روعة ياسين: أقدر الدور الجريء.. ولكن بدون إغراء أو إزعاج

الفنانة السورية تحب الدراما الخليجية وتستعد لتجسيد المناضلة الفلسطينية

روعة ياسين («الشرق الاوسط»)
TT

عرفتها الدراما السورية قبل حوالي عشر سنوات نجمة تلفزيونية جميلة انطلقت من ساحات مهرجانات ملكات الجمال إلى التمثيل، وتحديداً من ملكة لجمال البادية في مهرجان البادية وتدمر السياحي السوري، وانطلقت مع الممثل ياسر العظمة في سلسلة مراياه الكوميدية ومن ثم في عشرات الأعمال الاجتماعية والتاريخية والكوميدية وكان من أبرز أدوارها تلك الشخصية المركبة التي قدمتها في المسلسل الاجتماعي السوري «أيامنا الحلوة» الذي شكل انطلاقة حقيقية لها كنجمة تلفزيونية وليس فقط كملكة جمال سابقة، وفي الأعمال الخليجية كانت حاضرة بقوة أيضاً حيث تابعها المشاهد العربي في موسم الدراما الرمضانية الماضية في عملين خليجيين بحرينيين وهما «ملامح بشر» و«جنون الليل»، كما تابعها المشاهد في المسلسل الاجتماعي «الخط الأحمر» وفي مسلسل «باب المقام» الذي ينتمي للبيئة الحلبية وتدور أحداثه في منتصف القرن العشرين المنصرم وكذلك قدمت شخصية ندى في مسلسل «جريمة بلا نهاية» للمخرج نبيل شمس. وفي مسلسل «حوش العيلة» للمخرج هيثم زرزوري... إنها الممثلة السورية «روعة ياسين» صاحبة الحضور المميز في خارطة الدراما السورية. وفي حوار معها قالت روعة لـ«الشرق الأوسط» إنها تصور حالياً عملين جديدين وهما «سفر الحجارة» مع المخرج يوسف رزق والذي يتحدث عن القضية الفلسطينية وتؤدي فيه شخصية الفتاة المناضلة ميادة وتقوم بمقاومة الصهاينة في أعمال فدائية كما أنها تعيش قصة حب في حياتها العادية. وتصور دوراً جديداً أيضاً في مسلسل اجتماعي معاصر يحمل عنوان «على موج البحر» وهي شخصية ابتسام الأستاذة الجامعية التي تتعرض لابتزاز عاطفي من زميل لها كانت تثق به ولكن ثبت أنه إنسان غير مسؤول حيث يحاول النيل من سمعتها وتكتشف أنها في النهاية تعيش في وهم وتبحث عن الوهم. كما أنها تقرأ حالياً نصاً كويتياً قد نشاهدها تؤدي دوراً فيه في الموسم الرمضاني المقبل.

وتقول روعة حول دورها الجريء الذي قدمته في مسلسل «حاجز الصمت» والجزء الثاني منه «الخط الأحمر» حيث لعبت دور طالبة جامعية تقيم علاقات مشبوهة وتصاب بمرض الإيدز: لم أكن أتوقع أن ينال كل ذلك النجاح ولكن كونه يطرح قضية اجتماعية مهمة فقد نال اهتمام الناس ولا أرى هنا أن فيه أدوار إثارة وجرأة زائدة مثلما تحدث عنه البعض فالإثارة من ضرورات الدور وهذا ليس فيه إساءة للشخصية الأنثوية فليس هناك لباس فاضح مثلاً أو ابتذال، وأدوار الإثارة والإغراء كما يقول البعض أنها خرق للمحظور أنا لا أرى ذلك مطلقاً بل هي تقدم قصصاً من الواقع والحياة والمجتمع، وكل ممثلة تقدم نفسها بالطريقة التي تراها وتخدمها وتنبه المجتمع لقضايا ومشكلات حتى لا يقع الناس بها وهذا برأيي دور الممثلة فليس هناك خرق للمحظورات أو تقديم الشخصية بشكل مزعج. وحول رأي بعض المتابعين من أن الدراما السورية كسرت بعض المحظورات في أعمال فنية قدمت في المواسم القليلة الماضية، قالت روعة: لا أرى أن الأمر كسر للحواجز وأنا لست مع المبالغة في الدور المثير خاصة إذا لم يكن مبرراً ذلك فأنا في حاجز الصمت قدمت الدور بعقلانية وكما يجب أن يقدم وأن يكون ضمن المعقول وحاولت ألا أقوم بأي استفزاز أو إزعاج للمشاهد وحرصت على احترام مشاعره وان أوصل له الفكرة من الدور والعمل الفني بشكل عام فهو يحمل رسالة للناس.

