نور الشريف: «الرحايا» و«ماتخفوش» سبب اختفاء «الدالي»

مسلسلاه الجديدان يناقشان القضية الفلسطينية وهموم الصعيد في مصر

نور الشريف («الشرق الاوسط»)
TT

الحديث مع الفنان المصري نور الشريف يختلف عن الكثير من الفنانين الموجودين على الساحة، فالشريف ليس مجرد مؤدٍّ جيد أو يملك كاريزما أمام الكاميرا فقط، إلا أنه فنان مثقف يعي قضايا أمته العربية، وكثيراً ما قدّم أعمالا تعبر عن ذلك، وقد بدأ قبل أيام تصوير مسلسله الجديد «ما تخافوش» وهو من تأليف «أحمد عبد الرحمن» و إخراج «يوسف شرف الدين»، ويجسد فيه شخصية مذيع مثقف يعمل في إحدى الفضائيات، حيث يقدم فيها برنامج باسم المسلسل «ما تخافوش» ويناقش فيه العديد من القضايا وأهمها القضية الفلسطينية والحركة الصهيونية.

ويرد الشريف خلال حواره مع «الشرق الأوسط» في القاهرة على تساؤلات كثيرة حول أسباب غيابه عن المسرح، ومستقبل الجزء الثالث من مسلسل «الدالي» الذي حقق شعبية كبيرة في مصر، كما يتحدث عن مشاريعه السينمائية المقبلة.

> هل يتطرق مسلسل «ما تخافوش» إلى قضايا سياسية؟ - مسلسل «ما تخافوش» يعرض قضيتين في غاية الأهمية يعاني منهما المجتمع العربي ويهدف المسلسل إلى الرغبة في إزالة الخوف من المواطن العربي حتى يتمكن من المشاركة في قضاياه السياسية بل محاربة كل شيء يحمل كلمة خوف، كما يتناول أيضاً القضية الفلسطينية بجانب توضيح الفرق بين الحركة الصهيونية والديانة اليهودية وماذا يفعل اليهود لتحقيق أهدافهم، والمسلسل مناسب جداً في الوقت الحالي وهو مواكب لأحداث غزة الحالية بالرغم من أنه يجهز له منذ ثلاث سنوات.

> هل تم تعديل السيناريو في ظل أحداث غزة الحالية؟

- بالفعل تمت إضافة لقطات حية وبالإضافة إلى تأجيل الحلقة الأخيرة من المسلسل إلى حين الانتهاء من الأحداث السياسية على أرض الواقع حيث إنه لا يوجد نوع من الخيال بل نتحدث عن الواقع وأحداث نعيش فيها.

> حدثني عن دورك في المسلسل؟

- أؤدي دور مواطن مصري مثقف له موقف تجاه العديد من القضايا بجانب أنه يمتلك قناة فضائية ولديه برنامج سياسي فيها يسمى «ما تخافوش» والبرنامج يناقش العديد من القضايا السياسية المتواجدة على الساحة المحلية حتى يحدث الصدام مع الحركة الصهيونية ومن هنا يبدأ اتجاه البرنامج إلى مناقشة القضية الفلسطينية والحركة الصهيونية وقبل اتجاهه إلى الإعلام المرئي كانت لديه جريدة أسبوعية أيضاً سياسية.

> هل توجد مفاجآت في المسلسل كما تعودنا عليه من نور الشريف؟ - يوجد العديد من المفاجآت التي تقلب أحداث المسلسل كما حدث من قبل في جميع أعمالي السابقة بالإضافة إلى أنني سوف أستضيف العديد من الشخصيات الحقيقية في البرنامج من كافة الدول العربية كان لها الدور في القضية الفلسطينية بالوثائق والمستندات والكتب التاريخية.

> هل وجود «مي نور الشريف» كان من اختيارك؟ - بالفعل وجود «مي» في هذا المسلسل من اختياري لأنني لي وجهة نظر في تأسيس وعمل قاعدة لديها وإعطائها خبراتي وفي النهاية الاختيار لها هي «وسارة» وبجانب ذلك يوجد العديد من الوجوه العديدة التي سأقدمها هذا العام في المسلسلين اللذين يتم تصويرهما في الوقت الحالي، ففي مسلسل «الرحايا» أقدم خمسة وجوه جديدة، وفي مسلسل «ما تخافوش» أحد عشر وجهاً جديداً استقطبتهم من معهد الفنون المسرحية وأنا حالياً أشرف على تدريبهم من خلال البروفات.

