هاني سلامة: ذهبت إلى «كان» في أول أعمالي.. وآخرون أمضوا حياتهم دون أن يحققوا حلم المشاركة فيه

قال إن «السلم والثعبان» أهم أفلامه بعد تجاربه مع شاهين.. ويتمنى أن يكون «السفاح» بنفس المستوى

هاني سلامة («الشرق الأوسط»)
TT

شق هاني سلامة طريقه شابا إلى عالم النجومية بسرعة الصاروخ، ففي أولى تجاربه مع الفن السابع كان ضيفا على مهرجان كان بصحبة العالمي الراحل يوسف شاهين، قدم خلال 13 عاما هي عمره السينمائي 13 فيلما لعب بطولتها جميعا، «الشرق الأوسط» التقته في القاهرة، وهو ينتظر أن يحصد نجاحا في فيلمه السفاح، شبيها بما حققته أفلامه السابقة.

* دخلت عالم الفن من أوسع أبوابه مع المخرج العالمي الراحل يوسف شاهين في فيلم «المصير»، كيف اختارك شاهين للقيام بدور رئيسي في الفيلم؟

ـ كانت بداية تعارفي على «الشركة العالمية» التي يملكها شاهين قبل فيلم «المصير» حيث ذهبت لتقديم نفسي للعمل مع المخرج الراحل رضوان الكاشف في فيلم «عرق البلح» ورشحت للعمل في الفيلم للقيام بالدور الذي أداه الزميل محمد نجاتي، إلا أنني في ذلك الوقت لم أكن قد انتهيت من الثانوية العامة وكان والدي رحمه الله يعمل في وزارة الخارجية المصرية فتزامن اختياره للعمل في السفارة المصرية في الكويت مستشارا إعلاميا مع طلب الكاشف لي بالعمل معه، وضاعت الفرصة مني لأن الخيار العائلي كان أساسيا فذهبت إلى الكويت حيث أنهيت دراستي الثانوية، وبعد سنتين عدت إلى القاهرة وعندها اتصل بي المخرج خالد يوسف مساعد شاهين الأول في تلك الفترة وأخبرني أنهم رشحوني للعمل في فيلم «المصير» وبدأت بروفات لمدة ثلاثة أسابيع قبل مقابلة شاهين. وظللت لفترة لا أعرف لماذا اختارني شاهين لهذا الدور، حتى قال خالد يوسف إن «جو اختارني بسبب الإحساس المختلف الذي أقدمه في كل مرة»، والمثير في الأمر أنني عندما ذهبت لشركة شاهين كانت رغبتي هي الغناء ولم يكن في ذهني إطلاقا فكرة التمثيل، ولكنها ترتيبات القدر.

* كنت محظوظا بالعمل مع شاهين في أول حياتك الفنية خاصة مع ذهابك لمهرجان «كان» بعد مشاركتك في فيلم المصير، ماذا شعرت وقتها؟ ـ ذهبت إلى «كان» مرتين مع يوسف شاهين، الأولى بعد فيلم «المصير» والثانية بعد فيلم «الآخر»، في أول مرة لم أشعر بشيء، الأمر فقط كان مكانا أذهب إليه ولم أفهم حينها معنى أن أسير على السجادة الحمراء في «كان»، أما في المرة الثانية فكنت أدركت هذه القيمة، فهناك فنانون أمضوا حياتهم الفنية وهم يحلمون بالذهاب إلى هذا المهرجان، كانت تجربة مختلفة أتاحت لي مشاهدة التجارب السينمائية العالمية.

* تأخرت لعامين بعد فيلم «المصير» حتى اشتركت في«الآخر»، لماذا؟

ـ لم أكن مهتما بالعمل في أفلام جديدة خاصة أنني كنت أستكمل دراستي في مجال الكومبيوتر، واحتلت دراستي كل اهتماماتي، ولم أكن مهتما أن أكمل في الحياة الفنية وكنت أفكر في الذهاب إلى خالي للعيش في أميركا، لكن بعد عامين تم اختياري لبطولة فيلم «الآخر» عام 1998 وعرض في عام 1999، وبعدها قمت ببطولة «عاصفة الصحراء»، وتعاقبت الأعمال وحسمت خياري، وأدركت أن الفن هو مستقبلي.

* لقد عملت مع عدد من المخرجين من مدارس مختلفة، أي المدارس تفضلها؟

ـ لكل تجربة لها ميزاتها، فأحب الأعمال إلي «المصير» و«الآخر» مع يوسف شاهين و«السلم والثعبان» مع طارق العريان الذي أعتبره من أهم أعمالي بعد شاهين، فهو تجربة أثرت في الناس كثيرا ويكفي أنني ذهبت قبل فترة إلى أميركا وناقشني الكثيرون من أبناء الجالية العربية في أحداث الفيلم رغم مرور كل تلك المدة، وأتمنى أن يكون فيلمي القادم «السفاح» على نفس مستواه.

