حول السينما

TT

* على الرغم من الأهمية التي تكتسبها مراجعات النقاد في الإعلام الأميركي وتأثيرها المعتبر على سوق السينما، فإن الاستثناءات ليست نادرة الحدوث. وما حدث هذا الأسبوع في إيرادات صالات السينما هو إحدى تلك المرات التي يخذل فيها النقاد، ففيلم الحركة «Transformers: Revenge of the Fallen» الذي لقي ردود أفعال نقدية سلبية جدا، لم يمنع ذلك أبدا الفيلم من أن يقترب من تحقيق رقم قياسي في شباك التذاكر الأميركية، ففي خمسة أيام فقط من افتتاحه استطاع فيلم مايكل باي تحقيق 201 مليون دولار، وهو ما يقترب كثيرا إلى الرقم المسجل لحساب فيلم «The Dark Knight» العام الفائت، والذي حقق حينها 203 ملايين دولار في نفس المدة. كما جاء أيضا ثانيا كأفضل يوم افتتاحي في التاريخ. «Transformers» يحقق أفضل افتتاحية لشهر يونيو (حزيران) متجاوزا فيلم «Harry Potter and the Prisoner of Azkaban» عام 2004، وأفضل افتتاحية في يوم خارج أيام عطلة نهاية الأسبوع، وأفضل عائد ليوم أربعاء ويوم خميس وجمعة. وفي صالات الآي ماكس حقق الفيلم أفضل عوائد في التاريخ للخمسة أيام الأولى من افتتاحه بأكثر من 15 مليون دولار. وتصدر الفيلم أيضا شباك التذاكر حول العالم لهذا الأسبوع محققا 274 مليون دولار ليأتي ثالثا متجاوزا فيلم «Indiana Jones and the Kingdom of the Crystal Skull» الذي عرض صيف العام الفائت. وفي المرتبة الثانية حافظ فيلم النجمة الأميركية ساندرا بولوك «The Proposal» على تحقيقه لنتائج جيدة ليصل مجموع ما حققه خلال أسبوعين 69 مليون دولار. والمرتبة الثالثة والرابعة جاءت أفضل أفلام الصيف استقرارا واستمرارا حتى الآن في فيلمي «The Hangover» و«Up» على التوالي، ليحقق الأول عوائد تصل إلى 183 في أربعة أسابيع، والثاني 250 مليون دولار في خمسة أسابيع.

* في خطوة هي الأبرز في تاريخ الأوسكار في السنوات الأخيرة، تم الإعلان في مؤتمر صحافي عن تغيرات مهمة في جوائز الأوسكار ابتداء من العام القادم، وتأتي الخطوة الأولى كأهم تغيير تشهده جوائز الأوسكار منذ سنوات طويلة. فقد أقر مجلس الأكاديمية رفع مجموع الأفلام المرشحة لجائزة أفضل فيلم إلى عشرة أفلام بدلا من خمسة كما هو المعتاد. وفي تبرير لهذه الخطوة أشار المؤتمر إلى أن الفرع الرئيسي في المسابقة لن تتأثر أهميته بهذه الخطوة وإنما على العكس، ستتاح فرصة أكبر لعدد كبير من الأفلام الجيدة والمتميزة في المنافسة وتعرف الجمهور عليها. يذكر أن آخر مرة اختير فيها عشرة أفلام للمنافسة كان بتاريخ 1945 عندما فاز فيلم «كازبلانكا» بجائزة أفضل فيلم. وفي تطور آخر فقد أقر المجلس التنفيذي نقل الجوائز التكريمية التي تقدم سنويا للمخرجين وبعض أهم المؤثرين في صناعة السينما إلى حفل آخر خارج الحفل الرسمي، وبالتالي لن تكون ابتداء من العام القادم أي فقرة من هذا القبيل. وتخصيص فرع باسم «مسابقة أفضل أغنية»، حيث تم إقرار نظام نقاط يتم من خلالها منح الفرصة للمنافسة للأغاني التي تتجاوز الحد الأدنى من النقاط، وهو ما سيؤدي أحيانا إلى ـ ربما ـ إلغاء الفرع في حالة عدم وجود أغنيات تحقق العدد المطلوب من النقاد، أو أن المنافسة ستستقر بين متنافسين أو ثلاثة فقط. ولا شك أن مثل هذه التغييرات تأتي في وقت يشار فيه إلى أن الأكاديمية دائما ما كانت تبدو متحفظة في تغيير سياساتها وأنظمة الجوائز وفروعها.

