هيام أبو شديد: خبرتي الإعلامية زادتني نضجا في التمثيل

اعتبرت أن عودتها في «عصر الحريم» جاءت في الوقت الملائم

هيام أبو شديد («الشرق الإوسط»)
TT

بعد غياب خمسة عشر عاما، عادت هيام أبو شديد لتدخل مجال التمثيل من جديد من خلال مسلسل «عصر الحريم»، الذي يعرض حاليا على الـ«إل. بي. سي». ووصفت عودتها هذه بالمناسِبة وفي الوقت الملائم، لا سيما أنها سبق أن قرأت نص المسلسل بفضل الصداقة التي ترطبها بكاتبته منى طايع منذ عشرين عاما. حينها لم تكن تعلم أنها يوما ما ستجسد دور «سلام» فيه، وهي الأم التي تعيش صراعا مريرا بين المرأة الأيقونة التي تفني حياتها من أجل أولادها، والمرأة التي لها حق إقامة علاقة حب توصلها إلى شاطئ الأمان.

وتقول هيام: «تعاطفت مع (سلام) وشعرت بأن نضجي وكل ما خضته من تجارب في حياتي الزوجية ساعداني على تجسيد الدور بشكل جيد». مضيفة: «هذه الشخصية جذبتني لأدافع عنها، لا سيما أن الدور له تركيبته وعقده الخاصة».

وتعترف بأن انخراطها من جديد في عالم التمثيل أزعجها من ناحية واحدة هي طريقة العمل التي تتطلب جهدا ووقتا كبيرين، «الأمر الذي يزيدك عصبية مقارنة بالعمل الإعلامي حيث تشعر بالدلال أكثر معنويا وماديا».

وتقول: «في الأسبوع الأول بكيت وشعرت بأنني لن أستطيع الاستمرار، ولكن فيما بعد تأقلمت فالتقطت (الفيروس) من جديد وانخرطت في العمل».

وأشارت إلى أن تفرغها للعمل الإعلامي في الفترة الماضية جعلها أكثر نضجا ووعيا، فصارت تتعامل مع الدور الإنساني بشكل أفضل، لافتة إلى أنها خلال تلك الفترة كان لها إطلالات خجول في هذا المضمار من خلال فيلم «فلافل» وآخر توثيقي بعنوان «أبونا يعقوب».

وكشفت أنها للوهلة الأولى قلقت من طول المسلسل (30 حلقة) ومن عدم تمكنها التزام الخط المرسوم لها. ولكن الأمور اختلفت تماما فيما بعد. وبمقارنة هيام الممثلة البارحة واليوم تجد أنها حاليا تتمتع بهدوء أكبر، فالسن لعبت دورها، خصوصا أن الشباب يمر بفترة ثورة ورفض يتغيبان تماما في عمر النضج.

وأوضحت سبب غيابها طوال تلك الفترة، وهو تفرغها الكامل لعائلتها، لا سيما أن التمثيل يتطلب جهدا ووقتا كبيرين.

وعن رأيها في الوجوه الجديدة المشاركة في المسلسل وبينها لاميتا فرنجية، قالت إنها تفضل أن يأخذ الأكاديميون فرصتهم في هذا المجال؛ هم الذين درسوا وحلموا بتحقيق أحلامهم. إلا أن ذلك لا يلغي مواهب جديدة برزت في الآونة الأخيرة رغم قدومها من عالم مختلف تماما عن عالم التمثيل. وأكدت أنها تتابع المسلسلات اللبنانية وتفتخر بهذه الصناعة التي تتطور يوما بعد يوم.

وعن عودتها المرتقبة إلى تلفزيون الـ«إم. تي. في» الذي سيعاود فتح أبوابه أواخر الشهر المقبل بعدما أُقفل بقرار حكومي عام 2002، وكانت هيام أبو شديد يومها إحدى العاملين تحت سقفه وناضلت من أجل إبطال القرار، رأت أن الأمر لمسها إعلاميا فكان بمثابة بلسمة الجرح الذي أصيبت به قبل سبع سنوات، ودفعها إلى التفكير في الهجرة بعد الاشمئزاز الذي ألم بها من جرائه، مؤكدة أن عودتها لن تكون تكملة لما بدأته في برنامج «جدل»، لا سيما أن هذا النوع من البرامج تزدحم به شاشات التلفزة اليوم.

وأشارت إلى أن ما ستقدمه يدور - دون شكّ - في فلك الهموم الاجتماعية الإنسانية أو الفنية. وما يهمها أن لا تكون خطوتها الجديدة هذه ناقصة، نافية نفيا قاطعا نيتها العمل في مجال البرامج السياسية لأنها لا تشكل طموحا لها.

وعن ملاحظاتها على البرامج الحوارية الاجتماعية اليوم رأت أنها أصبحت بمثابة «شو» يعرض فيه المقدم عضلاته ويستفيد من وجع الناس والمشاهدين، ومن ثم يعود كل شيء إلى ما كان عليه.