الفنانون يعتمدون على الزوجات في اختيار الأغاني

بعضهم يستعين بمديري الأعمال وآخرون حسب «خبرته»

هيفاء وهبي
TT

غالبا ما يتساءل كثير منا عن كيفية اختيار المطربين لأغانيهم وعما يدفعهم لانتقاء أغنية معينة دون سواها. وفي هذا الإطار، يقول المؤلف والملحن طوني أبي كرم إن خبرة المطرب تلعب دورا أساسيا في هذا الموضوع، وكذلك مدى ثقته في الملحن أو الشاعر أو الموزع الذين يتعامل معهم. ويوضح أن هناك فئة من الفنانين ما إن تسمع اللحن حتى تشعر بأهميته وفئة أخرى تعدّل نص الأغنية ليتلاءم مع صوتها، بينما نسبة أخرى تقصد الملحن مباشرة إثر الاتصال بها وتوافق فورا على وضع صوتها على الأغنية لثقتها الكبرى به.

ويضيف أبي كرم: «هناك خلطة معروفة بالأغنية تتألف من اللحن والكلام، وعادة ما تنسجم هذه الخلطة بسرعة مع تطلعات النجم، وفي أوقات أخرى يجري عليها بعض التعديلات لتناسب صوته». وأحيانا كثيرة، كما يقول أبي كرم، «يلعب كاراكتير صوت الفنان دوره في اختيار الأغنية. والمثال على ذلك أغنية «أقول أهواك» التي كانت بمثابة انطلاقة الفنانة هيفاء وهبي. ويعلق: «لم تكن الأغنية تتلاءم بتاتا وصوت رجل أو أي صوت نسائي قوي، فجاءت منسجمة مع صوت هيفاء قلبا وقالبا».

وأعتبر أن «لا وجود للشاعر اليوم، فغالبية الموجودين مؤلفو كلمة وتنحصر فئة الشعراء في قلة من الكتاب أمثال سعيد عقل وطلال حيدر. وهناك فنانون يصرون على التعامل مع هذا النوع من الكلام الذي لا يجوز أن يضع اللحن له مسبقا بل لاحقا».

والمعروف أن ماجدة الرومي وجاهدة وهبي وهبة قواس هن من المطربات اللواتي يعطين الكلمة حيزا كبيرا ومنها ينطلقون لاختيار الأغنية. فالأولى تتعامل مع الشعراء أحلام مستغانمي والألماني غونتر غراس (حامل جائزة نوبل للآداب) وطلال حيدر وانسي الحاج والراحل محمد درويش وندى الحاج. أما الثانية فارتبطت ارتباطا مباشرا بالراحلين نزار قباني ومحمود درويش وبآخرين أمثال هنري زغيب، أما الثالثة فتتعاون مع أنسي الحاج وحمزة عبود وندى الحاج. وتقول جاهدة وهبي: «الكلمة هي التي تستفزني لألحنها، وإذا لم يدخل الكلام قلبي فلا أستطيع الاقتراب منه. الأغنية هي وحدة متكاملة بين الكلمة واللحن والصوت، إلا أن الكلام يبقى الركيزة الأولى للأغنية الناجحة».

والمعروف مثلا أن عاصي الحلاني من النجوم الذين يثقون برأي زوجته كوليت بولس، أما راغب علامة فيهمه الأخذ برأي شقيقه خضر، فيما نانسي عجرم تتكل على إحساسها وعلى رأي مدير أعمالها جيجي لامارا، وكذلك الأمر بالنسبة إلى اليسا التي يرافقها مدير أعمالها أمين أبي ياغي في جميع مراحل اختيارها الأغنية.

أما نجوى كرم فتتأثر بآراء مقربة منها أمثال عازف الإيقاع طوني عنقاء والملحن وسام الأمير. ويهتم بعض الملحنين أو كتاب الأغنية بإقامة ثنائيات تنعكس إيجابا على مردود عملهم. وأحيانا لا يستطيع الفنان الإفلات منها أمثال الموزع طوني سابا والملحن هيثم زيات أو طوني أبي كرم والموزع نقولا شبلي. فيما ثنائيات أخرى أمثال طارق أبو جودة وهادي شرارة وسليم سلامة وطوني سابا وبودي نعوم وانطوان الشعك انتهت إثر خلافات أو ظروف أخرى نشأت بين الطرفين.