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1973، تقدّم للبريد بطلب إجازة كي يكمل دراسته ليحصل على درجة البكالوريوس في الفنون المسرحية، غير أنه فصل من عمله ليتقدم إلى الإذاعة كموظف بالدرجة الرابعة بعد أن تم قبوله في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 1979، وظل بها مدة ثلاث سنوات.

وبدأت مشاركة المفيدي في التمثيل من خلال مقاطع خفيفة عبر الإذاعة مع الممثلين الذين تتم استضافتهم في عدد من فقرات برامج الإذاعة، وقدم عدداً من البرامج والكثير من المسلسلات الإذاعية تأليفاً وتمثيلاً، منها «الفتوحات الإسلامية»، «أبو بكر الصديق»، «علي بن أبي طالب»، «الفاروق عمر»، و«عم رمضان وحبابة».

وتقلد الفقيد العديد من المناصب داخل فرق مسرح الخليج العربي، وقدم العديد من المسرحيات، كما اشتهر بأسماء الكثير من الشخصيات التي قدمها في أعماله مثل «شبروخ» و«قحَطة» و«حنظل»، وشارك في العديد من الأعمال الدرامية، منها «درب الزلق»، «الأخوة الثلاثة»، «فريج صويلح»، «دنيا المهابيل»، و«الشاطر حسن».

وأخيرا تقول ابنته أبرار التي رافقته بحسب وكالة الأنباء الكويتية «كونا»، إن «والدها الفنان انتقل إلى جوار ربه صباح يوم الاثنين في مستشفى الخالدي التخصصي».

وأضافت أبرار «أن والدها كان قد أعرب قبل وفاته عن أمله بأن يقضي إجازة عيد الأضحى المبارك في دولة الكويت بين أهله وذويه وجماهيره ومحبيه، أملا في استغلال هذه المناسبة في تقديم الشكر إلى أسرة الصباح الكريمة والقيادات الكويتية ولكل من وقف الى جانبه وسأل عنه خلال فترة رحلة علاجه، إلا أن القدَر المحتوم حال دون تحقيق هذه الأمنية».