نادين الراسي: لا أحبذ فكرة مساواة المرأة بالرجل وإلا تحولنا جميعا إلى رجال

أعربت عن إعجابها بنادين نجيم في «خطوة حب»

نادين الراسي («الشرق الاوسط»)
TT

كان لإطلالة الممثلة نادين الراسي أخيرا في مسلسل «عصر الحريم» الذي يعرض عبر شاشة الـ«إل.بي.سي» وقعها المميز لدى المشاهدين ولدى نادين نفسها التي وصفتها بالعلامة الفارقة في مشوارها الفني. ونادين التي دخلت عالم التمثيل بالصدفة بعدما كانت تعمل في مجال عرض الأزياء، تؤكد أنها عملت بجهد للوصول إلى ما هي عليه الآن، وقد وثقت بموهبتها التي ارتكزت فيها على الإحساس الصادق، مشيرة إلى أن الممثل إذا كذب في أداء شخصية خسر مصداقيته أمام الناس ووجد صعوبة في إقناعهم بموهبته.

وأوضحت أن الدور الذي تلعبه، عادة ما تغذيه بلحظات حقيقية عاشتها في حياتها العادية، فتستحضرها في وقتها وتعيش الحالة المطلوبة منها في الدور على هذا الأساس. وتؤكد أن الخبرة تلعب دورا أساسيا في هذا الإطار، وأن الممثل يعيش نوعا من المعاناة لنقل إحساسه الصادق أمام الكاميرا. وتعترف بأنها قبيل تجسيدها أي دور تعيش لحظات سابقة مشابهة له سواء كان يدور في إطار الدراما والحب والدموع أو في إطار الضحك والكوميديا. وتقول: «أنا أحب الكوميديا وهي جزء لا يتجزأ من شخصيتي وأحيانا تظهر على ملامحي حتى أثناء أدائي دورا قاسيا أو جادا، تماما كالدور الذي ألعبه في (عصر الحريم) الذي آثرت أن أظهر فيه على طبيعتي رغم أن شخصية ليلى حداد التي أشخصها في المسلسل جادة وبعيدة إلى حد ما عن إطار الكوميديا». وتقول إنها تحاول قدر الإمكان تبسيط الدور حتى لا يأتي نافرا، ولكن ضمن سياق النص الدرامي.

وتقارن نادين بينها وبين شخصية ليلى فتقول: «ليلي قاسية ولكن ذلك لا يخفي ضعفها من حين إلى آخر. وأنا بطبيعتي عفوية وتعاطفت مع ليلى العنيفة في بعض الأحيان بسبب ظروف قاسية عاشتها تحت تأثير تصرفات والدها وشقيقها». وتضيف أنها لا تؤمن «بمقولة المساواة بين الرجل والمرأة وإلا تحولنا جميعنا إلى رجال»، مؤكدة أن للمرأة حقوقا وعليها أن تتنبه لدورها الأنثوي، «فما نفع التشبه بالرجل إذا ما خسرت رسالتها الحقيقية؟ وبالتالي من قال إن الرجل هو إنسان كامل يجب أن نتساوى به؟» مؤكدة أن الاثنين عنصران متكاملان، فهو يعطيها الدعم والقوة وهي تزوده الثقة بالنفس، فيتوصلان إلى تحقيق النجاح. واعتبرت أن الأنوثة قوة بحد ذاتها يمكن ان تغير ظروفا ومحطات، «وقد نكون نعطي الرجل أكثر مما يتحمله في الحقيقة، فهو يوفر للمرأة الحماية وعليها هي أن تتصف بالأنوثة». واعترفت بأن هناك مظاهر شاذة في هذا الموضوع عندما تتطرف المرأة بمطالبها وليس بحقوقها، مستشهدة بسيدة التقتها في حفلة رسمية استهلت بالنشيد الوطني اللبناني بادرتها بالقول: «يجب تغيير عبارة سهلنا والجبل منبت للرجال لأنه يجب أن يكون للمرأة أيضا الحق فيه». وانتقدت هذا النوع من التفكير الأنثوي المتطرف الذي يؤدي بالمرأة إلى انزلاقات هي بغنى عنها.

