المطربة السورية هويدا: لن أتنازل عن هويتي السورية من أجل المال أو الشهرة

خلافي مع نوال الزغبي كان سبب شهرتي * مسيرتي الفنية تشبه سمكة السالمون التي تسبح عكس التيار

TT

اكدت الفنانة السورية هويدا انها لن تترك لهجتها السورية بحثاً عن المادة أو سعياً وراء الشهرة. وقالت في حوار مع «الشرق الأوسط» ان المطرب العربي الآن يعيش كالطائر لا يستقر بمكان، واضافت هويدا، خلال وجودها في مصر للمشاركة في حفل ليالي التلفزيون، ان مشكلتها مع نوال الزغبي أفادتها كثيراً وكانت سببا في شهرتها.

وهذا نص الحوار:

* هل التلون بأكثر من لون غنائي يفقد الفنان هويته الأصلية؟

ـ كلام غير صحيح، ولكن التلون هو مقدرة خاصة ليست في استطاعة الجميع، وهو تأكيد على الموهبة الفنية بشرط ألا يكون بهدف المتاجرة والربح أو كسب الود والحب. فأنا مثلا ادرك تماماً كيفية الحديث باللهجة المصرية أو غيرها من اللهجات، ولكني أحرص أن يكون حديثي دائماً باللهجة السورية حتى لا يقال انني افتقد هويتي السورية، أما عند الغناء فأرتدي ثوب كل اللهجات فأصبح خليجية ـ مغربية ـ مصرية أو بدوية حتى، استطيع أن أصل بالكلمة المغناة الى جميع الوطن العربي، واعتقد ان هناك العديد من المطربين لديهم نفس هذا المبدأ في حياتهم. وبصراحة شديدة، لن أترك لهجتي أبداً بحثاً عن المادة أو جرياً وراء الشهرة، وما حدث معي في مشواري بالفن غريب، فكنت مثل سمكة السالمون التي تسبح عكس التيار، فشهرتي أول ما جاءت كانت في سورية ثم عمان ثم دول الخليج ثم لبنان، وأخيراً مصر.

* في ألبومك الأخير «دللني»، ما هي اكثر اللهجات التي اعتمدت عليها؟

ـ أحرص أن تكون هناك أربع لهجات: السورية والبدوية والمصرية والخليجية، ولقد غنيت في «دللني» اغنيتين بالمصرية، صورت منهما أغنية «وينك حبيبي» ألحان عصام كاريكا، اخراج سعيد الماروق، وتعرض على قناة ART، واستطيع ان أقول ان النجاح في أي دولة أخرى لا يتساوى مع مصر فهي القمة وأنا الآن عرفت طريقها.

* هل تنوين الاقامة الدائمة في مصر؟

ـ المطرب العربي الآن يعيش كالطائر لا يستقر بمكان واحد، وأنا وان كنت أفكر بالاقامة في مصر إلا انني دائماً مرتبطة بأعمال ومهرجانات وحفلات وتسجيل اغان على مستوى الوطن العربي بأكمله مما يجعلني لا استطيع حتى البقاء في سورية طويلا.

* عمرك الفني الآن 6 سنوات ولكن خلالها لم تقدمي سوى ثلاثة ألبومات، فما السر وراء ذلك؟

ـ الجمهور عرفني بسورية منذ عام 1996 عندما غنيت في مهرجان حلب اغنية «ما ندم عليك»، وهي من اغاني التراث السوري والتي كانت السبب في المشاكل بيني وبين المطربة نوال الزغبي. وفي عام 1998 قدمت ألبوم «أغراب»، ثم قدمت بعد ذلك عام 2000 ألبوم «ناري»، وأخيراً قدمت هذا العام «دللني»، والتأخير جاء بسبب بحثي في البداية عن شركة تقتنع بصوتي وبما أقدمه وتتولى أمر اصدار الألبومات، حتى وجدت شركة «روتانا» التي ساعدتني كثيراً في السنوات الماضية ووقعت معها عقد احتكار لاصدار خمسة ألبومات.

* وهل الاحتكار في صالح الفنان أم لا؟

ـ الاحتكار في مطلقه ليس في صالح الفنان لانه يمنعه من البحث عن الجديد ولكن عندما يكون احتكارا مؤقتا وبين الطرفين تفاهم كامل مع الاقتناع بالصوت الذي معهم واقتناعهم بقدرتهم على الاختيار، وقتها يكون احتكارا مفيدا للفنان يحميه ويجعله يبحث عن الافضل، وبالفعل في الفترة القادمة سوف أقدم ألبومي الرابع.

