«وطن الشموس» خلاصة الفن السعودي.. راشد الشمراني: عبد المجيد كوميديان ناجح

بدر بن عبد المحسن يتابع التنفيذ وعبد الرب إدريس يغني في أوبريت الجنادرية

محمد عبده وعبد الرب ادريس
TT

حين تسمع أن أوبريت الجنادرية الوطني بدأ في تنفيذه ودخل مراحله الأخيرة، ستقول إن ذلك شيء معتاد تعودنا عليه كل عام. ولكن الجديد أن من دخل استديو الفنان السعودي عبد المجيد عبد الله القريب من شاطئ عروس البحر الأحمر في جدة يشير إلى أن هناك شيئا مختلفا.

دون مبالغة، ما كان موجودا داخل أروقة الاستديو هو «خلاصة» الفن السعودي. بدأت القصة بعد وصول الفنان السعودي راشد الماجد مطار الملك عبد العزيز الدولي، قادما من عاصمة البحرين المنامة. وصوله تحديدا كان في الوقت الذي يشاهد فيه ملايين المشاهدين خلاصة مهمة للإبداع وللفن الكروي السعودي وهو ديربي النصر – الهلال، المقام في العاصمة السعودية الرياض، وبالرغم من أن المباراة المثيرة كانت في دقائقها الأولى فإن راشد لحظة خروجه من المطار سأل عن نتيجة تلك المباراة. توجهنا من المطار إلى الاستديو، وصلنا في الساعة التاسعة مساء، كان موجودا ملحن الاوبريت الدكتور عبد الرب إدريس والفنان عبد المجيد عبد الله والفنان الممثل راشد الشمراني والفنان الشاب عباس إبراهيم. الدكتور عبد الرب كان موجودا في الاستديو منذ الخامسة عصرا، وبرفقته الفنان عباس إبراهيم الذي جلس ساعتين لتركيب صوته، وتوقف عباس لإكمال تركيب صوته في اليوم الآخر.

وبالرغم من أن صوت معلق ديربي النصر والهلال كان صادحا في مدخل الاستديو فإن أحدا لم يعط له بالا.

بعد توقف عباس إبراهيم، بدأ أطراف أوبريت الجنادرية الجديد وعنوانه «وطن الشموس» (كتبه الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن، والدكتور عبد الرب ادريس صاحب الألحان وموسيقى الاوبريت والاداء الدرامي للفنان راشد الشمراني)، وهم الدكتور عبد الرب إدريس والفنان عبد المجيد عبد الله والفنان راشد الماجد والممثل راشد الشمراني، في تركيب أصواتهم. فيما انتهى الفنان محمد عبده من تركيب صوته. كان هناك انسجام وتجانس ومحبة صادقة بين تلك الأطراف. ولأول مرة سيشارك الدكتور عبد الرب بصوته في لوحات الاوبريت. وأثناء تركيب المطربين لأصواتهم كان للمخرج الدرامي في الاوبريت الدكتور راشد الشمراني، صاحب المشوار الفني الطويل الذي ساهم بشكل كبير في نجاح أكثر المسلسلات الكوميدية في السنوات الماضية، وهو يعتبر حاليا من رموز الكوميديا في السعودية، دور في تغيير منهج المطربين، حيث لم ينحصر دورهم في وضع أصواتهم فقط بل كان لا بد من تجسيد دور تمثيلي في الاوبريت، خاصة أنه يضم حوارا غنائيا جميلا أبدع في صياغته مهندس الكلمة الأمير بدر بن عبد المحسن، فكان للشمراني دور كبير في تفاعل المطربين التمثيلي وتجسيد أدائهم بصورة درامية مذهلة، وكأنك تشاهد عملا دراميا أبطاله الرفيقان عبد المجيد عبد الله وراشد الماجد، وجودهما في الاستديو أعطى للأجواء جمالا مختلفا كانت تربطهما محبة صادقة يتعاونان سويا لتصليح أخطاء بعضهما البعض دون تزييف أو تزوير، الملامح كانت صادقة بمعنى الكلمة. الدكتور راشد الشمراني قال لـ«الشرق الأوسط»: «أوبريت وطن الشموس سيكون مختلفا بجميع المقاييس سواء من ناحية الإخراج أو الأداء أو الصورة الدرامية التي يحملها هذا العمل الذي يستحق أن يطلق عليه (أوبريت)». وامتدح الشمراني دور الدكتور عبد الرب وقال «عبد الرب تعب كثيرا وقدم شيئا جديدا وأيضا الأمير بدر بن عبد المحسن كشاعر كبير بقدر محبته للوطن». وعن الأجواء الدرامية المقدمة من المطربين من خلال أدائهم، أضاف الشمراني قائلا «هناك أداء درامي جميل ومهم ولكن صدقني اكتشفت أن نجوم الغناء في السعودية يمتلكون مواهب تمثيلية متميزة، ولو صنفتهم فعبد المجيد عبد الله لديه موهبة كبيرة في الكوميديا فيما يصلح عباس إبراهيم لأدوار الرومانسية، أما محمد عبده وراشد الماجد فكانت لهما سابقة في المشاركة الدرامية وأتمنى منهما تكرار التجربة. فيما لم ينحصر دور الدكتور عبد الرب إدريس في التلحين والأداء فقط، بل جاء دوره مع جميع المشاركين في تقديم أداء راقٍ ومختلف يليق بمكانتهم الفنية ومشوارهم الفني الطويل». وقال عبد المجيد عبد الله: «الأوبريت يضم لمحات فنية رائعة وسيكون عملا مهما، خاصة أنه يضم أهم نجوم السعودية، سواء الأمير بدر بن عبد المحسن أو الدكتور عبد الرب الذي يجيد تقديم الألحان الناعمة، وهو وضع عصارة خبرته وأيضا إخواني محمد عبده، راشد الماجد، وعباس إبراهيم».