وبررت الأخطاء التي ترتكبها ليلى في مسلسل «عصر الحريم» بأنها عاشت علاقة حبر على ورق مع أفراد عائلتها وليس علاقة دم. ووصفت «عصر الحريم» بالعمل الناجح الذي يحمل في طياته مسؤولية توعية المرأة. وتؤكد نادين أنها عادة ما تنغمس في الشخصية التي تؤديها، فتنسى الحبر وتبقى الروح وحقيقة الدور، الأمر الذي يجعلها لا تشبه أحدا.

وعما إذا كانت تطمح إلى امتهان الغناء في المستقبل، أجابت: «لا أملك هذه الموهبة وإذا انخرطت في التمثيل، فذلك لا يعني انه يجب أن أتحول إلى الغناء فيما بعد. فالغناء فن آخر لا أجيده. وهو عالم بحد ذاته ويتطلب تفانيا من صاحبه، مما قد يجعله يخسر حياته الاجتماعية ولا سيما عائلته، وهو الأمر الذي أرفضه رفضا تاما. وعلى كلٍ يجب ألا ينسى كل منا حجمه الطبيعي وأن لا يبالغ في الافتخار بمواهبه المتعددة».

ورأت نادين أن المسلسلات اللبنانية باتت على مستوى لا يستهان به على الساحة العربية، والدليل على ذلك اختيار عدد من وجوه الشاشة الصغيرة في لبنان للمشاركة في أعمال غير لبنانية على غرار مسلسل «أسمهان» الذي اختير له كل من ورد الخال وفادي إبراهيم لتجسيد دورين أساسيين فيه تركا بصمة لم تغب عن بال مشاهديه.

وأعربت عن إعجابها بمسلسل «خطوة حب» الذي تعرضه الـ«إل. بي. سي»، وهو من تأليف شكري أنيس فاخوري وبطولة عمار شلق وملكة جمال لبنان السابقة نادين نجيم، واصفة إياها بالموهبة الواعدة التي تستحق كل تقدير على الجهد الذي بذلته في أداء دورها ببساطة واحتراف، مختتمة حديثها بالقول: «في النهاية من أنا لأحكم في هذه المواضيع فلكل مضمار أربابه».

وعن دورها في مسلسل «نساء من التاريخ» الذي جسدت فيه دور «نفرتيتي» اعتبرته ممتازا تحدثت فيه بالفصحى لأول مرة وأدت الدور بتأنٍ، وأن «نفرتيتي» كانت «امرأة غير عادية ثارت في أيامها على الشعب والمجتمع». وردت على الانتقادات التي لحقت ببعض الممثلات الصاعدات اللواتي قمن بأدوار نسائية أخرى دائما ضمن حلقات مسلسل «نساء من التاريخ»، بأنه على عكس ما يعتقده البعض فإن الفن يحتاج على الدوام إلى وجوه تمثيلية نجحت جماهيريا وبرهنت عن احترافها، فقدموها للعب أدوار تاريخية لا يجوز أن تبقى احتكارا على فئة معينة من الممثلين القدامى، خصوصا أنها المرة الأولى التي تجرأ فيها الكاتب اللبناني على تقديم عمل تاريخي ضخم.

ومن ناحية أخرى، رأت أنه لا مجال للمقارنة بين الدراما المصرية والسورية واللبنانية فلكل منها نكهتها، رغم أن اللبنانية تعاني من إنتاجات ضعيفة لغياب دعمها رسميا من الدولة اللبنانية. واستشهدت بالمسلسلات التركية المدبلجة إلى السورية، إذ لم يغب عن بال القيمين السوريين في هذا المجال عن ترويج مسلسلاتهم في تركيا مقابل الدبلجة السورية لمسلسلات هذه الأخيرة.

وأعلنت أنها بصدد التحضير لمسلسل مصري من إنتاج شركة بركة، وإخراج عمر عبد العزيز، بعنوان «كلام نسوان»، تتحدث فيه باللبنانية، الأمر الذي جعلها توافق بسرعة على الاشتراك فيه. ومن المتوقع أن يعرض في موسم رمضان المقبل، وتشارك فيه مجموعة من الممثلات العربيات، وينقل عينات أنثوية عربية في إطار شيق ومسلٍ. كما أنها ستشارك في مسلسل بعنوان «Maitre Nada» ويتناول قصة محامية تتابع مشاكل ضمن إطار اجتماعي كوميدي.