* في رأيك، بعد خلافك مع نوال الزغبي، هل الخلافات والشائعات تساعد في شهرة الفنان؟

ـ نعم ولا أنكر ان خلافي مع نوال الزغبي أفادني كثيراً وكان السبب في مزيد من الشهرة لي خاصة إنني كنت وقتها في بداية طريقي الفني ولكن لم اكن افكر في الأمر بهذا الشكل فقط، كنت أريد أن أثبت حقي وأجعل الجميع يدركون انني أول من غنى أغنية «ما ندم عليك»، فهي من أغاني التراث وليست أغنية نوال الزغبي كما كانت تدعي، ولكن الخلافات انتهت بيننا. وللعلم هناك بعض الفنانين يطلقون على أنفسهم بعض الشائعات حتى يكونوا دائماً مصدر حديث دائم بين الناس لتكون بذلك دعاية لهم ترفع من مبيعات ألبوماتهم، وعامة أنا استفيد من هذه الخلافات وأقول ان الضربة التي لا تقتلني تقويني.

* وما حقيقة خلافك الأخير مع المطرب اللبناني عاصي الحلاني؟

ـ الحكاية بدأت عندما تقابلت أنا وعاصي في سورية والتقط لنا المصورون بعض اللقطات الفوتوغرافية معاً وكتبت أخبار ان هناك مشروع دويتو غنائي بيننا رغم انني لم أكن أعلم شيئا عن ذلك وفوجئت بالخبر منشورا في الجرائد ولكن تعجبت من رد فعل عاصي فوجدته يصرح بأنه لن يغني مع هويدا فهي ليست من جيله، ولننتظر اين هي من مستوى عاصي، ومع كل ذلك فأنا أكن كل الاحترام الى الفنان عاصي الحلاني، ومن خلال جريدة «الشرق الأوسط» أود أن أقول لعاصي ان الكبير هو الله سبحانه وتعالى ومن المفروض ألا ينسى أحد نفسه وكيف كانت بدايته، وعاصي فنان كبير ونحن نعتز به وكثيراً من الفنانين يتمنون ان يشاركونه دويتو غنائي، وأنا عن نفسي أتمنى له كل النجاح.

* مَنْ مِنَ الأصوات قديماً وحديثاً تستمعين له ومن تودين مشاركته في دويتو غنائي؟

ـ استمع الى انغام وذكرى وهاني شاكر، وأحب كل مراحل وردة الجزائرية العمرية والفنية، ومن سورية احب ميادة الحناوي ومها الجابري من الجيل الماضي واستمع ايضاً الى فضل شاكر واتوقع ان نشترك معاً في دويتو غنائي قريب فبيني وبين صوته تفاهم والتقاء شديد، وهو أهم ما يجب أن يتوافر بين الفنان والآخر الذي يود مشاركته في دويتو غنائي.

* رغم احترافك للفن إلا انك اخترت ان تدرسي الحقوق، فهل ذلك بسبب رفض والدك للغناء؟

ـ صحيح ان والدي كان يرفض دخولي الى عالم الغناء فنحن من أسرة ليس بيننا من احترف هذا المجال من قبل وكل معلوماتنا عنه ضئيلة، كما اننا نعيش في اللاذقية التي تبعد عن دمشق العاصمة كثيراً، ولكن أمام اصراري وتمسكي الشديد به فعلت حيلة وافق والدي بعدها على الفور، وهي انني رسبت في الشهادة الاعدادية رغم انني كنت مجتهدة جداً في المذاكرة، وامام ذلك وافق والدي بشرط أن انجح في الدراسة بعد ذلك، ولكنه لم يختر لي الكلية التي أدرس بها. وبعد ان حصلت على الثانوية العامة قررت دراسة الحقوق من أجل التعرف على حقوقي في ابرام العقود والعلاقة بيني وبين الناس وبالفعل استفدت كثيراً منها ولكن بسبب انشغالي في الفن ما زلت حتى اليوم ادرس بها ولدي اصرار قوي بأن أحصل على الشهادة العليا، ولكن لم اختر الموسيقى فلقد كنت محترفة للفن بالفعل وشاركت في بعض المهرجانات والحفلات عندما كنت بالمرحلة الثانوية فاكتفيت بأن يكون الفن لدي موهبة تزيد مع الوقت والخبرة.

* ولماذا عدد المطربين في سورية قليل ولا يقارن بالدول العربية الأخرى؟

ـ ما زال الأمر صعباً في سورية، فالبنت «عيب ان تغني»، وهو نفس السبب الذي قاله والدي لي عندما رفض دخولي مجال الغناء، كما ان هناك العديد من المتاعب والصعوبات، فأنا مثلا ان كنت بدأت أعرف منذ 6 سنوات، فلقد بذلت مجهوداً قبلهم مدة 6 سنوات أخرى، حتى يمكنني ان اقول للناس انني مطربة، فلا توجد مؤسسات ترعى الفنانين وهو نفس ما يتعرض له المطربون في العديد من الدول العربية.

* وما رأيك في من يقول ان المطربة الآن تغني بفستانها؟

ـ المشاهد الآن اصبح يشاهد تماماً مثلما يستمع، لذلك فمن المفترض ان نقدم له الوجبة الفنية متكاملة الصوت والصورة، وتتمثل هذه الصورة في الاناقة والحضور والقدرة على التعامل مع الناس فوق خشبة المسرح.