بعد الستين.. هل يزداد صوت الفنان حلاوة أم يشيخ؟

آراء متضاربة حول الفكرة والاختلاف بين الرجل والمرأة.. في هذا الشأن

فيروز («الشرق الاوسط»)
TT

يتساءل كثيرون عن صحة المقولة التي تؤكد أن لصوت الفنان انتهاء صلاحية يجعله يتنحى عن الغناء ويفكر في الاعتزال.

فرغم الاعتقاد السائد بأن الصوت يزداد نقاوة وقوة مع العمر فإن الطب له رأي آخر في هذا الموضوع، يحدد صلاحية صوت الفنان عندما يصبح في سن الـ60، فيشيخ صوته ويتقطع نفسه ويفقد السلطة الطربية التي يمارسها لسنوات وسنوات على معجبيه.

ويؤكد طبيب الأوتار الصوتية والمشرف على مواهب برنامج «سوبر ستار» في تلفزيون المستقبل د. حمدان عبد اللطيف، أنه لا سن محددة للصوت وأن لكل صوت تاريخه ومستقبله وأن الأوتار الصوتية من شأنها أن تبقى على ما هي عليه حتى سن متقدمة إذا عرف الفنان كيف يحافظ عليها، موضحا أن الموضوع أعمق من ذلك وتحكمه عناصر كثيرة غير الحنجرة، وبينها طريقة التنفس ونوعية الغناء الذي يؤديه المغني والغشاء الصوتي لدى كل شخص. وتعتبر التمرينات المستمرة للحنجرة وكذلك الخبرة في كيفية إخراج الصوت عند الغناء من العناصر الأساسية التي تطيل عمر الصوت أو تنقصه. ولذلك تجد مطربين كثرا برهنوا عن خامة صوتية قوية رغم تقدمهم في السن أمثال وديع الصافي وصباح وفيروز في لبنان وصباح فخري في سورية. ولعل الأذن التي ـ كما يقول المثل ـ تعشق قبل العين أحيانا تشكل عاملا أساسيا في هذا الإطار، إذ من شأنها أن تؤثر سلبا أو إيجابا على صاحب الصوت إذا فقد من نسبة سمعه أو أصابه خلل ما فيها.

ويلاحظ وجود قوة صوتية لافتة لدى الرجال أكثر من النساء، لأن المرأة تصاب بضعف مبكر في حنجرتها، على عكس الرجل الذي رغم تقدمه في السن يحافظ على رنات وترية منتظمة.

فالهيهات وأبو الزلف والميجانا والعتابا التي اشتهرت بها صباح في عز عطاءاتها، أصبحت غائبة تماما عن صوتها اليوم بعدما فاق عمرها الثمانين وأصاب حنجرتها نوع من الارتجاج والرجفان الملحوظين حاليا مما جعلها تبتعد تماما عن إقامة أي حفلات غنائية. فيما بقي صوت المطربة سعاد محمد نقيا وواضحا حتى الآن رغم دخولها مرحلة الشيخوخة. وما ينطبق على صباح لا ينطبق مثلا على الراحلة أم كلثوم التي بقيت حتى اللحظة الأخيرة من حياتها تتمتع بخامة صوتية لافتة، وكذلك بالنسبة إلى الراحلة كلوردكاش التي احتفظت حتى وهي على مشارف نهاية حياتها بصوت قوي بقي يردد أغنيتها الشهيرة «آمنت بالله» حتى لحظاتها الأخيرة. وتؤكد اختصاصية علم الصوت (Vocalise) ماري محفوظ أن العناصر المحافظة على الصوت هي النوم والتمرين وعدم التحدث بصوت مرتفع، مشيرة إلى أن قوة الصوت هي التي تحدد عمره ومدى صلاحيته، وعندما تبدأ بالتدهور يرحل معها الصوت إلى غير رجعة. وأشارت إلى أن مغني الأوبرا يتوقفون عادة عن الغناء في الستين، بينما يمكن المغنين العاديين وبسبب استعمالهم الميكروفون إطالة أمد أصواتهم حتى السبعين.