آلة العود تجد رواجاً من الشباب في السعودية

الفنانون المشاهير يرفعون أسعار الأعواد بمجرد ملامستها في السعودية

تطور التكنولوجيا شمل حتى الألات الموسقية («الشرق الاوسط»)
TT

تحولت محلات بيع الآلات الموسيقية في السعودية إلى ما يشبه الورش الفنية عقب أن حولها أصحابها إلى معاهد لتعليم الآلات التي يبيعونها، رغبة في الترويج لأعمالهم.

ووجد عدد من دارسي الموسيقى في مجال النوتة والآلات الموسيقية، خاصة العود، سوقاً رائجة عبر الوظائف التي وفرتها لهم محلات بيع العود كمدربين للهواة، ويحبذ أصحاب المحلات المدربين الأكاديميين من خريجي معاهد الموسيقى في الدول العربية والغرب للتدريب على عزف العود داخل المحل، ويتم تعليم المتدرب على المقامات والنوتة.

وقال عدد من الهواة الذين التقتهم «الشرق الأوسط» إنهم يحبذون العود لسهولة اقتنائه ثم لانتشار المدربين والعازفين الهواة من جانب، ولقلة المدربين لبقية الآلات مثل الكمان والقانون من جهة أخرى.

ويكشف أبو راني، وهو صاحب أحد محلات صناعة وبيع آلة العود في جدة، عن معهد صغير داخل محله لتدريب الهواة على العزف، يساعد في ذلك مدرب متخصص في العزف وفقاً للمقامات، وتعليم النوتة الموسيقية أو التخت، مشيراً إلى الإقبال الكبير خاصة من الشباب الهواة على عزف العود من 17 سنة إلى 30 سنة.

«أبو راني» ذو العقد الرابع، قال إنه حول مهنته من بائع زجاج إلى صانع لآلات العود، بقوله «كنت زجّاجاً في الثمانينات ولكن مع انتشار المصانع البلاستيكية قل الطلب على ما أصنعه من أدوات زجاجية فأحببت أن أغير نشاط عملي وكنت كثيراً ما أتأمل أخي أثناء عزفه للعود فاختمرت في عقلي فكرة صناعة عود ولكن قبل أن أصنع العود لا بد من تعلم عزف العود، وبالفعل تعلمت عزف العود كبداية خلال 4 أشهر وكشفت لأخي الكبير عن نيتي في الاتجاه لصناعة آلات العود فرحب وشجعني فوفرت الأدوات اللازمة التي تستخدم لصناعة العود».

لا يزال أبو راني محتفظاً بأول عود صنعه من خشب الأبلكاش، ويقول «بعد فشل مشروعي الأول، ذهبت إلى صانع عود المشهور في جدة في ذلك الوقت السوداني محمد نور النجار ـ رحمة الله ـ فوافق على تعليمي مقابل 5000 ريال، وعلمني خلال سنة وأربعة أشهر، كنت أنظف الورشة مثل العامل، تعلمت على عدة النجارة، لكنى لم أكن مقتنعاً بشكل العود الذي كان يصنعه، فقررت السفر إلى مصر، وجلست في مصر 3 أشهر وكنت أذهب إلى صانعي الأعواد وأتعلم، ثم سافرت إلي سورية وجلست 3 شهور وكنت أبحث عن الأفضل والأحسن والأجود والأقل أسعاراً». «بعد أربع سنوات من رحلات التعلم والتعب أخرجت أول عود بدون عيوب ومازلت محتفظاً بالعود حتى الآن، واتضح لي أن صناعة العود في كثرة الممارسة، وبعد ما أنتهي من صناعة العود أعطي أخي يعزف عليه ويعطيني ملاحظاته فيه، وأرجع في إصلاحه، لكنى لم أنطلق كمحترف صناعة أعواد إلا بعد أن وقع على أحدها الفنان الكبير عبادي الجوهر».

ويفاخر أبو راني بزبائنه الكبار بقوله هناك فنانون كبار زاروا المعمل الصغير واشتروا الأعواد، منهم الفنان طلال مداح ـ رحمه الله ـ وعبادي الجوهر، وعبد المجيد عبد الله، وأيوب طارش وغيرهم الكثير من الفنانين».

وبشكل احترافي يحدد أبو راني شكل العود في ثلاثة نماذج ويقول «تختلف أشكال العود بحسب الأحجام، وكل حجم يعطي صوتاً مختلفاً عن باقي المقاسات، ويتركز سر هذه الآلة على الأضلاع الخلفية، بحسب مقاس الضلع، وعدد الأضلاع ليعطي عازفه الصوت والتطريب المناسب». وقال إن الآلات التي تستخدم للتسجيل في الاستوديوهات أو للحفلات تختلف عن تلك التي تستخدم في التلحين، عن تلك المخصصة للهواة.

ويشير أبو راني إلى أن أسعار العود تختلف أيضاً، لكنه يحدد أن الأعواد التي يصنعها تتراوح بين 2000 ريال و7000 ريال أو حسب طلب المشتري بوضع مميزات مثل وضع الصدف على ظهر العود أو نحته بمواصفات يطلبها الزبائن».

ويرى أن أسعار صناعته ليست مبالغة، ويواصل: «بعض الفنانين يحبون التباهي بأسعار الأعواد التي يشترونها، فبعض المحلات التي تبيع الآلات، داخل أو خارج المملكة، يحددون القيمة من منظر الزبون أو شهرته، فالشخصيات البارزة يتم تقييمها لحالها».

ويكشف أبو راني أن أكبر نسبة لتوزيع آلة العود على مستوى الخليج تتم في السعودية، وأن أكبر نسبة من عازفي هذه الآلة هم من السعوديين، وهو الآلة الأولى للفنانين، وقال إنه استقى ذلك من إحصائيات وضعها صناع العود في مصر، الذين أكدوا أن 75 في المائة من الأعواد المصنوعة في مصر تذهب إلى السعودية وأن معظم العازفين والهواة من منطقة جنوب السعودية».