منى واصف: أعجبت بشخصية «مناحي».. والدراما الخليجية تطورت

صاحبة شخصية أم مناحي تدافع عن المرأة الشامية

منى واصف («الشرق الاوسط»)
TT

تقوم الفنانة السورية منى واصف حاليا، بتصوير عدد من الأعمال التلفزيونية للموسم الحالي، بعد أن شاركت في الموسم الماضي بدورها الرئيسي في مسلسل «الحوت» وفي مسلسل «أهل الراية»، الذي ينتمي إلى البيئة الشامية. ومنى واصف - التي تقول عن تجربتها الفنية الدرامية والمسرحية والسينمائية المستمرة منذ أكثر من أربعين عاما، إنها لعبت الأدوار كافة، ولم يُصنع لها بشكل خاص، وأثبتت جدارتها دون الاعتماد على أحد - تقول: «يمكنني القول إنني نجمة بروليتارية كادحة، وهذا ما أعطاني القوة وأشعرني بامتلاك المقدرة على فعل أي شيء».

وبالفعل، استطاعت منى واصف أن تقدم للمسرح الكثير، وكذلك للسينما، إذ كانت من أوائل النجمات السوريات اللاتي خضن تجربة العمل السينمائي مع القطاع الخاص، وحتى على المستوى العالمي مع مصطفى العقاد، ولم تكتف بالعمل مع المؤسسة العامة للسينما كقطاع إنتاجي سينمائي عام في سوريا، وكذلك اقتحمت التلفزيون بقوة من بدايات انطلاقة الدراما التلفزيونية السورية، وكانت حاضرة مع مختلف الأعمال التاريخية، حيث تعشق مثل هذه الأعمال والأدوار، كونها تجيد اللغة العربية الفصحى بشكل واسع، وفي الدراما الاجتماعية المعاصرة، وفي الكوميديا مع دريد لحام والكثير من مخرجي وممثلي الكوميديا السوريين والعرب.

وفي لقاء معها تقول الفنانة منى واصف لـ«الشرق الأوسط» عن أعمالها التلفزيونية الجديدة التي تصورها حاليا: «آخر الأعمال كانت في مسلسل (العار) للمخرجة رشا شربتجي، وقد أنهيت تصوير دوري فيه، وشخصيتي كانت الأم الطيبة (أم يوسف)، المرأة الشامية الأصيلة التي تعطف على أسرتها وأحفادها الصغار، رغم أنها تعيش معاناة قاسية في محاولتها حماية أسرتها من جو الفقر والبؤس. وأصور حاليا دوري في مسلسل (الدوامة) للمخرج مثنى الصبح، وشخصيتي فيه امرأة (الحاجة زهرة) متعلقة ببيتها الشامي كرمز للشام في خمسينيات القرن الماضي، والتغيرات التي حصلت، فهي تتشبث ببيتها وشاميتها، وبشقيقها الطيب الودود، بينما شقيقها الثاني يريد إخراجها من المنزل، كونه متأثرا بالأفكار الغربية ولاتهمه العلاقات الأسرية. أما العمل الثالث فهو عمل اجتماعي، سباعية من إخراج سيف شيخ نجيب، ودوري فيه شخصية (أم وائل)، التي تحاول التقريب بين ابن أختها سائق التاكسي، وزوجته، وتنصحها بعدم تركه لظروفه المعيشية السيئة، فهي هنا شخصية إنسانية خيرة في هذا المسلسل. وسأشارك في القريب القادم، وبعد انتهائي من تصوير دوري في السباعية، في مسلسل يحمل عنوان (رجال الحسم)، وهو عبارة عن ملحمة درامية عن مدينة القنيطرة في عام 1967، للمخرج نجدت أنزور، وسأصور فيه شخصية (أم خليل)، والدة شهيد، وتتعلق برفيقه بعد أن ينزحوا من الجولان إلى الشام، وتعتبره مثل ابنها الشهيد».

وحول إن كان الجمهور سيشاهدها في عمل تاريخي هذا العام، تقول منى: «أنا في هذا الموسم منزعجة، لأنه لم يعرض عليّ أي دور في مسلسل تاريخي، فأنا أعشق تقديم مثل هذه الأدوار، خصوصا وإنني أجيد اللغة العربية، وأقدم فيها كل إمكانياتي الفنية».

وحول تجسيدها لأكثر من شخصية نسائية في الموسم الدرامي الواحد، وهل يؤثر على الأداء الفني للشخصية، تقول منى واصف: «لا أقبل أن أقوم بتصوير شخصيتين في وقت واحد، إلا إذا كان هناك دور صغير ودور كبير، وهذا مبدئي في العمل الفني منذ انطلاقتي الفنية، لأنني مقتنعة بالتركيز على شخصية واحدة في وقت واحد، لكي أعطيها حقها تماما، من حيث الأداء الواقعي، وحتى لا يسبب لي تعدد الشخصيات في آن تعبا وجهدا مضاعفا. وفي الموسم الماضي قدمت دور البطولة في مسلسل (الحوت)، ولكن عملت أدوارا صغيرة في أعمال أخرى مثل (أهل الراية)، وهذا مر مع (الحوت)، ولكن كان لشخصيتي في (أهل الراية) تأثير مهم في سياق العمل، كوني فهمت الرسالة من الدور والغاية منها، وهي أن من يوصل الإنسان إلى مرحلة الكذب والسوء وحتى القتل هو الفقر».

