المطرب رامي صبري: لا أتعمد تقليد عمرو دياب.. لكن يخلق من الشبه أربعين

قال لـ«الشرق الأوسط»: أنا مدين لطارق العريان بأبوتي الفنية ولا مجال للوقيعة بيننا

رامي صبري
TT

خطوات واثقة قطعها المطرب الشاب رامي صبري في ساحة الغناء المصري، فبألبومين اثنين، هما: «حبيبي الأولاني»، و«غمضت عيني» استطاع أن يلفت إليه الأنظار، مستفيدا من خبرته كملحن، وتجسد هذا في دويتو غنائي جمعه أخيرا بالمطربة السورية أصالة نصري. في هذا الحوار مع «الشرق الأوسط» في القاهرة رد صبري على اتهامه بتقليد النجم عمرو دياب، مؤكدا أن ثمة طرقا كثيرة لكي تكون المطرب الأفضل، لكن ثمة طريقة واحدة لكي تكون مطربا جيدا صادقا مع نفسه ومع جمهوره.. وهنا نص الحوار:

* اتهمك البعض بتقليد النجم المصري عمرو دياب. ما حقيقة ذلك؟ - لو كنت بالفعل قد قمت بتقليد عمرو دياب؛ لمَا استطعت حصد هذا النجاح في مدة قصيرة، فمشواري الفني لم يتعد ألبومين، ولقيا نجاحا عند الجمهور، وأنا أرسم شخصيتي على الموسيقى الخاصة بي، لكن أنا مدين لعمرو دياب بنجاحي، لأن الجمهور تعرف عليّ عن طريق الشبه بيني وبين عمرو دياب، ومن حسن حظي أن ملامحي تشبه دياب إلى حد ما، وهذا سبب إطلاقي للحيتي، وبدونها أشبهه كثيرا، ومع هذا.. لا أنكر أنني متأثر بأعماله كثيرا، فهو مدرسة كبيرة تخرج فيها العديد من الفنانين؛ وحققوا نجاحا كبيرا.

* لكن وقوفك على المسرح، وأيضا قيامك بنفس حركات دياب.. ألا يعني ذلك أنك تتعمد تقليده؟ - إطلاقا، هذا غير مقصود، ولم أنتبه إلى ذلك، فوقوفي طبيعي وتلقائي جدا، لكن التشابه في الشكل هو الذي يعطي هذا الانطباع للجمهور، فالذي لا يعرفني جيدا يعتقد أني أخ أصغر لعمرو دياب، والمثل يقول «يخلق من الشبه أربعين».

* وماذا عن التشابه معه في الموسيقى؟ - نوعية الموسيقى التي أقوم بتقديمها بعيدة تماما عن ألوان الموسيقى الخاصة بدياب، وهذا واضح في 24 أغنية قمت بتقديمها، فأنا أحاول أن أتعلم منه فقط، لأنه دائما يطرح علينا كل جديد.

* هل تقابلت مع النجم عمرو دياب من قبل؟ - لم يسعدني الحظ، بالرغم من تواجدي معه بذات الشركة ـ شركة عالم الفن ـ وقد كانت آخر سنة في عقد عمرو دياب معها، لكن لم نتقابل ولو لمرة واحدة، ولكني حاولت التعاون معه كثيرا، فقد قدمت له ألحانا كنت أتمنى أن تنال إعجابه، ولكن لم يحالفني الحظ حتى الآن، وأنا أمتلك ألحانا لا تناسب إلا عمرو دياب، سأسعى لتقديمها إليه مرة أخرى، أملا في غنائها، لأوثق نجاحي أكثر بالتعاون مع نجم بحجمه. ولقد شاهدته مؤخرا في عزاء شقيقة المنتج محسن جابر، ولم يدر بيننا أي حوار، لظروف المقابلة.

* ماذا عن «الدويتو» الذي قمت بتصويره مؤخرا مع السورية أصالة نصري؟ - أنتظر عرضه على القنوات الفضائية بفارغ الصبر، حيث أعتبره خطوة مهمة في حياتي الفنية، بالإضافة إلى أنني محظوظ بهذا التعامل، فأنا الوحيد في جيلي الذي تعاونت معه أصالة، وهي نقلة في حياتي الفنية أسعى لاستثمارها جيدا، وهي أغنية من طابع مختلف عن الدويتوهات التي قدمت من قبل.

* ما هي تفاصيل الدويتو؟ - الأغنية بعنوان «مش فاكرلك»، وتم تصويرها في بيروت تحت إشراف المخرج والمنتج طارق العريان، وهي من تلحيني وتأليف الشاعر أحمد علي، وتوزيع فهد. وتدور فكرتها في إطار حوار بين صديقين، فأصالة صديقة أشكي لها من حبيبتي التي لم أتذكر لها شيئا أتحدث عنها به، وأصالة تحاول أن ترد عليّ بأن أحاول أن أتذكر لها أشياء جميلة قد حدثت بالفعل بيننا، والأغنية ستقوم قناة «ميلودي» بتوزيعها.