* اختتم يوم الأحد الماضي مهرجان «أدنبره» البريطاني العريق في دورته الثالثة والستين بفوز فيلم «Moon» بالجائزة الكبرى. الفيلم هو تجربة أولى للمخرج دنكن جونز، وحكايته تدور في المستقبل الذي تصبح فيه الأرض تفتقر إلى وسائل الطاقة، وتقوم حينها إحدى شركات توليد الطاقة بإرسال رائد الفضاء سام بيل (الممثل سام روكويل) إلى القمر للبحث عن مصدر للهيليوم-3 الذي أصبح مصدر الطاقة الجديد، وذلك في رحلة ستستمر لمدة ثلاث سنوات، عاش خلالها سام وحيدا بعيدا عن اتصال بشري دائم سوى التحدث مع الروبوت الذي يصطحبه معه (صوت الممثل كيفن سبيسي). ومع اقتراب عودته إلى الأرض وإلى عائلته هناك تحدث لسام أحداث غريبة يصادف فيها شبيها له يدعي أنه مبعوث لذات المهمة. يدخل حينها سام في دوامة بحث عن ذاته وكينونته.

* ذهبت جائزة أفضل أداء في فيلم بريطاني للشابة البريطانية كاتي جافيس عن فيلم «Fish Tank» للمخرجة الإنجليزية أندريا أرنولد الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم في مسابقة مهرجان «كان» الرسمية لهذا العام. وكاتي تؤدي في هذا الفيلم دور فتاة في الخامسة عشرة تدخل في صراع مع والدتها التي قامت بإدخال صديقها الجديد إلى البيت.

* بعد نيلها جائزة أفضل ممثلة في مهرجان «كان» شهر مايو (أيار) الماضي عن فيلم المخرج الدنماركي لارس فون تراير المثير للجدل «Antichrist»، ستقوم الممثلة الإنجليزية شارلوت جاينسبورغ بالمشاركة بدور رئيسي في فيلم المخرجة الفرنسية جولي بيرتوسلي الجديد «The Father’s Tree». الفيلم مقتبس من رواية للكاتبة الأسترالية جودي باسكو بعنوان «Our Father Who Art in a Tree». الفيلم يدور حول عائلة تفجع بموت الأب مما يؤدي بالابنة الصغيرة ذات السنوات العشر إلى الاعتقاد بأن أباها يخاطبها عبر أعلى الشجرة المجاورة للبيت. ولكن الأمر لا يتوقف على ذلك وإنما يصيب بقية أفراد العائلة التي تقف جميعا خارجا عند الشجرة لمخاطبة الأب المتوفى. الفيلم سيتم تصويره مطلع شهر أغسطس (آب) القادم، وسيكون باللغة الإنجليزية. ويشار إلى أن هذا الفيلم هو الثاني للمخرجة الفرنسية، وهو يأتي بعد نجاح فيلمها الأول «Since Otar Left» الذي حاز عام 2003 جائزة لجنة التحكيم بأسبوع النقاد في مهرجان «كان» السينمائي، كما فازت عنه بجائزة أفضل أول عمل ضمن جوائز السيزار الفرنسية.

* كتاب الصحافي الأميركي تي جي إنغلش «عصابة هافانا» الذي جاء في قائمة أفضل الكتب مبيعا في «نيويورك تايمز» سيجد طريقه إلى السينما، فقد أشارت مجلة «هوليود ريبورتر» إلى أن كلا من ايرك انشر وجيل ادلر وشان ماكارثي سيقومون بإنتاج فيلم يعتمد على الكتاب. والحكاية تدور حول عصابة أميركية في هافانا في خمسينات القرن الماضي، وذلك قبيل قيام الثورة. والعصابة التي كانت لها صيت واسع في أنحاء العاصمة وتدير بعضا من أكبر كازينوهاتها تجد نفسها في مأزق وجود مع قيام الثورة بقيادة كاسترو. وقد تم توقيع عقد مع السيناريست مات سيرلونيك لتحويل الكتاب إلى نص سينمائي. يذكر أن تي جي إنغلش سبق أن قام بنشر عدد من الكتب التي تدور حول عوالم الجريمة في أميركا، كما قام بكتابة عدد من الحلقات لبعض مسلسلات الجريمة الأميركية.