وتجيب منى واصف عن سؤال حول تقديم أكثر من عمل من البيئة الشامية في الموسم الماضي، وتأثير ذلك على متابعة الجمهور لهذه الأعمال، فتقول: «عُرض في الموسم الماضي مسلسل (أهل الراية)، وهو من البيئة الشامية، مع مسلسل (باب الحارة)، ولكن لم يؤثر أحدهما على الآخر في المشاهدة، بسبب أن لهما قصتين مختلفتين، رغم البيئة الواحدة، وأنا كما قرأت أن مسلسل (باب الحارة) كان الأكثر مشاهدة عربيا، و(أهل الراية) حاز على نسبة مشاهدة كبيرة، أعتقد أنه في أوروبا جاء ثانيا أو ثالثا في المشاهدة من المشاهدين العرب هناك، حسبما قرأت وسمعت».

وحول ما قيل عن أن مسلسل (باب الحارة) ظلم المرأة الدمشقية، في حين أعاد (أهل الراية) لها الاعتبار، ورأيها بهذا القول، تجيب منى: «النساء في (أهل الراية) أكثر قوة وشراسة، ولفتوا النظر إلى مكانة المرأة في المجتمع والأسرة، ولكن (باب الحارة) قدم المرأة الشامية في الثلاثينات من القرن الماضي، كما هي في بعض حارات دمشق، لا في كل البيوت والأحياء الدمشقية، حيث كان هناك نساء متعلمات وأديبات ومدرسات، وهناك أول محامية دمشقية تخرجت عام 1924م. ولكن يبقى ما قدمه (باب الحارة) كادوار نسائية نموذج، وليس بالضرورة أن يُحتذى به. وأنا لا أرى أنه أساء إلى المرأة الدمشقية، فعندما زرت بعض الدول العربية وجدت أن العديد ممن التقيتهم كانوا يرغبون في الزواج بامرأة شامية بعد مشاهدتهم مسلسل (باب الحارة)، وقالوا لي إن المرأة الدمشقية مجتهدة في الطبخ ومطيعة لزوجها، وكانوا يرددون المثل الشعبي الدمشقي: (من بدو ينام نومة هنية يتزوج امرأة شامية)!. وأنا شاركت بدور في الجزء الثاني منه، وكان شخصية المشعوذة، وقبلت به لأنه جاء على مزاجي، ولن أمانع بالمشاركة في الجزء الرابع منه، فأنا أحب العمل مع المخرج بسام الملا، وهو يجيد تقديم البيئة الشامية دراميا، وأعتبره (شيخ الكار) في مجال المسلسلات الشامية، ويكفي أنه تلميذ للمخرج علاء الدين كوكش! والأعمال الشامية نجحت لأنها قدمت أعمالا جديدة على المشاهد العربي، وعلى الأجيال الجديدة، التي تعشق تلك العلاقات الأخوية الحميمية بين الجيران، والأخلاق التي تقدمها هذه البيئة، والتي نفتقدها في العصر الحديث».

وحول دور الدراما في القضية الفلسطينية تقول منى واصف: «أنا حزينة جدا لما حصل في غزة، ولا توجد بشاعة أكثر مما حصل فيها من قتل للأطفال والنساء والشيوخ، والدراما الآن تلعب دورا مهما في تقديم القضية الفلسطينية، وبعد الحرب على غزة بدأت القنوات الفضائية بعرض أعمال تتعلق بالقضية الفلسطينية، ومنها (الاجتياح)، وأستغرب أنه لم يعرض إلا على قناة واحدة قبل الحرب، وحاليا بدأ يعرض في القنوات الأخرى بعد اجتياح غزة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى (التغريبة الفلسطينية)، وهو عمل مهم وقريب من التوثيق، ولكن يبقى العمل الوثائقي وما نشاهده حاليا أهم بكثير من الدراما، في ما يتعلق بما يحصل في فلسطين».

وتقول منى واصف عن مشاركاتها في الدراما الخليجية ورأيها بها: «الدراما الخليجية جميلة، وتتميز بأن فيها عواطف كثيرة وبكاء، وهي أوجدت ممثلين كبار ودراما مهمة، وهناك ترسيخ وتأكيد للدور الذي يجب أن تلعبه الدراما الخليجية. وكذلك في المسرح في الخليج متطورون جدا في الكويت والشارقة. باعتقادي أننا سنشاهد دراما متطورة في الخليج قريبا، لأن كثرة الأعمال تفرز الجيد من الرديء، وبالنسبة إليّ شاركت في المسلسل السعودي (سياحة سياحة)، وقدمت فيه دور أم شامية وتتحدث باللهجة الشامية وهي متزوجة برجل سعودي، وتترمل بعد فترة من زواجها، ولديها أولاد وأحفاد، ابنتان: واحدة تتزوج بشخص غني، والثانية بشخص فقير، وكل عام تذهب ابنتها الغنية في سياحة إلى خارج البلاد، بينما الفقيرة لا تذهب، فتقوم الأم بالعمل في صناعة العود (العطر والعنبر) لتتمكن من إرسال ابنتها الفقيرة في سياحة خارج المملكة مع أولادها، حتى لا تغار من أختها الغنية. والعمل نجح، وحاز على الجائزة الأولى في مهرجان البحرين للتلفزيون».

«وأنا سعيدة» تقول منى واصف «بالمشاركة في أول فيلم سعودي (مناحي)، وجسدت فيه شخصية أم مناحي، وتكلمت به باللهجة الخليجية التي أجيدها بشكل جيد، وسعيدة بالاهتمام الذي حصل عليه الفيلم، وبالعمل أيضا مع الممثل فايز المالكي الذي قام بدور مناحي وكنت أمه في الفيلم».