مرح جبر لـ «الشرق الأوسط»: لا أصور عملين في وقت واحد

تجسد حالياً شخصية طبيبة أطفال في المسلسل الاجتماعي الجديد (موعود)

TT

منذ انطلاقتها الفنية قبل عدة سنوات تميزت الفنانة السورية (مرح جبر) بإطلالة مميزة من خلال هدوء أدائها وبسمتها التي لا تفارق وجهها الطفولي وملامحها الشرقية الجميلة، كما تميزت عن غيرها من الممثلات بأنها جاءت إلى الدراما والمسرح من أسرة فنية عريقة، حيث والدها الفنان الراحل محمود جبر ووالدتها الممثلة هيفاء واصف شقيقة الفنانة المخضرمة منى واصف، وعمّاها ناجي وهيثم جبر المتألقان دائماً في الدراما والكوميديا السورية، وشقيقتها الممثلة ليلى... ولذلك كانت مرح ومنذ أول عمل فني لها حريصة على تعميق العلاقة مع الجمهور واحترامه لأقصى الحدود فبادلها الاحترام والإعجاب بأعمال قدمتها على مدى السنوات السابقة ومنها مسرحية «شقائق النعمان» مع دريد لحام وفي مسلسلات شامية وبدوية واجتماعية وتاريخية، منها «أبو كامل وجواهر» بجزأيه الأول والثاني و«اللوحة الناقصة» و«شبكة العنكبوت» و«قريش» و«درب التبان» و«أحلام مؤجلة» و«الخصال الثلاث» و«شيمة ومرايا» /96 -98 - 2001/ مع ياسر العظمة و«الدغري» مع دريد لحام و«النار والغربة» و«لنصية» و«قصة الحباري» و«الشريكان» و«الزاحفون» و«أبو دلامة» و«عادت ليلى» و«الكشافة» و«راس غليص» وغيرها من الأعمال التلفزيونية.

وفي حوار معها أجري في دمشق قالت مرح جبر لـ« الشرق الأوسط» عن جديدها الفني التلفزيوني: أصور حالياً دوري في مسلسل اجتماعي معاصر جديد يحمل عنوان (الموعود) من إنتاج التلفزيون السوري وإخراج محمد إسماعيل أغا ويتضمن عدة خطوط درامية وأجسد فيه شخصية طبيبة أطفال اسمها (أمل) وتعاني مع زوجها من مشكلات اجتماعية هي مشكلات الحياة المعاصرة كذلك يعاني إخوتها مشكلات أيضاً في زخم الحياة، والعمل يتناول بتفاصيله حياة أسرة سورية بسيطة تعتمد على تـأجير بعض الغرف لديها لطلاب الجامعة في محاولة لتحسين ظروفها المعيشية الصعبة. وحول أعمال أخرى ستصورها قريباً قالت مرح: بطبيعتي فأنا لا أصور أكثر من عمل واحد في نفس الوقت خاصة وأنه لديّ كم هائل من المشاهد سأصورها في المسلسل الجديد وعادة في أواخر تصويري للشخصية في أي مسلسل أقوم بالمباشرة بتصوير عمل ثانٍ لكي أتفرغ للعمل الثاني.

وحول مسلسل «باب المقام» الذي يعرض حالياً على بعض الفضائيات العربية، وهو ينتمي للبيئة الحلبية وليس الشامية التي جسدت فيه مرح شخصية معلمة مدرسة، تقول عنه: من الطبيعي كممثلة أن أقدم شخصيات من بيئات مختلفة وليس بالضرورة البيئة الشامية التي أنتمي إليها ويجب أن يكون هناك تنوع في أجواء الأعمال الدرامية السورية. وحول اللهجة الحلبية، كما لاحظ الجمهور والمتابعون للمسلسل، أننا لم نتعمق في تأديتها في العمل وتركناها بسيطة حتى يفهم العمل وقصته جميع المشاهدين العرب، وأحببنا في هذا المسلسل أن نقدم البيئة والحياة في أواسط خمسينات القرن الماضي وهي مختلفة نوعاً ما عن البيئات الأخرى.

وأسأل مرح عن سبب جماهيرية دراما البيئة الشامية التي أحبها الناس من خلال اللهجة الشامية، حتى إنهم أحبوا - كما قال البعض - المسلسلات التركية كونها تقدَّم مدبلجة باللهجة الشامية، فتجيب: هذا صحيح وشيء إيجابي برأيي للدراما السورية، وأعتقد أن الناس أحبوا الدراما التركية بسبب رومانسيتها المرتفعة وجرأتها في طرح مواضيع اجتماعية ولذلك برأيي أن نجاح الدراما التركية عربياً رتّب على الدراما السورية أموراً جديدة ومنافساً جديداً لها، فلذلك على القائمين عليها أن يبدأوا مرحلة جديدة معتمدين على الصدى الذي حققته الدراما التركية، وأرى أنه على الدراما السورية أن تتطور، وهذا طبيعي أن تكون هناك مراحل مفصلية في أي دراما كل عشر سنوات حيث يتغير الكثير من الأمور في الحياة في عقد من الزمن، وعلى الدراما السورية أن تواكب هذا التغير وأن تتطور وأن تستفيد من منافسة الدراما التركية وحضورها حالياً بقوة لدى المشاهد العربي. وبالنسبة لي فأنا شاركت في مسلسل «أبو كامل» منذ عشرين عاماً وهو من البيئة الشامية ولكن حصلت تطورات بعده كان من الضروري أن تتطور دراما البيئة الشامية فجاءت أعمال جديدة متطورة عن السابقة وقُدمت قصص جديدة وبرؤية جديدة حسب نظرة المخرجين، ولذلك تقبلها الجمهور بشكل كبير ونالت شهرة واسعة رغم أن البعض انتقدها ومنهم من قال إنها ظلمت المرأة الشامية، وهذا الكلام برأيي غير صحيح فما قدم في هذه الأعمال جاء من الحياة مع مجموعة من الأحداث وبعض التخيل وهذا أمر مشروع أن يقدمه المخرج بما يناسب العمل والبيئة والأحداث في تلك الفترة.

