حول السينما

الممثلة الفرنسية جولييت بينوش ورئيس مهرجان كان جيل جاكوب
TT

* مهرجان كان.. وتأثيرات الأزمة الاقتصادية

* يبدو أن نوبات الاكتئاب الشديد التي كان يعاني منها المخرج الدنماركي لارس فون تراير ستعاوده بعد مهرجان كان، وتحديدا بعد ردود الفعل السلبية التي واجهت فيلمه الجديد «ضد المسيح» الذي أثار جدلا واسعا، واستقبله النقاد والصحافيون في المهرجان بصيحات استهجان عالية بعد انتهاء عرض الفيلم. تراير دخل إلى المؤتمر الصحافي بعد عرض الفيلم وهو مفاجأ من ردة فعل الجمهور. وبعض الأسئلة أثارت ارتباك تراير، الذي أصر على انه غير مدين لأحد في فهم الفيلم أو استيعابه، فهو يصنع الفيلم لنفسه. لكن الجملة التي ربما كانت الأبرز في المؤتمر هي تصريحه بأنه «يعتقد أنه أفضل مخرج في العالم»، واعتبر البعض هذا التصريح استعلاء على بعض زملائه من المخرجين الذين يحضرون المهرجان. لكن لارس استدرك قائلا انه لم يقل إنه أفضل مخرج، وإنما هو بنفسه يشعر بذلك ويعتقد أن أي مخرج سيعتقد بهذا الاعتقاد سواء صرح بذلك أم لم يصرح. فيلم «ضد المسيح» يتحدث عن زوجين ينتقلان إلى كوخ لهما في الغابة على أمل أن يتجاوز الاثنان التبعات النفسية الناتجة عن فقدانهما لابنهما، إلا أن ذلك يدخلهما في دوامة سيريالية من صراع يتداخل فيه الجنس والإيمان.

* على الرغم من أن الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم لم تؤثر بصورة واضحة على المظاهر الاحتفالية التي يقدمها مهرجان كان، فإن الحضور الذي يبدو أنه أقل بكثير من حضور مهرجان كان في السنوات القليلة الماضية، هو أحد مظاهر انعكاس الأزمة الاقتصادية على المهرجان. فالفنادق التي كانت تشغل بالكامل في مدينة كان كلها وحتى في مدينة نيس وكل الضواحي المحيطة، كانت أقل إقبالا. لكن المقياس الحقيقي سيكون في التقارير الرسمية التي ستظهر لاحقا عدد الصفقات التي تمت في أروقة المهرجان ومداخيل المدينة الصغيرة في فترته. لكن على الرغم من كل ذلك فإن «ديزني» لم تتردد أبدا في أن تقوم بتحويل إحدى زوايا المهرجان إلى ساحة ثلجية ضخمة لإضفاء أجواء الكريسماس تمهيدا لانطلاق فيلمها المنتظر «Christmas Carol» المقتبس عن رواية تشارلز ديكنز الشهيرة. ويقوم ببطولته كل من جيم كاري وكولين فرث وهو من إخراج المخرج الأميركي روبرت زيمكس.

* اعتاد مهرجان كان في السنوات الأخيرة إقامة برنامج على هامشه يعرض فيه درسا سينمائيا يقدمه مخرجون لهم تاريخ سينمائي كبير. بدأ أول هذه الدروس مع المخرج الأميركي سكورسيزي، ثم تلاه في السنوات التالية كل من كونتن تارنتين ونغ كار واي. واستمرارا لهذا البرنامج نظم يوم الثلاثاء الماضي درس سينمائي قدمه الأخوان البلجيكيان داردين، صاحبا التاريخ العريض. فهما يشاركان المخرج البوسني أمير كوستاريكا والمخرج الأميركي فرانسيس فورد كوبولا في أنهم فقط الذين حصلوا على سعفة كان مرتين، وذلك عن فيلمي «روزيتا» 1999 و«الطفل» 2005. كما أنهما فازا العام الفائت بجائزة أفضل سيناريو عن فيلم «صمت لورنا». وقد تحدث الأخوان عن تجربتهما السينمائية وبعض النصائح التي يقدمانها لكل من يود أن يخوض تجربة صناعة فيلم سينمائي.

* على الرغم من التطور الذي تشهده السينما الأفريقية عاما بعد عام، فإن ذلك غالبا ما يأتي بدعم أجنبي لا يجد طريقه إلى المشاهد الأفريقي، وذلك لعدم وجود صالات سينما لعرض الأفلام. ومن هذا المنطلق أقيم على هامش مهرجان كان حفل خيري لجمع التبرعات لفتح صالات سينما في أفريقيا، وقد شارك في الحفل عدد من نجوم السينما الأوروبية والعالمية، في مقدمتهم الممثلة الفرنسية جولييت بينوش ورئيس مهرجان كان جيل جاكوب. وقد قدم كل منهما شيكا بمبلغ خمسة آلاف يورو دفعت إلى المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو، وذلك لافتتاح بعض صالات العرض السينمائي عام 2010.