وحول المسلسل التاريخي «خالد ابن الوليد» والذي شاركت روعة في جزءيه ولاقى بعض الانتقادات قالت روعة: لم يأخذ المسلسل الاهتمام الجماهيري المطلوب رغم أنه أخذ مساحة كافية بالعرض والانتقادات التي وجهت لزميلي بطل العمل باسم ياخور، وكلها لم تكن في محلها فهو أدى الدور بشكل ممتاز ولكن البعض اعتبر أن باسم كونه معروفاً كوميدياً أكثر فلم يساعده ذلك في تأدية الدور التاريخي لشخصية خالد بن الوليد فهذا غير صحيح رغم أن الجزء الثاني قدمه الممثل سامر المصري بدلا من باسم ياخور والاثنان برأيي كانا موفقين بالدور. وأسأل روعة عن تجربتها المتواصلة منذ سنوات في العمل مع الدراما الخليجية فتجيب: أديت دور امرأة خليجية في أعمال عديدة وإجادتي للهجة الخليجية مقبولة وبرأيي أن الدراما الخليجية ممتازة وأحببتها فهي تقدم قصصاً جميلة ومن البيئة الخليجية، والقائمون عليها يفكرون بتطويرها بشكل دائم وهناك بساطة في ظروف العمل وعدم تعقيد في جو العمل وأنا سأكرر التجربة الخليجية، بالتأكيد عندما يعجبني الدور في المسلسلات الخليجية فأوافق عليه دون أي تردد، والحمد لله قدمت أربعة أعمال خليجية حتى الآن وكلها كانت ناجحة. وحول اختيارها للدور تقول روعة: الدور الذي يضيف لشخصيتي ورصيدي الفني ويخدم حياتي الفنية أوافق عليه فوراً وما يهمني هنا هو الناس أولاً وأخيراً ورأيهم فيه وأنا أتقبل النقد وأتحمل مسؤولية الدور غير الناجح، فالممثل كإنسان يخطئ ويصيب ولكن في المرات التالية أعمل على عدم الوقوع في الخطأ وفي أعمال عديدة قدمت أدواراً مركبة وصعبة خاصة في المسلسلات الاجتماعية مثل مسلسل أيامنا الحلوة وهي أدوار مهمة ومجهدة ولكن برأيي أن الممثل عليه أن يعمل بمثل هذه الأدوار حتى لو تعب وأخطأ أحياناً لأنها تظهر مقدرته التمثيلية وحرفيته الفنية. وأسأل روعة إن كنا سنشاهدها في الدراما المصرية ممثلة كبعض الممثلين السوريين وكما هي موجودة بشكل واسع في الأعمال الخليجية فتقول روعة: الممثل السوري مطلوب للدراما الخليجية والمصرية لأنه فنان قبل أي شيء وموهوب وليس فقط من أجل المال والشهرة كما يقول البعض، وأنا أرى أن عمل الممثلين في الدراما المصرية موجة قد تستمر أو لن تستمر ولكن تبقى تجربة مهمة للممثل السوري وأنا جاءني عروض للعمل مع الدراما المصرية ولكني اعتذرت لأنها لم تحقق لي إضافة لرصيدي الفني فليس الغاية فقط أن أكون موجودة في الأعمال المصرية وهذا شيء جيد ولكن أيضا يجب أن تحقق المشاركة إضافة لرصيد الممثل السوري والدراما السورية على الرغم من أنها ليس فيها دعم مالي ورفاهية للممثل مثل المصرية والخليجية ولكنها نجحت بشكل كبير لوجود نجوم كثر في المسلسل الواحد وكلهم أبطال في المسلسل الواحد ولا تعتمد على بطولة النجم الواحد فقط، وهذا أحد أهم أسباب نجاح الدراما السورية.