الحراس الشخصيون ضرورة للبعض.. وعبء على آخرين

معظم الفنانين لا يتنقلون دون مواكبتهم

TT

عندما ترددت شائعة أخيرة حول تعرض رلي سعد للتهديد بالقتل، نفت الفنانة اللبنانية ذلك موضحة أنها لا تؤمن إلا بما كتبه لها الله وحتى إنه لا يرافقها حراس شخصيون لتمسكها بهذا المبدأ. إلا أن ما تقتنع به رلي لا ينطبق على آخرين من زملائها الذين باتوا لا يقومون بخطوة واحدة دون مواكبة حراس شخصيين لهم.

فعاصي الحلاني الذي يتنقل حالياً برفقة حراسة مشددة يجد أن أيامنا الحالية تتطلب ذلك فهو إضافة إلى الـ «بودي غارد» الذي لا يفارقه شخصياً أينما وُجد هناك سيارة أخرى تتبعه دائماً وفيها عدد من الحرس الشخصيين وهم من أقربائه وأصدقائه الذين يثق بهم. ويقول عاصي: «لا أعرف لماذا الأمر يلفت الناس في لبنان بينما هو طبيعي في أوروبا والولايات المتحدة. فالمغني هناك لديه حراسة هائلة وشركة الإنتاج إضافة إلى مدير أعماله المهتمان به يشددان على ذلك لتوخي الحذر وعدم الوقوع بالمحظور». ويشير إلى أن التعديات التي يواجهها بعض الإعلاميين وكذلك بعض الفنانين دفعته للإصرار على هذه الخطوة لاسيما أنه عادة ما يتنقل مع عائلته، الأمر الذي يشعره أكثر بالاطمئنان.

وكما عاصي كذلك راغب علامة، ملحم زين، وائل كفوري وهيفاء وهبي التي يسبقها مرافقوها إلى المكان الذي تقصده للتأكد من خلوه من أي شيء غير مرغوب فيه. ويتنقل غالبية هؤلاء في سيارات ضخمة أو سريعة كـ«الهامر» أو «الجيب» على أنواعها والمزودة بزجاج داكن بحيث لا يمكن رؤية من في داخلها بوضوح.

ويعتبر المطرب جورج وسوف أحد أكثر المطربين الذين يخافون على أمنهم الشخصي، فإضافة إلى الحراس الشخصيين الذي يرافقونه في سيارته الشخصية عادة ما ترافقه سيارتان في تنقلاته خصوصاً أثناء إحيائه الحفلات. ويرفض الوسوف التحدث عن هذا الموضوع معتبراً أن لكلٍّ اقتناعاته ومبادئه في الحياة وهو يثق بمرافقيه ويشعر معهم بالأمان.

وينتقد بعض الفنانين الزملاء الذين يخافون إلى هذا الحد على أمنهم الشخصي، فيرى إلياس الرحباني أن أكبر نجوم الفن في الماضي لم يعيروا هذا الأمر أي اهتمام فكانوا يتنقلون بسلام بين منطقة وأخرى حتى في عز الحرب اللبنانية متكلين على حب الناس لهم.

أما المطرب والموسيقي نقولا نخلة سعادة فيجد المواكبة ضرورية أحياناً وغير مفيدة أحياناً أخرى، موضحاً أن بعض الفنانين يستعملونها في أماكن لا تتطلب أي حماية، وهو يرفضها إذا تجاوزت الآداب العامة ويوضح: «أنا شخصياً أستعين ببعض المواكبة عندما أجد الأمر ضرورياً للحماية والتنسيق. فنحن نعيش اليوم في عصر الأحداث والمشاغبات، وبكلمة (في عصر الأمن) مما يتطلب من الفنان أخذ الحيطة والحذر».

ويفسّر أحد مديري أعمال فنان معروف مواكبة الحراس الشخصيين وخصوصاً في ظل زحمة المعجبين بضرورة الابتعاد عن المشاكل السخيفة أو لعدم الوقوع في مواقف حرجة مع متعهدي الحفلات أو مع فنان آخر يحيط نفسه بكم من الحراس الشخصيين ويسابق الزمن لاعتلاء خشبة المسرح قبل غيره إضافة إلى أسباب أخرى تكمن في حب الأذية والتعدي من أشخاص حقودين ولا يريدون الخير للآخرين.

وكانت الساحة الفنية قد شهدت في الفترة الأخيرة تعديات عدة حصلت لفنانين في لبنان وخارجه، أمثال الراحلة سوزان تميم وقبلها المغربية ذكرى وآخر حصل في التسعينات لراغب علامة في الأردن، إضافة إلى حوادث تعرض لها إعلاميون في لبنان أمثال نضال الأحمدية ونيشان ديرهاروتونيان اللذين عانيا من جراء الاعتداء عليهما جسدياً ونفسياً.