> رغم انشغالك بقضية غزة فإنك لم تشارك في الوقفة الاحتجاجية في نقابة الممثلين؟ - لأنني لو شاركت في الوقفة الاحتجاجية لن أمسك أعصابي كما حدث مع العديد من زملائي، فمنذ ضرب غزة ابتعدت عن وسائل الإعلام لأنني لا أحب الغوغائية والكل يزايد على الآخر ومن المحتمل وجود شخص يستدرجنا إلى الخطأ ولذلك فأنا أطالب أي جهة إعلامية بإبعاد الفنانين عن أي نطاق سياسي وأرفض بكل المقاييس ما يحدث، وأتمنى من الله أن تنتهي هذه الأزمة على خير ولمّ شمل إخواننا العرب.

> ما رأيك في موقف مصر في أحداث غزة الحالية؟

- مع احترامي للآراء الأخرى أنا لا أؤيد دخول مصر في الوقت الحالي في حرب، فلابد من أن ننظر في الموضوع بشكل عملي أكثر لأن لدينا العديد من الأزمات المحلية وأهمها الأزمة الاقتصادية وفي اعتقادي أن هذه الأزمة مدبرة من جهات ليست معروفة وأنا ضد أي شخص يحاول تشويه صورة مصر أو اتهامها بالسلبية ونحن لم نكن سلبيين، فلابد من أن نتحدث بلغة العقل.

> ماذا عن تحمسك الشديد لتقديم فيلم عن الشيخ «أحمد ياسين» و«حسن نصر الله» وبعد ذلك توقفت؟

- بصراحة توقفت خوفاً من رفض القنوات الفضائية لعرض هذه الأعمال لأنهم في نظر الكثير إرهابيون، فمثلا قام تلفزيون قطر بإنتاج مسلسل «الطريق إلى كابل» وتمت إذاعة خمس حلقات فقط ثم أوقفوه وممكن أن يحدث ذلك معي حيث يتم إنتاج هذه الأعمال تحت ضغط نقل وجهة نظر هذه القنوات المشرفة على الإنتاج وأنا أرفض ذلك.

> فما سبب تأجيل مسلسل «حسن الشاذلي»؟

- أنا طلبت تأجيله إلى العام المقبل لأن العمل يناقش قضايا دينية حساسة وفي ظل هذه الأحداث والحرب بين مذهبين الشيعة والسنة الأقرب لبعضهما البعض فلو تم تصوير هذا العمل في الوقت الحالي فسوف نتهم بأشياء كثيرة لأنه يناقش أهم الشخصيات المتصوفة الإسلامية ويحتاج إلى مصحح ديني قوي جداً.

> أنت محاور جيد ومثقف بدرجة كبيرة لماذا لا تفكر في تقديم برنامج يعالج العديد من القضايا؟

- عُرض عليّ العديد من البرامج لتقديمها لكني رفضت لأني أريد برنامجاً يحمل أفكاري الشخصية وليست أفكار القناة الفضائية التي سأعمل من خلالها وأنا أفكر في عمل ذلك وسيكون إنتاج البرنامج على نفقتي الخاصة ويكون في اتجاه سياسي، وبالمناسبة أنا أكره البرامج الاقتصادية لأن من وجهة نظري فهي تعمل لحساب شخصيات معينة. > عودة إلى الدراما الصعيدية بعد غياب طويل بمسلسل «الرحايا».. ما تعليقك؟

- أنا سعيد بهذه العودة بعد عشرين عاماً منذ مسلسل «مارد الجبل»، ومسلسل «الرحايا» هو عمل تراجيدي إنساني يتناول قضايا جديدة لم تتناولها الدراما الصعيدية من قبل مثلما تعودنا عليها ولكن هو عمل إنساني يتناول الصراع في إحدى الأسر في صعيد مصر فضلاً عن صراع رب الأسرة مع أولاده ومطلقاته الأربع كما يحتوي على العديد من مشاهد الأكشن عن طريق شخصية «محمد دياب» وهو رجل أعمال في إحدى قرى سوهاج ويمتلك محجراً ومن خلال هذا المحجر يدخل في خلاف مع منافسيه.