* فكرة مشاركتك لأصالة «الدويتو».. مَنْ الذي طرحها؟ - هي فكرتي أنا وطارق العريان زوج أصالة ومنتج ألبوماتي «شركة ستار جيت»، ومن المفترض أن هذا «الدويتو» خطط له منذ سنوات طويلة، لكن في ظل أحداث كثيرة تم تأجيله، لانشغال العريان بأعمال خاصة به، ولكن في النهاية تم عمله، وننتظر عرضه لنرى صداه عند الجمهور العربي.

* بمناسبة طارق العريان.. يرى البعض أنه لم يعطك اهتماما أكبر، برغم أنك النجم الوحيد في شركته؟ - لا أنكر أنه في بدايتي الفنية ساعدني كثيرا، وساعد على تواجدي، فهو تبنى موهبتي، دون أن يعرفني جيدا، وهذا يحسب له، ولكن أنا أتحدث مع طارق كثيرا في هذا الأمر، من حيث أن الاهتمام بي داخل الشركة لم يكن بالمستوى المطلوب لزيادة نجوميتي وإعطائي بريق النجاح الذي يسعى إليه جميع الفنانين، فبرغم إحساسي بالظلم، إلا أنني أحاول لفت نظره بطريقة أو بأخرى، لأن طارق بالنسبة لي أخ وصديق، وأعشقه على المستوى الشخصي، لكني أعشق عملي. وهناك نواح كثيرة، مثل الدعاية، فهي غير كافية، والعريان قليل الخبرة فيها، فهو شاطر أكثر كمنتج، وهذا السبب هو الذي أدى إلى الاستعانة بقناة «ميلودي» في التوزيع، وسار الحال إلى الأسوأ، فأنا أعتقد أني أكثر مطربي جيلي ظلما من جهة التوزيع، وتحدثت كثيرا معه في هذا الأمر، لكنه يؤكد أن الآتي أحسن. وبرغم هذا التقصير، إلا أنني لن أترك طارق العريان مهما كان، فأنا أعشق عملي، ولكني أستبشر خيرا بالتعامل مع طارق العريان.

* معنى ذلك أنه توجد خلافات الآن بينكما؟ - أبدا، يوجد بيننا حوار للوصول إلى الشكل الذي يقدمني للأمام، وهذا ليس عيبا، للحفاظ على نجاحي ونجاحه كمنتج. العريان تبناني فنيا منذ بدايتي، وأدين له بفضل كبير، برغم تدخل بعض الأشخاص الذين يحاولون إفساد العلاقة بيننا، لكني أوجه إليهم رسالة بأنهم سيفشلون كثيرا، فلا مجال لإحداث وقيعة بيننا، وهذا نتيجة الحوار الدائم الذي أؤكد عليه دائما.

* لماذا تهاجم شركة «ميلودي»، برغم أنها الشركة الموزعة لألبوماتك؟ - الشركة الموزعة لي لا بد أن تهتم بي على مستوي الدعاية، وتقديمي بشكل يليق بألبوماتي وموهبتي، فمن البداية تم تأجيل ألبومي ثلاثة أشهر، برغم تداول الأغاني بين الجمهور، فاندهشت لعدم توزيعه كل هذه الفترة، وكذلك تأخير طرحي «كليباتي» على القنوات لعدة أشهر، ولم أعرف لماذا فعلوا ذلك، فأنا لم أهاجمهم، بل أطالب بحقي فقط، كغيري من المطربين المتعاقدين معهم، فالذي لفت نظري إلى الدعاية السيئة هو جمهوري والمقربون لي.

* لماذا لم تشارك طارق العريان فيلم «أسوار القمر» الذي يقوم بالتحضير له الآن؟ - الفيلم بعيد عن شخصيتي تماما، بالإضافة إلى أنني لم أفكر في خوض تجربة التمثيل الآن، فأنا أركز في مجالي، وهو الغناء والتلحين، فالتمثيل ليس سهلا على الإطلاق، ولا بد من التجهيز جيدا لتلك التجربة، فوقوفي أمام الكاميرا كمطرب في «كليباتي» مختلف تماما عن الوقوف أمام الكاميرا كممثل.

* متى ستفكر في خوض تجربة التمثيل؟ - عندما أحقق ما أريده في الغناء، ولو فكرت في التمثيل، فسيكون عملي الأول مع المخرج طارق العريان بفيلم محترم. وبهذه المناسبة، لقد جاءتني عروض كثيرة عن طريق طارق وأشخاص آخرين، لكني رفضتها جميعا.

