هنيدي: أرفض الاحتكار.. والدراما فرضت سيرين عبد النور

الفنان الكوميدي يحتفل بفيلمه الحادي عشر «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» في «عيد الأضحى»

محمد هنيدي في أحد مشاهد فيلم «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» («الشرق الاوسط»)
TT

لا يمكن لأي ناقد أو مؤرخ سينمائي تناول التاريخ المعاصر للسينما المصرية دون الإشارة إلى جيل «محمد هنيدي» الذي فتح الباب لعودة الجمهور بكثافة لدور العرض وما تبع ذلك من تداعيات بعد النجاح المفاجئ والكبير لفيلم «إسماعيلية رايح جاي»، ليبدأ هنيدي ثورة المضحكين الجدد بفيلمه ذائع الصيت «صعيدي في الجامعة الأمريكية» عام 1998.

وأياً كان ما حدث له من صعود وهبوط منذ ذلك التاريخ يبقى اسمه في المقدمة كأحد الفنانين المؤثرين في تلك المرحلة، فتقديمه لعشرة أفلام حتى الآن يجعله في المقدمة سواء من حيث القدرة على الاستمرار أو الإيرادات، وكونه صاحب الانطلاقة التي أنعشت موسم الصيف المصري، تجعل الكل يترقب ظروفاً مختلفة لموسم عيد الأضحى الذي يطل «هنيدي» من خلاله لأول مرة عبر فيلمه رقم 11 «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» ليعود هنيدي لجمهوره بعد غياب قرابة العام في توقيت مختلف، وبشخصية جديدة تماما هي «المدرس القادم من الأرياف» وباسم فيلم طويل وغريب، وبصحبة سيرين عبد النور، التي قدمت للسينما ثلاثة أفلام لكن الجمهور سيقابلها للمرة الأولى مع محمد هنيدي.

هنيدي في تعاونه الاول مع شركة جود نيوز جروب، كان بداية حديثه مع «الشرق الأوسط»، حيث تعددت الشركات التي تعامل معها في الآونة الأخيرة، لكن الفنان الكوميدي لم يجد في الأمر غرابة، فقد قدم مع «العدل جروب» أربعة أفلام، ومع المنتج «محمد حسن رمزي» ثلاثة ومع «إسعاد يونس» فيلمين وقدم مع روتانا فيلما واحدا هو «عندليب الدقي»، بالتالي تعاون مع الكبار في الوسط السينمائي وهو ما يؤكد علاقته الطيبة مع الجميع.

في الوقت نفسه يرفض هنيدي الاحتكار ولا يوقع على أي عقد طويل المدى إلا لو كانت النصوص جاهزة للتنفيذ، لكن أن تطلب منه الشركة التوقيع على بطولة ثلاثة أفلام متتالية وهو لا يعرف إلا مضمون الفيلم الأول فالأمر لا يحتمل المخاطرة وهي الخبرة التي اكتسبها بعد سنوات طويلة من العمل في الفن، منها عشرة أعوام كبطل أول.

والملخص أن النص الجيد يجب البحث عنه في أي مكان ودون قيود، وهو ما حدث مع المؤلف يوسف معاطي الذي يتعاون معه للمرة الأولى، فكلاهما اتفق على أن شخصية المدرس الفلاح لم تقدم كما ينبغي في السينما وأن مناطق الكوميديا بها كثيرة خصوصا لو كان هذا المدرس هو محمد هنيدي، الذي سيأتي من الأرياف للقاهرة لإنقاذ مستوى اللغة العربية في إحدى المدارس الدولية ليواجه تلاميذ لا يعرفون من الأساس قيمة احترام المدرس، ثم يقابل فنانة لبنانية جاءت لتحيي حفلات بالقاهرة ويتورط معها في عدة مواقف مليئة بالكوميديا للتناقض الكبير بين الشخصيتين قبل أن يجمع الحب بينهما.

من أين إذن جاء اسم «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة»، يقول هنيدي إنه اسم قريب من اسم صديق قديم له، عرضه هنيدي على المؤلف والمخرج وائل إحسان، ليكون اسم الشخصية، لكن «معاطي» فاجأهم بأن يكون هو أيضاً اسم الفيلم، صحيح أنه «طويل وغريب» لكن المغامرة واردة وكانت النتيجة إيجابية جدا حيث جذب الاسم الجمهور عبر قراءة الأخبار في الصحف، ثم كان الأفيش الذي يظهر به هنيدي راكباً دراجة ومرتدياً ملابس المدرس الفلاح بمثابة رد فعل أول على الاسم والفيلم، ويتمنى هنيدي أن يستمر الترحيب بالعمل بعد عرضه تجارياً خلال عيد الأضحى.

ويؤكد بطل «صعيدي في الجامعة الأمريكية» و«همام في أمستردام» أنه واصل في هذا الفيلم سياسة حشد العناصر الموهوبة التي بدأها منذ البطولة الأولى، فالفيلم مليء بالأبطال المميزين سواء في الكوميديا، مثل ضياء الميرغني ويوسف عيد وحسن عبد الفتاح، أو المخضرمين مثل ليلي طاهر وعزت أبو عوف وجمال إسماعيل، وكان هناك حرص من الجميع على اختيار جيد للشباب الذين يقومون بأدوار الطلاب، أما سيرين عبد النور، فيتوقع هنيدي أن تصبح نجمة سينمائية في القريب، مشيداً بموهبتها ومؤكدا أن اختيارها لم يكن على أساس أنها «لبنانية والسلام» فالورق من البداية كان يطلب مطربة لبنانية، كما أنها ممثلة معروفة في بيروت واختيارها لا علاقة به بالدعاية أو بعدم وجود ممثلات مصريات صالحات للدور.

أما عن الموسم الجديد الذي ينافس من خلاله للمرة الأولى، فيقول هنيدي إن ظروفا عدة تجمعت ضد وجوده في الصيف الماضي، منها إجراؤه عملية جراحية، ووفاة والده، بالإضافة لعدم الاستعداد الكافي لتقديم الفيلم، والمتغيرات التي شهدها هذا الموسم بسبب شهر رمضان، والسينما المصرية بشكل عام تستعد لمغادرة موسم الصيف خلال عامين على أقصى تقدير، بالتالي لابد من دعم المواسم الأخرى، لهذا كان منطقيا أن ينتظر "عيد الأضحى" ليأخذ الفيلم وقتاً طيباً في الإعداد من جهة، وتجربة الموسم الجديد من جهة أخرى وهو الموسم الذي سيصبح رئيسيا بدلا من الصيف، مشيراً إلى أنه يتمني مثل باقي النجوم أن تتحول السنة كلها إلى موسم وألا يربط الجمهور مشاهدة الأفلام بالإجازات.

وفيما يغيب صوت هنيدي طوال الفيلم تاركاً المساحة لسيرين عبد النور التي ستقدم أغنيتين، يفاجئ جمهوره بأغنية من تلحين عمار الشريعي وكلمات أيمن بهجت قمر في تترات البداية هي «مدارس مدارس».

وبعيداً عن «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة»، ما زال المشروع الجديد لهنيدي في السينما مجهولا حتى عبور الفيلم بسلام من شباك التذاكر كما يقول، لكنه سيقدم للتلفزيون الجزء الرابع من مسلسل الكارتون «سوبر هنيدي» منتظرا نصا تلفزيونيا قويا يعيده للشاشة الصغيرة بعد غياب طويل.