وأعتبر أن شاهين هو الأفضل على الإطلاق في إدارة الممثل وتوجيهه للانفعال الذي يريده المخرج، وهذا ما لمسته مباشرة في طريقة توجيهه لي لتأدية مشهد فك الحبال في أغنية «علي صوتك بالغنا» في فيلم «المصير»، فكان يتكلم معي كثيرا عن حياتي الخاصة ويركز على أشياء بعينها أثارت هذا الانفعال الذي ظهر على الشاشة في المشهد، مع شاهين تعلمت ما هي السينما، فهو لا يقدم الفنان فقط على صعيد الجمهور المحلي المصري بل أيضا على صعيد عالمي، لم يكن «جو» مخرجا فقط إنه مؤسسة متكاملة تعليمية وإعلامية وفنية، نتعلم فيها التمثيل والموسيقى والتذوق والديكور وأشياء أخرى كثيرة.

ومن حسن حظي أنني تعاملت مع بقية المخرجين بعد نضوجي، وتعرفي على إمكاناتي الفنية.

* بعد عملك مع أكثر من مخرج ما رؤيتك للمخرجين الذين تعاملت معهم خاصة خالد يوسف الذي مثلت معه خمسة أفلام؟

ـ قدمت مع خالد أفلاما ناجحة أثارت جدلا اجتماعيا، ويكفي أن فيلم «أنت عمري» أعاد الرومانسية للشاشة المصرية بعد توقفها لأكثر من عشرين عاما، فكان آخر عهدها بالرومانسية فيلم «حبيبي دائما». وشعرت بالراحة مع مخرجين آخرين مثل علي إدريس في فيلم «أصحاب ولا بزنس» وأحمد عاطف في فيلم «ازاي البنات تحبك» وسعد هنداوي في فيلم «حالة حب» وغيرهم. ومن الضروري العمل مع مخرجين مختلفين بغض النظر عن تفاوت إمكاناتهم لأن العمل مع مخرج جديد يضيف للممثل رؤية جديدة ويكشف عن جوانب كامنة في قدراته التمثيلية، فالإنسان يبقى متعلما حتى يموت ولا أحد يستطيع أن يقول إنه وصل ذروة الكمال، فأنا أمثل في السينما منذ 13 عاما قدمت خلالها 13 فيلما، في كل تجربة كنت أتعلم شيئا.

* قيل إن أفلامك موجهة لفئة معينة من الجمهور، وبرأيك ما فرص بقائها في المستقبل؟

ـ أتجنب ذلك، فالعمل الفني ليس مطلوبا منه أن يقدم لشريحة المثقفين في المجتمع فالسينما يجب أن تتوجه لجميع الشرائح ولهذا سيختلف مستوى الفيلم من وقت لآخر بناء على الشريحة التي يتوجه إليها، فأنا لا أريد أن أقدم فيلما تقرأ قضاياه وجمالياته ضمن السطور ولا يستطيع أحد من الناس باستثناء شريحة المثقفين فهمه لأن هذا الفيلم لن يستمتع به غيري أنا وأصدقائي، في الوقت المطلوب سينمائيا أن يحقق أوسع متعة لأوسع قطاع اجتماعي.

فالفنان الراحل أحمد زكي على سبيل المثال قدم أفلاما شديدة الأهمية مثل «أرض الخوف» مع داود عبد السيد، و«البريء»، و«الهروب» مع عاطف الطيب وكلها علامات، لكنه قدم أيضا أفلاما خفيفة مثل «كابوريا»، وهذا لم يقلل من قيمة زكي.

* خلال 13 عاما من حياتك الفنية ألم تفكر في تقديم أعمال درامية للتلفزيون والمسرح؟

ـ بصراحة سحر السينما وتوهجها يجذبني أكثر، فأنا عاشق لها أكثر من التلفزيون، إلا أن ذلك لم يمنعني من التفكير في تقديم دراما تلفزيونية وكان هذا ممكنا في مسلسل بليغ حمدي الذي طلبت مني مدينة الإنتاج الإعلامي أن أقوم ببطولته إلا أننا اختلفنا على الأجر.. السينما العمل فيها ينتهي أسرع ووهجها أكبر ولا تحتاج إلى عمل طويل ومنهك مثل الدراما التلفزيونية أما بالنسبة للمسرح فهو قصة أخرى لأنه مواجهة مباشرة مع الجمهور لها حساباتها المختلفة، مثل ضرورة التأكد من جودة النص والقدرة على مخاطبة الجمهور وجها لوجه. وقد عرضت علي مسرحية قبل فترة لم أعد أذكر اسمها وتحمست للموضوع لكن قصر الفترة الزمنية التي حددت بأسبوعين دفعني للرفض فقد أردت أولا أن أتعرف على خبراتي في هذا المجال ولا يمكن لي أن أحقق ذلك قبل أسبوعين فقط. وبالنسبة للمسرح الخاص لا أعتقد أنني قادر على تقديم مسرحية فيه لأنه يرتكز أساسا على المسرح الكوميدي وأنا لست كوميديا فلا أستطيع أن أدخل مجالا ليس من مجالاتي فلم أفكر حتى في الموضوع.