شيماء الهلالي: تحررت من قيود معاناتي مع شركة الإنتاج

الفنانة التونسية اختارها طلاب الجامعة الأميركية اللبنانية لتسلم جائزة صباح التذكارية

شيماء الهلالي («الشرق الإوسط»)
TT

عندما اختار طلاب الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) شيماء الهلالي لتسلم الجائزة التكريمية للمطربة صباح بسبب وجود هذه الأخيرة خارج بيروت، لم تصدق للوهلة الأولى. ورأت في هذه اللفتة الشبابية تجاهها حافزاً لإبقاء خطواتها الثابتة في مجال الفن، هي التي لم تتجاوز مسيرتها الفنية السنوات الثلاث.

فالمعروف أن شيماء الهلالي (تونسية) شاركت في برنامج ستار أكاديمي 3 وكانت أحد نجومه بفضل موهبتها الجيدة وأدائها الجدّي في متابعة صفوف الأكاديمية بشهادة أساتذتها.

تقول شيماء: «الموقف الذي عشته خلال تكريم السيدة صباح زادني تشبثاً بالفن، وعندما اخترت غناء «شوفيها الدني» لصاحبة التكريم وجدتها تتلاءم والحدث، خصوصاً أن صباح أدت هذه الأغنية في حفلة تكريم لها أقيمت في تونس عام 2004».

وتضيف: «لا شك أن صباح قدوة فنية وأسطورة لن تتكرر، ومن معرفتي القصيرة بها اكتشفت سبب تألقها ونجاحها المستمرين حتى الآن، ألا وهو تواضعها اللافت».

وشيماء معجبة بصباح منذ نعومة أظافرها وكان أساتذة الأكاديمية غالباً ما يخصونها بأغانٍ لها كونها تؤديها بإحساس عالٍ.

وعما إذا كان هذا الموقف سبَّب لها إحراجا أمام الفنانة رلى سعد التي سبق أن تبنت موهبتها صباح وشاركتها في أغنية ثنائية «يانا يانا»، ردت شيماء: «لم أفكر بكل هذه الأمور. كل ما شغلني قبل تسلم الجائزة وبعده أن أكون على قدر مستوى هذه السيدة، وهي في نظري ظاهرة لن تتكرر».

وأبدت شيماء إعجابها الكبير بردة فعل صباح عندما علمت بأمر تسلمها الجائزة فألحت عليها أن تؤدي الأغنية باحتراف وأن تصورها فيديو كليب في ما بعد للذكرى.

ووصفت شيماء جائزة طلاب الجامعة اللبنانية الأميركية بالشبابية والصادقة التي جاءت إثر استفتاء طلابي جامعي شمل أكثر من ستة آلاف طالب من مختلف الجامعات في لبنان، فاختاروا بأنفسهم أفضل المبدعين اللبنانيين في شتى مجالات الفن ليقدموا لهم جوائز تكريمية. وعن سبب تمكن زملاء لها من المواسم نفسها من الظهور بشكل أسرع منها، مثل جوزف عطية وهناء الإدريسي، أوضحت شيماء أن هذا التباطؤ في خطواتها لم يأتِ بالصدفة بل ساهمت فيه عوامل عدة أهمها عدم اقتناع الشركة المختصة بإنتاج أعمالها بموهبتها الفنية، الأمر الذي دفعها لفسخ العقد والتحرر منه لتبدأ مسيرتها الحقيقية.

وكان الـ«ديو» الغنائي الذي تشاركت فيه مع المطرب عاصي الحلاني أولى ثمار هذا التحرر. وتروي شيماء: «لقد استمع عاصي الحلاني بالصدفة إلى صوتي من خلال أغنية لم تكتمل معالمها بعد في استوديو طوني سابا، فأعجب به وطلب من الملحن هيثم زيات الاتصال بي لعرض فكرة الديو عليّ، وهكذا كان. إلا أن هذه الفرصة لم تكتمل لأن الأغنية وعنوانها «رجعلي أو رجعني» لم تصور فلم تأخذ حقها كاملا، وهي من كلمات أحمد ماضي وألحان هيثم زيات. إلا أن هذا الديو كان بمثابة محطة مميزة في مشواري القصير، أفتخر بها.

واعترفت شيماء بأنها في فترة ما ترددت في إكمال مسيرتها الفنية بسبب معاناتها مع الشركة المنتجة لأعمالها فأصيبت بالخيبة، إلا أنها اليوم تسعى بزخم أكبر وتصر على الاستمرار رغم أن عدم الصدق وانتشار الكذب في هذا المجال يجعلانها تسير حذرة حتى لا تقع في الأوهام. وتشير إلى أن تجاربها المتواضعة في عالم الفن حتى اليوم جعلتها تتحلى بالصبر والبال الطويل لتنطلق من جديد.

ورأت أن ظاهرة الديو المنتشرة حالياً على الساحة الفنية من شأنها دعم فنان على حساب آخر، ولكن تفضل أن تجرى بين اسم لامع وآخر صاعد لأن الديو عندما يتشارك فيه فنانان عملاقان لا يشكل إضافة فنية لهما. وأوضحت أن سبب استقرارها في بيروت كغيرها من نجوم ستار أكاديمي يعود إلى مكانة هذه العاصمة العربية في مجال الفن، «فهي تزدحم بأسماء لامعة في مجال اللحن والكلمة والغناء والإعلام، ومن الطبيعي أن تشكل لنجوم ستار أكاديمي موطئ قدم ينطلقون منه بقوة».

ووصفت تجربتها التمثيلية في مسلسل «جبران» الذي عرضته الـ«ال. بي. سي» الموسم الفائت بالرائع، فاكتسبت الخبرة في التعامل مع الكاميرا وأظهرت جانباً من موهبة دفينة لديها لطالما كانت تحلم بإظهارها. لكنها استبعدت العمل في مجال التمثيل حالياً لأنها قررت التفرغ تماماً للغناء.

وبالنسبة إلى من يلفتها من زملائها السابقين واللاحقين في الأكاديمية على الساحة اليوم قالت شيماء إن الفرص أتيحت لكثيرين، ولكن بعضهم واجهته مشاكل مع شركة الإنتاج التي تتولى إدارة أعمالهم، والبعض الآخر كان الكسل رفيقه بدل الجهد، فاستحق أن يبقى مكانه.

حالياً تحضِّر شيماء لتسجيل أغنية بعنوان «عم بحلم» من كلمات فارس اسكندر وألحان سليم سلامة وتوزيع نيكولا شبلي ستطلقها قريباً في الأسواق بعد أن تصورها فيديو كليب وهي من النوع الإيقاعي الطربي.