حسام تحسين بك: دخلت التمثيل صدفة وبتحريض من دريد لحام

الفنان السوري «حارس باب الحارة» يمتدح ابنته ندين

حسام تحسين («الشرق الاوسط»)
TT

ينتمي الفنان السوري (حسام تحسين بك) إلى جيل الرواد في الدراما والعمل الفني السوري، حيث انطلق في منتصف الستينات مع فرقة أمية للفنون الشعبية الاستعراضية كراقص ومؤدٍّ ومغنٍّ، حيث يمتلك صوتا دافئا جميلا ورشاقة جسدية مميزة. وبعد فترة قصيرة تحول تحسين بك إلى ممثل شامل انطلق مع الفنان دريد لحام كوميديا ليصبح فيما بعد نجما تلفزيونيا وممثلا استعراضيا، جسد عشرات الشخصيات الكوميدية والتاريخية والتراجيدية والاجتماعية المعاصرة في مسلسلات تلفزيونية كثيرة، وفي أفلام سينمائية عديدة، من وادي المسك وأيام شامية، وحتى حمام القيشاني وعيلة النجوم بكافة أجزائها، وجميل وهناء وتل الرماد والعبابيد ويوميات فهمان وعودة غوار ودبليو كوم وليالي الصالحية، وفي باب الحارة كان حارسا أمينا للباب. وتابعه المشاهد في الموسم الماضي يجسد شخصية وجيه الحارة في مسلسل أهل الراية، وفي السينما تابعه المشاهد العربي في أفلام عديدة مع دريد لحام مثل الكفرون والتقرير، كما كان موجودا في كل مسرحيات دريد المعروفة مثل ضيعة تشرين وغربة وكاسك يا وطن وشقائق النعمان والعصفورة السعيدة وغيرها.

وفي حوار مع «الشرق الأوسط» تحدث حسام تحسين بك عن آخر أعماله التي يصورها حاليا قائلا: آخر الأعمال التي أصورها حاليا مسلسل (مين انت؟)، وهو عمل اجتماعي من إخراج بشار الملا وإنتاج التلفزيون السوري، وأجسد فيه شخصية حارس حديقة، حيث تحصل معه بعض الأحداث في سياق المسلسل. وهناك عمل كوميدي جديد مع الممثل أيمن زيدان بعنوان (مرسوم عائلي)، وأنا سعيد بالعمل مع أيمن؛ فهو ممثل ظريف وجميل ومبدع ولطيف ومتفاهم مع زملائه، وأنا أرتاح كثيرا للعمل معه، وأجسد في العمل شخصية أبو رشيد، جار لأيمن في المسلسل، ويحصل مع الاثنين أحداث متنوعة كجارين وصديقين. وأجسد شخصية خياط في مسلسل سحابة صيف مع المخرج مروان بركات. وفي السينما شاركت في فيلم سيلينا عن مسرحية الرحابنة هالة والملك الغنائي الاستعراضي، بدور مستشار الملك. وحاتم مخرج مجتهد ولطيف في العمل، وهو قريب من فيلم الطاحونة الحمراء، وهو فيلم مهم جدا واستمتعت كثيرا بدوري فيه، والعمل هو تجربة جديدة، وإن شاء الله سيحقق النجاح المطلوب. وحاليا أكتب مسلسل من البيئة الشامية، وهي بيئتي وأعرف كل تفاصيلها. أنا لا أكتب لرمضان أو لوقت معين، فأنا تركت النص يأخذ مداه والحكاية تأخذ كل معطياتها على راحتها، ولن يتضارب العمل مع مسلسلات أخرى من البيئة الشامية. وأنا أكتب جزءا واحدا فقط، وأنا ضد الأجزاء في الأعمال الدرامية لأنه باعتقادي أنه من الجزء الأول يستنفذ المسلسل شروطه وحكايته أخذت حدها، ولا يجوز أن نلعب على ذكاء المشاهد، فالمشاهد أصبح يحاسب حتى على الأمور الصغيرة في المسلسل، فيجب أن نتعامل معه بصدق.

وحول الخوف من وقوع دراما البيئة الشامية في مطب التكرار، وسبب نجاح باب الحارة الذي شارك فيه، قال تحسين بك: سبب نجاح باب الحارة أن الناس تحتاج إلى الأخلاقيات التي يقدمها العمل، وحب الناس بعضهم لبعض، والكرامة والرجولة، واليوم الناس تستذكر قيم الأجيال السابقة بصدقها وكلمتها الواحدة ومحبتها بعضها لبعض، فجاء المسلسل ليقدم للناس ما كانوا يستذكرونه في جلساتهم، لذلك لاقى جماهيرية كبيرة وتعاطفوا معه وأحبوا هذه البيئة حتى في العالم العربي. أما الخوف من وقوع دراما البيئة الشامية في مشكلات التكرار كما حصل مع الدراما التاريخية والفانتازيا، فرأيي هنا أنه متى يجب أن نخاف عليها ومتى لا نخاف عليها، فإذا كنا سنكرر القصص والحكايات فيمكن أن نقع في الملل والتكرار، ولكن في الشام هناك قصص وأحداث كثيرة حصلت وحكايا متنوعة اجتماعية ووطنية، فإذا ما ابتعد الكتاب عن التكرار والنمطية فلست خائفا على دراما البيئة الشامية.

