تونسيون يخشون من عدم حصول بلادهم على جوائز «قرطاج»

شعار المهرجان
TT

تبدي الأوساط السينمائية التونسية الكثير من الخشية والتوجس بشأن المشاركة التونسية في الدورة الثانية والعشرين لأيام قرطاج السينمائية... فمن بين 20 فيلما تشارك في المسابقة الرسمية للفيلم الطويل والقصير، تبدو حظوظ المشاركة التونسية هذه المرة متواضعة للغاية، وذلك بالنظر لحجم المشاركة من ناحية، ولنوعية المشاركة من ناحية ثانية.. فبعد استبعاد ثلاثة أفلام كانت تعول عليها في حصد إحدى جوائز مسابقة الأفلام الطويلة هي «ثلاثون» للفاضل الجزيري، و«7شارع الحبيب بورقيبة» لإبراهيم اللطيف و«الحادثة» لرشيد فرشيو، باتت حظوظ الأفلام التونسية المشاركة في مسابقة الأفلام الطويلة، ضئيلة مقارنة بالأفلام العربية والإفريقية التي تشارك في هذه الدورة... فالأفلام الثلاثة المذكورة تناولت مواضيع اجتماعية وسياسية تجلب الانتباه وتثير ردود فعل مختلفة على مستوى التقييم من قبل اللجان، أما الأفلام المشاركة خلال هذه الدورة فهي ذات مواضيع اقل جودة ولا تعتمد على رؤية مؤلفها ومخرجها كما حصل مع مشاركات تونسية سابقة... فخلال دورة 2006 على سبيل المثال، كان للمشاركة التونسية وزنها من ناحية القيمة الفنية للأسماء المشاركة والتي ضمت آنذاك المخرج النوري بوزيد بفيلم «آخر فيلم» الذي حصل على التأنيت الذهبي، والمخرج الناصر خمير صاحب التجربة السينمائية المتميزة.. ولا يمكن المقارنة بين هذه الأسماء والأسماء المشاركة في هذه الدورة خاصة من ناحية الثقل في ميزان الإبداع السينمائي التونسي والعربي وكذلك الإفريقي.. ولأول مرة يقع عرض فيلمين من الأفلام المتقدمة للمسابقة الرسمية بقاعات السينما بكل من تونس وفرنسا.. فشريط «خمسة» للمخرج التونسي كريم الدريدي المقيم بفرنسا قد يجد نفسه في وضعية جدل قانوني مع لوائح أيام قرطاج السينمائية، فتلك اللوائح تشير إلى أن الجوائز تسند لأفلام عربية وافريقية فقط، في حين يتضح من خلال «جينيريك» الشريط أن الممثلين في هذا الفيلم هم من الفرنسيين وهو ما قد يقف عائقا قانونيا أمام حصوله على احد جوائز المهرجان فالجوائز تعطى بصفة فردية دون الأخذ بعين الاعتبار لاسم المخرج أو جنسيته.. أما الشريط الثاني المشارك في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة، فهو للمخرجة التونسية كلثوم برناز ويحمل عنوان «شطر محبة»، ويعرض هذا الفيلم قبل انطلاق المهرجان بإحدى قاعات السينما والانطباع الأول الذي خرج به المتابعون للساحة السينمائية في تونس، أن هذا الشريط لا يمكن أن ينافس على إحدى جوائز المهرجان، ولن تشفع محاولة مخرجته الاتكاء على موضوع المساواة في الإرث بين الرجل والمرأة في إقناع لجنة التحكيم الدولية في إسنادها جائزة من هذا الحجم على شريط متواضع بكل المقاييس.. وربما يصادف أن يجد موضوع الإرث هوى في نفوس بعض أعضاء اللجنة فيمنحوه توسيما ما، هذا بالرغم من أن موضوع الإرث الذي حاولت المخرجة من خلاله الزج بالمشاهد في ثناياه لا تزيد مشاهده داخل الشريط عن دقيقتين في أحسن الحالات وهو ما لا يعطي تعلة واضحة للحصول على ارفع الجوائز الممكن الحصول عليها في تونس.. أما الفيلم الثالث الذي تشارك به تونس في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة فهو فيلم «سفرة يا محلاها» للمخرج التونسي خالد غربال.. وهو يروي حكاية عامل تونسي تقاعد في فرنسا واثر المرض يقرر العودة إلى تونس بعد سنين طويلة فيجد كل شيء قد تغير ولا يجد الدفء إلا على مشارف الصحراء.. الشريط يقرب من السيرة الذاتية...

وتبدو حظوظ تونس في مسابقة الأفلام القصيرة أكثر جدية، وهي تتنافس في ذلك بفيلمين، الأول عنوانه «العبور» لنادية تنجور، والثاني بعنوان «الأيام السعيدة» لمريم ريغاي وتتنافس على جوائز هذه المسابقة مع سوريا ولبنان وجزر القمر.. وبإمكان تونس أن تحصد إحدى الجوائز الهامة في هذا الاختصاص وذلك بالنظر للتجربة التونسية الهامة التي راكمها الشباب التونسي في هذا الباب والنشاط السنوي المتواصل بعشرات نوادي السينما المنتشرة على كامل أرجاء البلاد.. وفي انتظار نتائج هذه الأيام السينمائية ذات الأهمية والتي ستتضح ملامحها بصفة نهائية يوم 1 نوفمبر(تشرين الثاني)، ما زالت العاصمة التونسية تعيش على وقع خطى عشاق الفن السابع الذين يتنقلون بين قاعة سينمائية وأخرى وعلى صفحات وجوههم إغراءات التجربة السينمائية وجاذبية الصورة التي لا تنتهي....