> هل أحداث المسلسل حدثت في الواقع؟

- بالفعل بعض الأحداث حدثت في الواقع واستطاع مؤلف المسلسل ببراعة شديدة أن يجمع بين الأسطورة والحقيقة بشكل درامي هائل بالرغم من أنه أول عمل تلفزيوني له ولكن الذي ساعد المؤلف في ذلك نشأته في مجتمع الصعيد.

> ألم ينتبك الخوف من التعامل مع مؤلف ومخرج في عمل واحد ولأول مرة؟

- لا يشغلني اسم المؤلف ولا المخرج بقدر العمل ومدى قدرتهما على تقديمه بأفضل صورة. والمخرج «حسني صالح» أرى فيه مخرجاً متميزاً فهو لديه ثقافة كبيرة في الإخراج ولديه خبرة هائلة في التصوير، وهذه أهم ميزة في المخرج الناجح، أما المؤلف «عبد الرحيم كمال» فله مستقبل باهر في مجال التأليف الدرامي.

> تصوير عملين في آن واحد، ألم يشكل عبئاً عليك؟

- إطلاقاً لا يوجد أي عبء، إلا أنني بدأت بالفعل في تصوير مشاهدي في مسلسل «ما تخافوش» مع المخرج «يوسف شرف الدين» وسأنتقل إلى «الرحايا» الذي بدأ المخرج «حسني صالح» تصوير مشاهد المسلسل من غيري وإن شاء الله بعد إنهاء مشاهدي في مسلسل «ما تخافوش» سأنتقل فوراً إلى الصعيد لبدء تصوير مشاهدي في مسلسل «الرحايا».

> ألم تقلق من المنافسة في شهر رمضان بوجود كم هائل من المسلسلات الدرامية؟

- أنا أجتهد في عملي ولم تشغلني أي منافسة بوجود أعمال أخرى ولا أنظر إلى ملعب غيري وأنا إن شاء الله سأكون موجوداً في رمضان المقبل بعملين أحدهما صعيدي والآخر سياسي.

> ما سبب وقف تصوير مسلسل الدالي الجزء الثالث؟

- مؤلفه «وليد يوسف» لم ينته حتى الآن إلا من كتابة 15 حلقة فقط مع أنه كان متفقاً على تصويره من البداية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي حتى يعرض قبل شهر رمضان وبالتالي تم تأجيل المسلسل لحين انتهاء المؤلف من كتابة باقي الحلقات فأنا لا أبدأ تصوير أي عمل إلا بعد قراءته كاملاً ولكن أنا مصر في كل الأحوال على إكمال الجزء الثالث من مسلسل الدالي.

> هل توجد مشاريع سينمائية في الفترة المقبلة؟

- هناك ثلاثة أفلام من إنتاجي يجري التحضير لها وفيلم «نقطة نور» مع شركة «جود فيلم» وفيلم آخر أقوم بقراءته حالياً من إنتاج أفلام «ناهد فريد شوقي» وقصة الفيلم تدور حول مشاكل أولاد السلطة وهو من تأليف «بلال فضل» وإخراج «حاتم علي».

> ألم تفكر في خوض تجربة الإخراج مرة أخرى؟

- أنا حزين لبُعدي عن الإخراج ولكني أفكر في عملين من إنتاجي وسأبدأ فيهما بعد نهاية شهر رمضان المقبل وأيضاً توجد مسرحية سأقوم بإخراجها.

> هل يوجد عمل يجمعك مع زوجتك السابقة بوسي؟

- بالفعل يجري البحث عن نص يجمعنا أنا وبوسي في عمل واحد فانتظرونا قريباً.

> أين أنت من المسرح الآن؟

- ضحك... وقال: بعد أن قمت بالتجهيز لمسرحية، بعدها بفترة زمنية قليلة تم وقفها لظروف إنتاجية.