* ماذا تقصد بكلمة فيلم محترم؟ - أن تكون الفكرة في إطار جاد، وتكون هادفة وليست متداولة، وتعالج مشكلة في حياتنا، كما يحدث الآن في العديد من الأعمال، فهذا الاحترام من وجهة نظري هو الهدف الأول في الأعمال السينمائية، وليس الهدف التجاري.

* هل شاهدت أفلاما من الموسم الصيفي؟ - شاهدت فيلمين: «دكان شحاتة» للمخرج خالد يوسف، وبطولة عمرو سعد وهيفاء وهبي، وفيلم «إبراهيم الأبيض» للنجم أحمد السقا، وسأشاهد فيلم «الفرح» في الفترة القادمة، وفيلم النجم عادل إمام أيضا.

* ما وجهة نظرك في تلك الأفلام التي شاهدتها؟ - فيلم «دكان شحاتة» أعجبني جدا، لدرجة أني بكيت في المشهد الأخير، وهذا هو النجاح. ويتحدث الفيلم عن فكرة واقعية، فشخصية شحاتة واقعية جدا، فالطيبة هي أصل المصريين، كما أبهرني أداء عمرو عبد الجليل في الفيلم، ولا بد أن يقوم ببطولة مطلقة في عمل خاص به، فهو كارت رابح في الفترة القادمة، أما فيلم «إبراهيم الأبيض»، فهذه نوعية جديدة على السوق المصري، وأتمنى نجاحه، فأنا من عشاق السقا، فهو موهوب كثيرا، ويبذل جهدا كبيرا ليرسخ نجاحاته المتتالية.

* ما رأيك في أداء هيفاء وهبي في فيلمها الأول؟ - لأول مرة تعجبني، فهي ممثلة جيدة، وأدت دورها بنجاح، واستطاعت إقناعي كممثلة، ولكن لي تحفظ على طريقة الملابس، فلا يوجد أخت لرجل صعيدي ترتدي مثل هذه الملابس.

* هل يستغرق ألبومك القادم وقتا طويلا للتحضير، كما فعلت من قبل في ألبوماتك السابقة؟ - سوف أبدا العمل فيه خلال شهر رمضان، بعد الانتهاء من الموسم الصيفي. وسبب تأخيري في تحضيره هو أني أقوم بتلحين الألبوم بالكامل، ولذلك يأخذ مني وقتا طويلا في التحضير، وأفكر في كل أغنية.. كيف أقدمها للجمهور، فأنا لا أعتمد على أغاني «التيك أواي»، فألبومي الأول استغرق مني ثلاث سنوات، والأمر نفسه تكرر مع الألبوم الثاني.

* بماذا تفسر التشابه الواضح بين ألحانك.. وهل يدفعك ذلك إلى التعاون مع دماء جديدة؟ - بالفعل أصبح لدي إحساس أن ألحاني تتشابه في بعض الأغنيات، وهذا السبب سيجعلني أتعاون في ألبومي القادم مع ملحنين جدد، وهم ليسوا بعيدين عني، فأغلبهم أصدقائي، كتامر علي، ومحمد يحيى، ومحمد رحيم، ووليد سعد، وهم يفهمونني جيدا، وبيننا كيمياء أحاول استغلالها.

* تعرضت من قبل لتسريب ألبومك السابق «غمضت عيني».. فماذا تفعل حتى لا تتعرض لذلك مرة أخرى؟ - تسريب ألبوم «غمضت عيني» جاء عن طريق الموجودين في الاستوديو الذي أقوم بتسجيل الأغنيات فيه. وعلى ذلك، قررت غلق الاستوديو عند التسجيل، بحيث لا يوجد أحد غيري.

* وماذا عن رامي صبري الملحن؟ - أنا خريج المعهد العالي للموسيقى العربية، وفي البداية كان اتجاهي الغنائي في التلحين مقصورا على نفسي فقط، وقمت بتلحين أغنية لي، وعرضتها على طارق توكل لتوزيعها، فهو صديقي، وطرح فكرة أن أعطي الأغنية لعامر منيب ليغنيها. واقتنعت بالفكرة؛ وقمنا بعرضها عليه، وهكذا لعبت الصدفة دورا كبيرا في تغيير وجهتي الفنية. وبعد ذلك، توالت ألحاني للآخرين من المطربين، كفضل شاكر، وأصالة، وشيرين.. لكن أنا في الأساس مطرب، ولست ملحنا.

* وماذا عن التعامل مع شيرين عبد الوهاب؟ - شيرين أختي وصديقتي قبل العمل، فلو ضاق بي الحال.. أذهب إليها لكي أفضفض معها، هذا على المستوى الشخصي. أما بالنسبة للعمل، فهي موهبة نادرة، لكن هناك العديد من الأصوات المميزة، إلا أن صوتها يأخذني بعيدا.