الدراما الصعيدية تجذب النجوم.. بعيداً عن النكات

صلاح السعدني ونور الشريف وجمال سليمان ارتدوا الجلباب

فاروق الفيشاوي أدى دور الصعيدي في مسلسل «عفريت القرش» الذي عرض العام الماضي («الشرق الاوسط»)
TT

باتت الدراما التلفزيونية الصعيدية في الفترة الأخيرة عنصر جذب لعدد كبير من المؤلفين والفنانين، فعالم الصعايدة بكل ما يحمله من مشاكل وأزمات وقضايا قد يفتقدها مجتمع المدينة يمثل ثراء لصناع الإبداع. يرى الناقد الكبير لويس جريس أن الإقبال جاء على الدراما الصعيدية بعدما حدث إفلاس إلى حد كبير وتكرار للموضوعات التي كتبت عن المدينة، مثل الزواج العرفي والطلاق ومشاكل العلاقات الزوجية ومخاطر العولمة وما إلى ذلك من موضوعات باتت مستهلكة.

ويشير جريس إلى أن تقديم نماذج ناجحة مثل ما قدمه يحيي الفخراني في مسلسل «الليل وآخره» جعل الكثيرين يقبلون على التطرق إلى شخصية الصعيدي فهو من الموضوعات التي مازالت جديدة رغم كثرة تناولها. وعلى الرغم من الحرب الإعلامية التي تعرض لها المؤلف محمد صفاء عامر عقب إسناده بطولة مسلسل «حدائق الشيطان» في العام قبل الماضي إلى الفنان السوري جمال سليمان إلا أن عامر قرر هذا العام أيضا غير مبال بأي حروب أخرى تشن عليه إسناد شخصية «همام أبو رسلان» في مسلسل «أفراح إبليس» الذي كتبه إلى جمال سليمان فاتحا عليه أبوابا من النقد الذي لا ينتهي. وفي «أفراح إبليس» يظهر سليمان في شخصية صعيدي صاحب نفوذ يحاول استغلال العلاقة التي يتمتع بها مع السلطة والسياسة في فرض سيطرته على أهل القرية التي ينتمي إليها، ويشارك في البطولة الفنانة الكبيرة عبلة كامل وأيتن عامر، وعدد كبير من الوجوه الجديدة والإخراج لسامي محمد علي.

ويدافع عامر عن اختياره لسليمان، مؤكدا أنه (جمال سليمان) نجم كبير لا يختلف عليه اثنان، وأنه حتى من قبل أن يأتي إلى مصر فإن نجوميته في سورية لها وضعها ومكانتها التي لا غبار عليها، وحينما اختاره في شخصية الصعيدي للمرة الأولى من خلال «حدائق الشيطان» كان قد لمس فيه صفات قد لا تكون متوافرة كثيرا مثل الطيبة مع قوة الشخصية، والقيادة مع الديمقراطية ما جعله يعاود اختياره من خلال «أفراح إبليس».

وبدا عامر غير عابئ بالحرب المتوقع أن تنشأ مع عرض المسلسل، فما يهمه هو أن يظهر الصعيدي على حقيقته كونه ليس مجرد مادة خصبة لإطلاق النكات المستفزة التي يطلقها من لا يعلم شيئا عن هذا المجتمع.

وبعيدا عن الجدل حول اختيار غير مصري للقيام بدور مصري أصيل، ألبست الدراما الصعيدية الفنان نور الشريف الجلباب مرة أخرى، فأعاد «الرحايا» نور الشريف إلى دراما الصعيد بعد غياب دام 20 عاما بعد «مارد الجبل» وهو يسابق الزمن لكي يلحق العمل بطابور رمضان الدرامي. ويجسد الشرف شخصية «محمد أبو دياب» في المسلسل الذي يرصد الكثير من عادات أهل الصعيد وتقاليدهم التي قد يجهلها الكثيرون رغم كثرة ما يعرض عن الصعيد.

و«الرحايا» من تأليف عبد الرحيم كمال والإخراج لحسني صالح، يشارك في بطولته ريم البارودي، أحمد صفوت، بهاء ثروت، أشرف مصلحي، هياتم، خليل مرسي، لطفي لبيب، ومن المقرر أن يكتب الشاعر عبد الرحمن الأبنودي مجموعة من الأشعار التي يتضمنها العمل.

ويقول نور الشريف: منذ سنوات أتلهف لإعادة تقديم شخصية الصعيدي لأن المجتمع الصعيدي بصفة عامة متعدد النماذج وقد تجدون قرية ما بها شخصيات وطبائع وعادات وتقاليد مختلفة، لذا أحببت تقديم هذه الشخصية رغم صعوبتها وضرورة معاشرة بعض من أهل الصعيد حتى يعرف تفاصيل كلامهم، فالصعوبة لا تكمن فقط في اللهجة بل في طريقه خروج الكلام نفسه. وإلى جوار نور الشريف وجمال سليمان، سيجسد صلاح السعدني في مسلسل «العلوية» دور رجل صعيدي مزواج حيث يتزوج أربع نساء، ويعمل في سرقة الآثار وبيعها إلى الأجانب بأسعار كبيرة. وترى مؤلفة العمل سماح الحريري أن قضية «سرقة الآثار» تعد من أهم المشاكل المعروفة في الصعيد. ويبدو أن دور النساء لن ينتهي عند مرحلة التأليف فقط، فالفنانة نبيلة عبيد وبعد غياب لسنوات عن الدراما التلفزيونية بعد آخر أعمالها «العمة نور» ستجسد شخصية دكتورة صعيدية وذلك من خلال مسلسل «البوابة الثانية»، وهي أستاذة في كلية الفنون الجميلة، وتنتمي إلى عائلة صعيدية، توفي زوجها تاركا لها أبناء، لكن في أحد الأيام يُسافر أحد أبنائها في رحلة مع بعض من أصدقائه الفلسطينيين إلى غزة، وهناك يتم اختطافهم على الحدود الفلسطينية الإسرائيلية ويعتقلون من قبل سلطات الاحتلال لتبدأ «ليلى» رحلة البحث عن ابنها داخل سجون إسرائيل، وذلك بمساعدة عم الأولاد الذي يحبها ويريد الزواج منها إلا أن هناك بعض المشاكل تحول دون تنفيذ رغبته. تقول نبيلة: رغم أدائي لشخصية ترجع جذورها إلى الصعيد إلا أنني لن أرتدي جلبابا صعيديا طيلة الأحداث نظرا لمكوثها في القاهرة وإن كان أهل زوجها يرتدونه.

ومسلسل «البوابة الثانية» يشارك في بطولته كل من الممثل اللبناني فادي إبراهيم، وهشام عبد الحميد، وعزة بهاء، وشعبان حسين، وجيهان قمري والإخراج للمخرج علي عبد الخالق.