وعن رأيه في قول الفنان المخضرم أسعد فضة في لقاء معه في «الشرق الأوسط» من أن مسلسل أبو كامل فتح الباب لمسلسلات البيئة الشامية، قال تحسين بك: أول عمل في مسلسلات البيئة الشامية لاقى نجاحا كبيرا هو أيام شامية، أما مسلسل أبو كامل فهو مختلف تماما عن أيام شامية، وليعذرني الزميل أسعد، فكلامه غير دقيق، فمسلسل أبو كامل لم يقدم البيئة الشامية بشكل صحيح، ومن قدمها بشكلها الحقيقي هو مسلسل أيام شامية.

وحين سئل حسام تحسين بك عن أكثر الأدوار التي يرتاح إلى أدائها، خصوصا أنه برع في الكوميديا وفي التراجيديا وفي الأعمال الاجتماعية المعاصرة، فأجاب: أنا وضعي مختلف، أنا لست ممثلا، أنا جئت بطريق الصدفة. لقد دخلت مجال الفنون الشعبية أواسط ستينات القرن الماضي من خلال فرقة أمية، ووجدت نفسي ألحن وأكتب وأمثل، وتطورت الأمور، ومن كان حولي حرضوني على التمثيل، خصوصا دريد لحام الذي قال لي: أنت ممثل، وضروري أن تكون معي في الأعمال الكوميدية. وأنا لا أختار الدور، وأقدمه كما يكون، ولا أشترط ولا أختار كوميديا أو تراجيديا، لأنني أعتبر نفسي حالة عفوية في التمثيل.

وحول نجاح أغنيته ناتالي بشكل كبير رغم أنه ليس مطربا، قال تحسين بك: أنا أؤدي الغناء أداء ولست مطربا، وأقدم أحيانا قصصا من الواقع مثل أغنية ناتالي، ولذلك أخذت شعبية. والفنان دريد صوته جميل أيضا ولكنه ليس مغنيا، وهذا الأداء يخدم الممثل والمسلسل بالتأكيد، خصوصا في الأعمال الشامية، ففي مسلسل باب الحارة عندما كنت أؤدي بعض الأهازيج والجمل الشامية بشكل غنائي، كان الكثيرون يسألونني عنها ومَن كتبها، مبدين إعجابهم بها.

وعن رأيه بأداء ابنته الممثلة ندين تحسين بك وولده راكان، قال الفنان حسام: ندين ممثلة ذات أداء حسي عالٍ جدا، وتحترم عملها جدا، وهي بنت مميزة جدا وصادقة، ولدينا ممثلون جيدون من جيل الشاب. أما راكان فلا أدري إن كان أخذ القرار النهائي بأن يكون ممثلا، فهو ماكيير وفني، ولكن سئلت عنه كثيرا خارج سورية، في الكويت وقطر وتونس، وخصوصا بعد أن قدم حلقات في مسلسل كوميدي خفيف، حولوا فيه النكتة إلى مشهد. ورأيي أنه إذا ما امتهن التمثيل فسيحقق نتائج جيدة، حيث إن له تركيبة خاصة به ويتميز بالعفوية. وأنا لا أوصي أحدا بهما، فهما مجتهدان ويعرفان ماذا يريدان.

وحول مشاهدته في دعايات تجارية قال تحسين بك: عملت فقط دعاية واحدة ثابتة وغير متحركة، ولأصدقاء لي، حيث قدموني كصورة ثابتة. وأنا لست ضد الممثل أن يقدم إعلانات، فهي حالة إعلامية، وأعتقد أن الممثل عندما يتجه إلى الإعلانات فالسبب الرئيسي هو الحاجة إلى المال، والدعاية لا تقلل من قيمة الفنان، فإذا ما جاءه مبلغ جيد من دعاية تجارية تلفزيونية أو مقروءة أو مسموعة فمن الطبيعي أن يقبل بها، وهناك ممثلون عالميون قدموا دعايات.

وللفنان حسام تحسين بك مشاركات في أعمال تلفزيونية خليجية، كما كُرّم في عدة بلدان تحدث عنها قائلا: كُرّمت مؤخرا في تونس، ودُعيت إلى قطر والكويت قبل فترة، وشاركت في الموسم الماضي في عمل تلفزيوني كويتي عرض على شاشة mbc والوطن الكويتية، وهو من إخراج محمد دحام الشمري. والعمل اجتماعي من البيئة الكويتية، وجسدت فيه شخصية رجل سوري متزوج بامرأة كويتية، وقدمته باللهجة الشامية مع بعض المفردات الخليجية. وهناك عمل قادم سأشارك به، وهو مسلسل كويتي سوري مشترك، والدراما الخليجية تطورت في السنوات الأخيرة بشكل كبير وسريع وفي كل مفردات الدراما، ولديهم متابعة لتطويرها، ولكل مجتهد نصيب.

وحول سبب نجاح الدراما التركية المدبلجة قال تحسين بك: صار للدراما التركية المدبلجة متابعة وجماهيرية؛ لكونها دُبلجت باللهجة الشامية التي لها شعبية واسعة في العالم العربي، ولكن - ومع احترامي لكل اللهجات - لو دُبلجت بغير اللهجة الشامية فلن تنال أي متابعة في الشارع العربي.