وحول تأثير وفاة والدها الفنان المخضرم محمود جبر قبل عدة أشهر على نفسيتها قالت مرح: نحن أناس مؤمنون بقضاء الله وقدره ولكن كنت أتوقع أن يكون هناك تكريم أوسع لوالدي الراحل وأن يسمى مسرح في دمشق باسمه فهو - وبشهادة الناس والمهتمين - مدرسة مسرحية وصاحب تاريخ فني ومسرحي عريق ومعروف في كل العالم العربي فنأمل أن يكرم كما يليق برحلته الإبداعية الفنية الطويلة.

وتجيب مرح عن تأثرها ببيئتها الفنية قائلة: من الطبيعي أن أتأثر بأسرتي؛ بأناقة والدتي هيفاء واصف واهتمامها بتفاصيل العمل... لقد أخذت من والدي ووالدتي الكثير من الأشياء الجميلة.

وعن إمكانية مشاهدتها في الدراما المصرية قالت مرح: لم تقدَّم لي عروض للعمل في المسلسلات المصرية ولن أمانع إذا ما جاءني الدور المناسب، فالحياة تتطور، وتجربة الممثلين السوريين في الدراما المصرية جيدة، وأتمنى أن تكون هناك أعمال سورية مصرية مشتركة وهي برأيي أهم من أن يشارك مثلاً ممثل سوري أو مصري في دراما الآخر فعندما تكون هناك أعمال مشتركة تكون متطورة بشكل أفضل ويمكن الاستفادة من التقنيات الفنية ومن الممثلين من الجهتين. وحول الأدوار المهمة التي قدمتها في الدراما البدوية وإمكانية مشاركتها فيها في المستقبل وفي الدراما الخليجية، قالت مرح: أنا قدمت في السنوات الماضية أعمالاً مهمة في الدراما البدوية ومنها مسلسل «جواهر» بجزأيه، وأنا أجيد اللهجة البدوية وهي أعمال لا يمكن أن نستغني عنها مطلقاً، قد يخف تقديمها في فترة ما ولكن تعود في فترة لاحقة، ولكن يجب أن تتطور باستمرار في التقنيات وفي القصص التي تقدمها وفي الشخصيات. أما بالنسبة للأعمال الخليجية فمن المعروف أن نصف ما نقدمه من مسلسلات هو من إنتاج خليجي. ومن الأعمال الخليجية التي شاركت فيها مسلسل بحريني من إنتاج سعودي حمل عنوان: (درب المحبة) وهناك مسلسل (بنت النور) ويتحدث عن عدد من العائلات العربية المقيمة في الخليج وعائلات هندية، حيث اجتمعوا مع بعضهم كجيران وحصل الكثير من القصص بينهم التي قدمها المسلسل وجسدت فيه شخصية زوجة مكافحة مع زوجها لتأمين معيشة لائقة لولديهما ولكن تأتي حماتها (جسدت الشخصية خالتي منى واصف) وتضايق العائلة الصغيرة بمصاريف مرهقة لهم مما يسبب لهم إشكالات كثيرة في الغربة.

وحول إمكانية مشاهدتها مقدمة برامج كحال بعض الممثلين السوريين قالت مرح: لم أفكر بهذا الموضوع خاصة في الوقت الحالي حيث إنني متفرغة للعمل الدرامي ووعدنا الجمهور أن نقدم له أعمالاً جديدة في موسم رمضان المقبل، لذلك علينا أن نفي بالوعد ونتفرغ لذلك.

وعن أسباب قلة ظهورها الإعلامي في لقاءات صحافية قالت مرح: لديّ توازن في حياتي فلا أدع لشيء أن يزيد على الشيء الآخر (بيتي وأسرتي وعملي الفني وشهرتي) فهناك تناغم بينها جميعاً.

وسألت مرح عن مشاهدتها لأعمالها عندما تعرض على الفضائيات فأجابت: أتابع هذه الأعمال لأطمئن على العمل ومدى نجاحه ومشاهدة مدى التناغم بين المخرج والممثلين، فأحياناً يفاجئني المسلسل أثناء عرضه بعد أن يجرى عليه المونتاج والأعمال الفنية الأخرى حيث يكون أجمل مما كنت أتصوره وأنا أصور دوري فيه.

وعن سر تألقها الدائم وحيويتها قالت مرح: السبب أنني أحب عملي وأحب الحياة وأهلي وأصدقائي، وأهم شيء التفاؤل الدائم الذي يكسبني الحيوية باستمرار.

وحول وجود مشروع زواج لديها في المستقبل القريب قالت مرح: لا يوجد أي مشروع زواج حالياً فأنا الآن متفرغة لعملي ولأهلي ولأمور الحياة.